{فَلْيَحْذرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.


وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".

وقال: "أما بعد، فإن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد،وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"
--------------------------------------
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين...

فقد أمرنا الله عز وجل بأن نلتزم نهجاً مستقيماً لا نحيد عنه حيث قال تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً).

وقال تعالى: (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون).

فالطريق الحق والمنهج القويم هو طريق أهل السنة والجماعة...

سبب تسميتهم
سموا بذلك لانتسابهم لسنة النبي –صلى الله عليه وسلم- واجتماعهم على الأخذ بها ظاهراً وباطناً، في القول، والعمل، والاعتقاد.


علاماتهم وصفاتهم:
السنة هم الذين يجددون للأمة أمر دينها :
فهم الذين يعملون على إحياء الدين، ويسعون لدفع الغربة عنه، وتجديد ما اندرس من معالمه.

------------------------------------
هم أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
فهم يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر بمراتب الإنكار الثلاث، باليد، ثم باللسان، ثم بالقلب، تبعاً للقدرة والمصلحة، ويسلكون في ذلك أقرب طريق يحصل به المقصود، بالرفق، والتيسير، والسهولة، متقربين بنصيحة الخلق إلى الله، قاصدين نفع الخلق، وإيصالهم إلى كل خير، وكفهم عن كل شر، محافظين بذلك على خيرية هذه الأمة،حريصين على دفع العذاب عنها.

.هم أهل الدعوة إلى الله
فهم يدعون إلى دين الإسلام، بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، ويسلكون في ذلك شتى الطرق المشروعة والمباحة، حتى يعرف الناس ربهم ويعبدوه حق عبادته. فلا أحد أحرص منهم على هداية الخلق، ولا أحد أرحم منهم بالناس.
هم القدوة الصالحون:
لأن فيهم الصديقين،والشهداء، والمجاهدين،ومنهم أعلام الهدى، مصابيح الدجى، وأولي المناقب المأثورة، والفضائل المذكورة، وفيهم أئمة الدين الذين أجمع الناس على هدايتهم.


هم الغرباء:
الذين يصلحون ما أفسد الناس، ويصلحون إذا فسد الناس.
.هم الفرقة الناجية
التي تنجو من البدع والضلالات في هذه الدنيا، وتنجو من عذاب الله يوم القيامة.
وهم الطائفة المنصورة باذن الله
لأن الله معهم،وهو مؤيدهم وناصرهم.
.وهم الظاهرون إلى قيام الساعة :
فهم ثابتون على ما هم عليه من الحق والدين، وهم غالبون متمكنون، فلقد جعل الله حجتهم ظاهرة، وكلمتهم هي العليا. قال ابن مسعود رضي الله عنه: " إنكم قد أصبحتم اليوم على الفطرة ، وإنكم ستحدثون ، ويحدث لكم ، فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالعهد الأول " .
وقال الإمام مـالك: "لم يكن شيء من هذه الأهواء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان" ، لأن البدع ظهرت في آخر عهد الصحابة رضي الله عنهم .
-----
كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ،عضوا عليها بالنواجذ ".فمن عاش من الصحابة ، ومن طال عمره من الصحابة رضي الله عنهم رأى مصداق ماأخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من ظهور البدع ، وظهور الاختلاف وظهورالفرق .
كذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمة سوف تفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة ، منها واحدة ناجية تصير إلى جنة عالية قطوفها دانية ، وبواقيها عادية ، تصير إلى الهاوية والنار الحامية ، فقال صلى الله عليه وسلم : " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على ثنتي وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلهم في النار إلا واحدة ،قالوا: من هم يا رسول الله؟ ، قال: هم الجماعة ".


ولهذا الحديث رواية أخرى قال:"هم من كانوا على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي" فيكون المقصود بالجماعة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى الجماعة التي هى على شاكلة الجماعة الأولى ، التي كانت على فكر واحد ، وعلى عقيدة واحدة ، وعلى فهم صحيح للكتاب والسنة.
لأن الله تعالى جعل معتقد الصحابة هو المقياس للعقيدة الصحيحة فقال عز وجل:
{فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ}.

فيجب على كل مسلم في كل زمان وفي كل مكان أن تكون عقيدته مطابقة لعقيدة الصحابة رضي الله عنهم ، وأن يكون فهمه للكتاب والسنة على فهم الصحابة رضي الله عنهم .