الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد خير خلق الله , وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
فإن تحذير المسلمين من البدع وأهلها , وذكر معايبهم , ومساويهم , والتنكيل بهم واجب شرعي باتفاق المسلمين , وعلى هذا كان صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ,وأتباعهم , ومن تبعهم بإحسان , لأن المبتدع لسان حاله أن الله لم يُكمل الدين كما قال الإمام مالك ـ رحمه الله ـ , وكفى بهذا الجرم محرضًا لنا على بغض المبتدعة والتنفير منهم .

وكثير من المسلمين اليوم تجدهم يقولون : لماذا هذا التفرق المذهبي , أليس السنة مسلمون , والشيعة مسلمون , وكلنا نؤمن بالله ربا , وبمحمد ـ عليه السلام ـ نبيا , فلم هذا التنافر والبغض , والحرب الكلامية بين الطرفين , ..... إلى غير ذلك من هذا الكلام المعسول ؟!!!


والجواب على ذلك أن يقال:

ـ هل من يعتقد أن علي بن أبي طالب يُدبر الكون ويتصرف فيه وهو في قبره يكون مسلما !!!
ـ هل من يصرف أجل وأعظم العبادات لغير الله ـ سواء لعلي أو الحسين أو الزهراء ـ رضي الله عنهم ـ يكون مسلما !!!
ـ هل من يقول : الصحابة كلهم كفروا بعد وفاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا نفرا قليلا لا يتجاوزون السبعة يكون مسلما !!!
ـ هل من يقول : لابد أن تحرق النار فَرْجَ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأنه جامع به عائشة وحفصة !!!!!! يكون مسلما وفيه رائحة الإيمان !!

هذه بعض كفريات الرافضة التي لا يجوز للمسلم بعد أن يطلع عليها أن يحكم عليهم بالإسلام , بل عليه أن يعتقد جازما من قلبه أنهم كفار زنادقة , ويتقرب إلى الله ببغضهم , والدعاء عليهم , ووالله إن بعض الرافضة اليوم أكفر من أبي جهل , وأبي لهب , وقد يقول قائل : وكيف ذلك ؟


الجواب :

أن أبا لهب وأبا جهل , ومشركي العرب كانوا يقرون بأن الله هو الخالق الرازق المدبر , وبعض الرافضة اليوم يقولون علي ـ رضي الله عنه ـ هو من يدبر الكون ويتصرف فيه , أفلا يكون هذا أكفر من أبي لهب وأبي جهل !! , هذا من جهة .

ومن جهة أخرى أن الرافضة يقولون :

ـ أن عائشة العفيفة الطاهرة المطهرة ـ زوج النبي عليه السلام ـ رضي الله عنها ـ أم المؤمنين , يقولون عنها : الزانية !!! , والفاجرة !!! , والكافرة !!! , قطع الله لسانهم , وقبحهم الله , أفمن يقول هذا الكلام في أمي وأمِّ كل مؤمن ـ رضي الله عنها وأرضاها ـ يكون أخي وأواليه , وأبتسم في وجهه وأقول : لندع الخلافات بيننا جانبا , ونكون إخوة متحابين ؟!!! .
كلا وألف كلا , من يقول هذا الكلام في أمي وأمِّ كل مؤمن يستأهل ـ البصق في وجهه ـ أكرمكم الله ـ والقرع بالحديد على رأسه العفن , والتقرب إلى الله بذلك .
ـ ويقولون كذلك عن وزير رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المحدث الملهم , والمُبشر بالجنة , وثاني الخلفاء الراشدين ـ رضي الله عنه وأرضاه وحشرني معه يوم القيامة ـ يقولون عنه : به داء لا يبرؤه منه إلا ماء الرجال !!!! , كيف أتقرب وأتقارب مع من يقول هذا الكلام .
وهدى الله طارق السويدان حين قال ـ وهو يخاطب الرافضة ـ : إذا أردت أن تسب أبا هريرة فلا تسبه أمامي ونحن إخوة !!! , أيقول هذا عاقل يحب أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ , ولا حول ولا قوة إلا بالله .

إن من جمع هذه الكفريات , والطامات لايكون أخي بحال من الأحوال بل أبرأ إلى الله منه ومن أُخُوَتِهِ , وأعلن له العداوة كما فعل خليل الرحمن إبراهيم ـ عليه السلام ـ والمؤمنون معه مع قومهم الكفار كما حكى الله عنهم فقال عزوجل " قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ " .


وتستمر هذه العداوة والبغضاء حتى يتوب إلى الله من كفرياته وجرائمه , ويدخل الإسلام من جديد , ويتبرأ من الرفض والتشيع , ويترضى عن أصحاب رسول الله ـ عليه السلام ـ كلهم , ويعتنق المذهب السني الحق , عند ذلك يكون أخي وأحبه في الله , فينبغي للمسلم أن يتنبه لهذا الأمر الخطير , حتى يكون على بينة من أمره .


هذا مايسر الله كتابته ـ وأنا في عجالة ـ وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتي يوم القيامة , إنه سميع مجيب .


وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .