قال تعالى { يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا * وفتحت السماء فكانت أبوابا * وسيرت الجبال فكانت سرابا }

في الحديث عن البراء بن عازب قال :- كان معاذ بن جبل جالساً قريباً من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في منزل أبي أيوب الأنصاري فقال معاذ يا رسول الله رأيت قول الله تعالى { يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا } فقال يا معاذ سألت عن أمر عظيم ثم أرسل عينيه بالدموع وقال :- يحشر عشرة أصناف من أمتي أشتاتاً قد ميزهم الله من المسلمين وبدل صورهم بعضهم على صورة القردة وبعضهم على صورة الخنازير وبعضهم منكسون أرجلهم من فوق ووجوههم من تحت وهم يسحبون عليها وبعضهم عمى يترددون وبعضهم صم بكم لا يعقلون وبعضهم يمضغون ألسنتهم فيسيل القيح من أفواههم لعاباً يتقذرهم أهل الجمع وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم وبعضهم مصلبون على جذوع من نار وبعضهم أشد نتناً من الجيف وبعضهم يلبسون جباباً سابغة من قطران لازقة جلودهم .

1- فأما الذين على صورة القردة فالقتات من الناس وهم السعاة بالنميمة بين الناس ليلحقوا الفتنة ويثيروا الشر.

2- و أما الذين على صورة الخنازير فأهل السحت.

3- وأما الذين هم منكوسون على رؤوسهم فآكلة الربا.

4- وأما العمى الذين يترددون فالجائرون في الحكم.

5- وأما الصم البكم فهم المعجبون بأعمالهم.

6- وأما الذين يمضغون السنتهم فهم العلماء والقضاة الذين خالفت أعمالهم أقوالهم.

7- وأما المقطعة أيديهم وأرجلهم فهم الذين يؤذون الجيران.

8- وأما المصلبون على جذوع من نار فهم السعاة بالناس الى السلطان .

9- وأما الذين هم أشد نتناً من الجيف فهم الذين يتمتعون بالشهوات واللذات ويمنعون حق الله في أموالهم .

10- وأما الذين يلبسون الجباب فهم أهل الفخر والخيلاء.

ولا ينبئك مثل خبير فإن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.. فليتق امرؤ على نفسه .