تعريف الصابئة :
1)صبأ : خرج من دين إلى دين ، وبابه خضع، وصبأ أيضاً صار(صابئاً) و(الصابئون) جنس من أهل الكتاب.
2)الصابئون :هم من يتركون دينهم ويدينون بدين آخر ،وهم قوم يعبدون الكواكب ويزعمون أنهم على ملة نوح، وقبلتهم مهب الشمال عند منتصف النهار.
3)الصابئون: قوم يزعمون أنهم على دين نوحu بكذبهم وهم قوم يشبه دينهم دين النصارى إلا أن قبلتهم نحو مهب الجنوب.
4)وقد قيل عنهم أنهم قوم معروفون ،لهم مذهب يتفردون به، ومن دينهم عبادة النجوم ، وهم يقرون بالصانع والمعاد وببعض الأنبياء.
5) وقيل أنهم طائفة من مشركي العرب قبل البعثة، الذين ساورهم الشك فيما كان عليه قومهم من عبادة الأصنام ، فبحثوا لأنفسهم عن عقيدة يرتضونها ، فاهتدوا إلى التوحيد ، وقالوا أنهم يتعبدون الحنيفية الأولى ( ملة إبراهيم ) ، و اعتزلوا عبادة قومهم .. فقال عنهم المشركون أنهم صبأوا أي مالوا عن دين آبائهم ، ومن ثم سمو صابئة ، وهذا القول أرجح من القول بأنهم عبدة النجوم.وقد قيل عنهم غير ذلك ، فقد اختلفت الآراء حولهم ، ولكن الصابئة بفرقها المتعددة قد تلاشت ولم يبق منها إلا فرقة واحدة هي(الصابئة المندائية )"والتي تعتبر يحيى نبياً لها،ويقدس أصحابها الكواكب والنجوم" .إن الصابئين لا يمكن اعتبارهم من أهل الكتاب أو من فرقة من فرق أهل الكتاب وذلك بدلالة القرآن الكريم والسنة النبوية " .
أولاً : "من القرآن الكريم قال تعالى : ) وهذا كتاب أنـزلناه مبارك فاتبعوه واتقوه لعلكم ترحمون * أن تقولوا إنما أنـزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا * عن دراستهم لغافلين (،فقد جاء في تفسير هاتين الآيتين في تفسير القرطبي " وهذا كتاب(أي القرآن ) مبارك أي كثير الخيرات فاتبعوه أي اعملوا بما فيه ( و أتقوه ) أي أتقو تحريفه لعلكم ترحمون " أن تقولوا " أي لئلا تقولوا، أو أنـزلناه كراهة أن تقولوا ، فالمعنى ، فاتقوا أن تقولوا يا أهل مكة " إنما أنـزل الكتاب( أي التوراة والإنجيل ) على طائفتين من قبلنا " أي على اليهود والنصارى ولم ينـزل علينا كتاب " .
والظاهر من هذا التفسير أنه يشعر بأن المعروف عند أهل مكة وغيرهم أن المقصود بأهل الكتاب هم اليهود والنصارى بل وإن سياق الآية يشعر بذلك ، فلا يدخل في مفهوم أهل الكتاب غيرهم كالصابئين ".
ثانياً : "من السنة النبوية : لم يرد في السنة النبوية ما يدل على أن الصابئين من أهل الكتاب أو نسن فيهم سنة أهل الكتاب ، كما ورد بشأن المجوس ، ولو كانوا مثل المجوس لورد لهم ذكر في السنة، إما باعتبارهم أنهم من أهل الكتاب ، وإما باعتبارهم ملحقين بأهل الكتاب ببعض الأحكام كما ورد بشأن المجوس " .
المطلب الثاني :عقائدهم
1) " يعتقد ( الصابئون ) أن دينهم أقدم الأديان على وجه الأرض وأنه أنـزل بأمر ملك النور على ( آدم وحواء ) وهو باق منذ تلك الأزمنة إلى يومنا هذا " .
2)يعتقدون- من حيث المبدأ- بوجود الإله الخالق الواحد الأزلي الذي لا تناله الحواس ولا يفضي إليه مخلوق ، ولكنهم يجعلون بعد هذا الإله (360 ) شخصاً خلقوا ليفعلوا أفعال الإله .. من رعد وبرق ومطر وشمس وليل ونهار .. وهؤلاء يعرفون الغيب ، ولكل منهم مملكته في عالم الأنوار .
3)بينهم وبين المسيحية عداء ، ولكن عدائهم لليهود شديد لدرجة أنهم يعتبرون موسى u من رسل الروح الشريرة .
" وليس من المحتمل اعتبار العقيدة المندائية إحدى العقائد المسيحية المنشقة ، لأن العداء للكنيسة المسيحية بالذات يبرهن العكس من ذلك . هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى فإن عداءهم الشديد لليهود واعتبارهم موسى من رسل الروح الشريرة مما يدل على اعتبار العقيدة المندائية من العقائد الخارجة على اليهودية الأولى .
4)المندي : هو معبد الصابئة وفيه كتبهم المقدسة ، ويجري فيه تعميد رجال الدين .
5)الصلاة : تُؤدَّى ثلاث مرات في اليوم .. فيها وقوف وركوع وجلوس على الأرض من غير سجود.
6)الصوم : صابئة اليوم يحرمون الصوم لأنه من باب تحريم ما أحل الله ، لكنهم يمتنعون عن أكل اللحوم المباحة لمدة ( 36 ) يوماً متفرقة على طول أيام السنة .
7)يعتقدون بصحة التاريخ الهجري ويستعملونه ، وذلك بسبب اختلاطهم بالمسلمين ، ولأن ظهور النبي محمد rكان مذكوراً في الكتب المقدسة الموجودة لديهم .
8)يعتقد ( الصابئة ) المندائيون بأنهم يتبعون تعاليم ( آدم ) ولديهم كتاب ( الكنـزبدا ) أي صحف آدم .. ثم جاء النبي ( يحيى ) لتخليص الدين من الأمور الدخيلة ، وهو لم يكن رسولاً بل نبياً خاصاً بهم .
المطلب الثالث:كتبهم
كتب الصابئة ليست مطبوعة ، لقد قام بنسخها باليد الكتاب الكهنوت طيلة قرون عديدة .. وهم يشكون في أن الموجود لديهم منها هي الصورة الأصلية المنـزلة .. وتحرص الصابئة على منع الغير من الإطلاع على كتبهم
المقدسة منعاً شديداً ، إضافة إلى أنها مكتوبة باللغة المندائية التي كان يتكلم بها ( آدم ) كما يعتقدون " .
وأهم كتبهم ما يلي :
1) كتاب كنـزه ربه : أي ( الكنـز العظيم ) ،أو ( الكتاب العظيم ) ويقال له ( سدرا - آدم ) أي صحف آدم .. ولا يمكن اعتبار الكتاب متجانساً ، فهو مجموعة فقرات غالباً ما تتناقض .
2) ( دراشه أديهيأ ) : أي تعاليم يحيى ، وفيه تعاليم وحياة النبي يحيى .

3) ( سدرة إدنشماثا ):يدور حول التعميد والدفن والحداد ، وانتقال الروح من الجسد إلى الأرض ومن ثم إلى عالم الأنوار .
4) كتاب ( أسفر ملواشه ) : أي سفر البروج لمعرفة حوادث السنة المقبلة عن طريق علم الفلك والتنجيم .
5) كتاب ( الديونان ) : ويسمى كتاب ( الديوان ) . وهو سفر ضخم من أنفس كتب الصابئة كما أنه كتاب نادر، ولهم كتب أخرى غير هذه .
المطلب الرابع :فرق الصابئة
الصابئة المندائيون ينقسمون إلى قسمين متميزين :
الأول :هم فئة ( الناموريين ) وهم مسؤولون عن حفظ الدين وإقامة شعائره .
الثاني : هم المندائيون العامة .
المطلب الخامس :أعياد الصابئة
1)العيد الكبير : ويسمى عيد ( ملك الأنوار ) أو ( عيد اليوم الجديد ) . ومدته أربعة أيام ، لا يشرب خلاله الكهان والمتقون الشاي الممزوج بالسكر ولا يشربون الماء المعقم ، إنما يشربون ماء النهر مباشرة .
ويكون الكهان مستعدين لتعميد الراغبين من أبناء الطائفة .
2)العيد الصغير : وهو العيد الصغير الذي جمد فيه ( جبرائيل ) الأرض بعد أن كانت غازاً ومدته الشرعية يوم واحد ، ويجري تعميد المؤمنين ويكثرون من أعمال البر والإحسان .
3)عيد البنجة : ومدته خمسة أيام ، يقام فيه أكبر عيد عمادي نهري والعيد هذا عيد احتفال ديني أكثر منه بهجة وفرح .
4)عيد النبي ( يحيى ) : يقولون إن آدم عُمد في هذا اليوم . وفيه كانت ولادة ( يحيى ) .
المطلب السادس :تواجدهم
1)ينتشرون على الضفاف السفلى من نهري دجلة والفرات ، ويسكنون في منطقة الأهواز وشط العرب ، ويكثرون في مدن العمارة والناصرية والبصرة ... وعدد آخر من مدن العراق .
2)ينتشرون في إيران على مدنها الساحلية كالمحمرة ، وناصرية الأهواز وشمشتر ،ودزبول .
الانتشار للصابئة حددت باحثة بريطانية رحالة هي(الليدي دراوور )في كتابها عن الصابئة المندائيين وتقول :" واليوم فإن مراكز الصابئين الرئيسية هي في جنوب العراق في منطقة الأهوار وعلى الضفاف من نهري دجلة والفرات ، في مدن العمارة والناصرية والبصرة وقلعة صالح والحلفاية وسوق الشيوخ ، ويوجد جماعات منهم بأعداد مختلفة إلى الشمال من المناطق المذكورة كبغداد والكوت والديوانية وكركوك والموصل ..أما في إيران فقد كان عدد الصابئين كبيراً في إقليم عربستان، غير أن عددهم آخذ في التناقص،والساكنون منهم في المحمرة والأهوار على ضفاف نهر كارون ليسوا بنعمة وصحة كما هي عليه مع الصابئين في العراق"
- وقد تهدمت معابدهم في العراق ولم يبقَ لهم إلا معبدان .
-مهارتهم في صياغة المينا مما دفعهم إلى الرحيل للعمل في بيروت ودمشق والإسكندرية ، ووصل بعضهم إلى إيطاليا وفرنسا وأمريكا.

الكونفوشيوسية
ديانة أهل الصين ، وهي ترجع إلى الفيلسوف الحكيم ، كونفوشيوس الذي ظهر في القرن السادس قبل الميلاد داعياً إلى إحياء الطقوس والعادات والتقاليد الدينية التي ورثها الصينيون عن أجدادهم مضيفاً إليها فلسفته وآرائه في الأخلاق والمعاملات والسلوك القويم.
قصة الخلق :
يعتقد الصينيون بأنه كان لا يوجد شيء ثم وجد شيء ؛هذا الشيء خلق شيء اسمه( بانكو ) وهو غاية في القوة ، له رأس تنين ، وجسد أفعى ، وبعد أن مات تحولت أجزاءه إلى الظواهر الطبيعية من ريح وسحاب ورعد وأنهار وأمطار وصخور ومعادن وأشجار وأرض وجبال وشمس وقمر .. إلخ
أما (القمل)الذي كان يعلق بجسمه فتحول إلى بشر تعاقب على الأرض ملوك مقدسون منهم (فوشي) معلم البشر ( القمل) ومهذبهم ، وكان لفوشي أخت لها جسم ثعبان ورأس آدمي يعتبرها الصينيون منقذة هذا العالم من رب العقاب (هونج كينج) .
المطلب الثاني :العقائد
الإله :
1)يعتقدون بالإله الأعظم أو إله السماء ويتوجهون إليه بالعبادة، كما أن عبادته وتقديم القرابين إليه مخصوصة بالملك أو بأمراء المقاطعات .
2)للأرض إله ، يعبده عامة أهل الصين .
3)للشمس والقمر والكواكب ، والسحاب، والجبال .. لكل منها إله .وعبادتها وتقديم القرابين إليها مخصوصة بالأمراء .
الملائكة :
يقدسون الملائكة ويقدمون إليها القرابين .
أرواح الأجداد ! يقدسونها ويعتقدون بقاء أرواحها ويوجد في كل بيت معبد لأرواح الأموات ولآلهة المنـزل .
المطلب الثالث:كتبهم
هناك مجموعتان أساسيتان تمثلان الفكر الكونفوشيوسي المجموعة الأولى تسمى الكتب الخمسة ، والثانية تسمى الكتب الأربعة .
الكتب الخمسة :
وهي الكتب التي قام كونفوشيوس ذاته بنقلها عن كتب الأقدمين وهي :
1)كتاب التغييرات:وأهميته ككتاب تتركز في قيمته الأثرية لأنه يرجع إلى ما قبل ثلاثة وثلاثين قرناً قبل الميلاد .
2)كتاب الأحداث التاريخية : عبارة عن نبذة عن تاريخ الصين .
3)كتاب ديوان الغزل: وكان كونفوشيوس قد أقتنع أن الإنسان إذا ما تلا الشعر يومياً فإنه لن يقع في الخطأ .
4)كتاب المراسيم .
5)كتاب الربيع والخريف .
الكتب الأربعة :
التي ألفها كونفوشيوس وأتباعه مدونين فيها أقوال أساتذتهم مع التفسير تارة والتعليق أخرى وهي:
1)كتاب الأخلاق والسياسة .
2) كتاب الانسجام المركزي .
3)كتاب منسيوس .
الكونفوشيوسية : مذهب سياسي وليس ديناً ، ولم يزعم كونفوشيوس انه نبي .

الجينية
تعريف الجينية
وتسمى أيضاً ( الجانستية ) وهي ديانة مشتقة عن الهندوسية ، ظهرت في القرن السادس قبل الميلاد على يد مؤسسها ( مهاويرا ) وما تزال إلى يومنا هذا .
قامت الديانة ( الجينية ) لتحرير حركة ( البراهمة ) من مساوئ نظام الطبقات ، لذلك فهي تشابه إلى حد بعيد تاريخ تطور ( البوذية ) ونشوءها . وتكادان لا تفترقان في شيء غير أن ( الجينية ) تؤمن بتناسخ الأرواح والميل إلى نوع صارم من الزهد والتقشف ، إلا إنها اضطرت بعد فشل مقاومتها ( للبراهمة ) إلى العودة لقبول نظام الطبقات بشكل ما ، فقررت الاعتراف بالبراهمة ، وبذلك استطاعت البقاء في الهند .
بين مهافيرا زعيم الجينيه وبوذا :
"إن قصة حياة ( مهافيرا ) لا تختلف كثيراً عن قصة حياة ( بوذا) . فقد كانا كلاهما أميراً هندوسياً . وكلاهما درس عقيدته بحماس ، وكلاهما هجر بيته ليصبح راهباً ، وكلاهما وجد عدة عيوب في تعاليم عقيدته ، وكلاهما عاد بعد عدة أيام من التفكير ليبشر بتعاليم جديدة لشعبة الكبير ".
المطلب الثاني :نبذة تاريخية موجزة
بدأ ( مهافيرا ) دعوته في أسرته وأهل مدينته الذين استجابوا لدعوته ، وأخذت دعوته تنمو بين الملوك والأمراء والقواد الذين رأوا في هذه الدعوة تعبيراً عما يجول بنفوسهم من رغبة في الثورة على البرهمانيين .
وظلت دعوته تواصل نجاحها حتى قضى نحبه سنة 527 ق . م وحيداً في خلوته ، ويقال أن ( مهاويرا ) كان
آخر أربع وعشرين داع للجينيه ،يسمى كل واحد منهم ( جينا )-وأن الجينية مذهب قديم جداً .وقد كانت الجينية فرقة وأحده طيلة حياة ( مهافيرا ) ولم تحدث فيها إلا خلافات بسيطة ليست ذات جذور عميقة وكانت سرعان ما تسوى هذه الخلافات .وبعد وفاة ( مهافيرا ) حدث انقسام خطير شق الفرقة إلى فرقتين :
1)إحداها تسمى ( ديجاميرا ) أي أصحاب الزي السماوي . وهم الذين اتخذوا السماء كساء لهم ، يميلون على التقشف معظمهم من الكهان والرهبان .
2)الأخرى تسمى ( سوتياميرا ) أي أصحاب الزي الأبيض . وهم طبقة العامة المعتدلون ؛ إذ يفعلون كل أمر فيه خير ويبتعدون عن كل أمر فيه شر وإزهاق أرواح كل ذي حياة .
ولكل من الفرقتين الرئيسيتين آراء في ( المهافيرا ) .
وقد ظلت الطائفة الجينية قليلة العدد ، وأغلبها من طبقة الصيارفة والتجار ؛ لأن المهن الأخرى ، أو الوظائف الحكومية مما تتعارض وتعاليم الدين .
المطلب الثالث :العقائد
1)الإله :
لا تعترف الجينية بآلهة الهندوس خصوصاً الثالوث ( براهما – فشنو – سيفا ) .
ولكن خُلُق المسالمة والمجاملة دفعهم على الاعتراف بالآلهة الأخرى غير الثالوث .
وترتب على عدم اعترافهم بالآلهة ، إنكار الصلاة وإلغاء القرابين ، وعدم الاعتراف بالطبقات .
"الجينية في الأصل ثورة على البراهمة ، لذا فإنهم لا يعترفون بآلهة الهندوس وبالذات الآلهة الثلاثة( براهما – فشنو – سيفا ) ومن هنا سميت حركتهم بالحركة الإلحادية " .
2)النجاة :"طريق الخلاص توبة تقشفية وامتناع عن إيذاء أي كائن حي مهما كانت ضآلته.. ونبذ للاستمتاع بكل لذة خارجية.. لأن اللذة الحسية خطيئة دائمة" .
فلا يزرعون الأرض ؛ لأن فيها تمزيق للتربة وسحق الديدان ، ولا يجوز لهم أن يقوموا بغلي الماء حتى لا تقتل الحشرات الموجودة بداخله والتي لا ترى بالعين ، كذلك لا يأكلون العسل لأنه حياة النحل ، ولا يأكلون اللحم فهم يحرمون على أنفسهم كل ما به أذى لأي كائن حي مهما كان صغيراً .
3)الانتحار نعمة : ابرز ما يميز الجينية هو ظاهرة العري والجوع حتى الموت .
" الانتحار مرتبة لا يصل إليها إلا خواص منهم الرهبان الجينيين ، وهم يعملون ذلك رغبة في الخلود والنجاة ، ولا يصلون إلى هذه المرحلة إلا بعد أن يقضوا ثلاثة عشر عاماً في مبادئ الجينية وتعاليمها القاسية "
المطلب الرابع : كتبهم
تعتبر خطب ( مهافيرا ) ووصاياه هي المصادر المقدسة لدى الجينيين ، وقد أنتقل هذا التراث من جيل إلى جيل عن طريق المشافهة ، إلى أن جمع في 46 كتاباً في القرن الرابع قبل الميلاد صارت فيما بعد الكتب الجينية المقدسة .
ومن أهم هذه الكتب : كتاب ( الاثني عشر انكا ) .
وكتاب ( سوترا - كابت - انكا ) الذي يهدف إلى تحصين الرهبان والأحداث . وترسيخ المعتقدات في نفوسهم .
أماكن تواجدها :
واجهت ( الجينية ) صعوبات في انتشارها ؛ بسبب التقشف الشديد الذي تسلكه ، فلم تتجاوز حدود الهند .ويعتبر اتباع الجانتية من أثرياء الهند لأنهم يعملون في التجارة ولا يعملون في الزراعة ؛ لان ذلك إيذاء للأرض ولهم معابد تعد من عجائب الدنيا زينةً وزخرفة منها معبد ( آبو) .

السيخية
تعريف السيخية :
مجموعة من الهنود الذين ظهروا في نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر الميلادي ، داعين إلى دين جديد فيه شيء من الديانتين الإسلامية والهندوسية تحت شعار (لا هندوس ولا مسلمون) وقد عادَوا المسلمين خلال تاريخهم ، وبشكل عنيف ، كما عادَوا الهندوس بهدف الحصول على وطن خاص بهم .
عقائد السيخ :
1)الدعوة إلى التوحيد وإنكار عبادة الأوثان وإنكار تقديس الأصنام.
2)إنكار التفرقة الطبقية .
3)القضاء على المراسم (الهندوسية )في الزواج.
4)تحتفظ بعقيدة التناسخ وتقديس البقر إلى حد ما.
5 )أباح الخمر وأكل لحم الخنـزير.
6) يحرقون موتاهم كالهندوس.
تميز (السيخ) من حيث المظهر والزي عن غيرهم من الهنود، ويطلق عليهم اسم حمله(الكافات)أي حرف كاف الخمسة ويقصد بذلك:
1)كيس: وهو شعر الرأس والوجه الذي يطلقونه دون قص أو تهذيب ، ويطوي شعر الرأس تحت عمامةملونه.
2) كاخ: أي الخنجر.
3) كازا : أسورة حديد تذكرهم بوحدانية الله .
4)كريباك: لباس قصير وهو أشبه بلباس السباحة تحت السراويل رمزاً للعفة.
5)كانجا: مشط صغير في شعر رأسه.
6)يعتقدون بأن روح كل واحد من المعلمين تنتقل منه إلى المعلم التالي له، وخلال القرون الثلاثة منذ ظهور الدعوة تولى قيادة السيخ عشرة زعماء كان الستة الأول منهم مرشدين روحيين وذلك قبل أن تتحول الدعوة إلى حركة سياسية؛نسخ البريطانيون فيهم روح العداء للمسلمين تمهيداً لبسط نفوذهم على البنجاب .وأكثر السيخ اليوم تقطن البنجاب إذ يعيش فيها 85% منهم ."لهم في مدينة (أمر تيسار) أكبر معبد يحجون إلية".
نبذة موجزة
كان الإسلام قد دخل الهند وانتشر فيها وأصبح له أتباع من الهنود ولكن الهندوس أعلنوا عداءهم للمسلمين، فنشأت بينهم عداوة شديدة.
ولد (ناناك)- ويدعى(غورو)أي المعلم-مؤسس السيخية في هذه الظروف، من أب هندوسي نبيل.
وأهتم (ناناك)-بدراسة الدين ، فكان يقضي معظم وقته في الغابات يفكر في عقيدة شعبه، وعندما بلغ سن الثلاثين أعلن أنه(الجورو) التي تعني الإمام الذي يقود أتباع هذه العقيدة الجديدة التي لا تعترف بالهندوسية ولا بالإسلام وتهدف إلى صهر الديانات للقضاء على الخلافات الطائفية بين الهنود ولهذا شملت عقيدة السيخ أصولاً إسلامية وهندوسية.

الهندوسية ..
هي ديانة وثنية يعتنقها معظم أهل الهند ، وقد تشكلت عبر مسيرة طويلة منذ القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى وقتنا الحاضر كما أنه لا يوجد لها مؤسس معين ، ولا يعرف لمعظم كتبها مؤلفون معينون.
المطلب الثاني :نبذة تاريخية
تتحدد نقطة البداية في العقيدة الهندوسية مع بداية الخلق ، حيث تبدأ بوجود عملاق في السماء اسمه ( براهما ) يدَّعي أنه (الإله ) حين يقول : ( أنا أقوى من السماء وأعظم من الأرض وأرفع من كل هذه الأجرام والكواكب حولي.. أحتوي كل شيء وأكمن في كل شيء ،لا تدركني الحواس ، لأني أنا حقيقة الحقيقة.. أنا براهما ).
ولكن (براهما ) الإله كان غير سعيد لأنه وحيد . فقرر أن يصنع شيئاً( وبأطراف أنامله صنع براهما شيئاً هائلاً كبير الحجم يكاد يعدل جسمه : "عملاقاً وعملاقةً تعانقا"). هكذا عقيدة الهندوس في خلق الإنسان ثم إن الهندوس لا يفوتهم تلفيق القصص الخيالية في كيفية وجود الحيوانات والحشرات ،فبعد أن تناسل من العملاقان البشر( أطلت المرأة إلى رجلها وتساءلت : كيف استطاع ذلك العملاق أن يخرج مني كل هذه الكائنات ..... إنه لشيء رهيب ، خارق ، شيء يجعلني أبتعد عنه وأختفي عن ناظريه !!).
فاختفت الزوجة فعلاً ، ولكن كيف؟( اختفت في صورة بقرة ،ولكن الزوج كان في إمكانه أن يصنع نفس الشيء .... فانقلب ثوراً وزاوجها ،وكان بازدواجهما أن توالدت الماشية. ثم هربت منه وتحولت إلى فرس فكان هو الآخر تحول إلى جواد وتناسلا. ثم تحولت الزوجة إلى حمارة فحول نفسه الآخر إلى حمار وتناسلا ثم تحولت إلى نعجة ، فتحول كبشاً، لتكون الماعز والخراف ..وهكذا كلما تحولت الزوجة العملاقة إلى صنف معين من أصناف الحيوانات تحول الزوج العملاق هو الآخر إلى نفس الصنف ليتناسلا حتى بلغ وجودهما في التدرج إلى حيث النمل(131)!!،هكذا بدأت قصة الخلق كما يراها الهندوس .ومرت الهندوسية بفترات تاريخية ، كان لها الأثر في عقائد الهندوس . حددها المؤرخون بثلاث حقب زمنية تمثلت في الأدوار الآتية :
دور الآباء وتوحيد الله :وكان الهنود الأصليون منقسمين إلى عشائر وجماعات متفرقة ، وكان رب كل بيت هو القاضي والكاهن في منـزله
دور الكهنة :بعد مرور أجيال عديدة من أصحاب الدور الأول ظهر الكهنة على مسرح الحياة، فأنشأوا الطقوس وأحدثوا الديانة المؤسسة على التثليث . وتوسع نفوذ الكهنة في هذا الدور ، فقسموا المجتمع إلى طبقات وأوجدوا الاختصاصات والامتيازات
دور الإصلاح :وعهده قبل المسيح u بستمائة سنة تقريباً ، حيث ظهر رجلا الإصلاح وهما(بوذا و مهافيرا ) على الأسس البرهمية .
المطلب الثالث :طبقات الهندوس
تميزت الهندوسية بالنظام الطبقي فيها ، وفيما يلي بيان ذلك :
1)البراهمة : وهم الذين خلقهم الإله (براهما) من فمه فمنهم المعلم والكاهن والقاضي وهم ملجأ الجميع في حالات الزواج والوفاة ، ولا يجوز تقديم القرابين إلا في حضرتهم وسموا براهمة لأنهم لا يؤمنون بالرسل إلا ابراهيم .
2)الكاشتريا:وهم الذين خلقهم الإله من ذراعيه ، يتعلمون ويقدمون القرابين ويحملون السلاح للدفاع .
3)الويش : وخلقوا من فخذ الإله، وهم طبقة التجار والمزارعين وعلى المزارع تربية المواشي وعلى التاجر
معرفة قوانين التجارة ويجب عليهم الاعتناء بمهنتهم .
4)الشوادر المنبوذين) : وهم الذين خلقهم الإله من قدميه ، وعملهم مقصور على خدمة الطوائف الثلاثة الأولى .
المطلب الرابع :عقائد الهندوس
تتمثل عقائد الهندوس في أربع عقائد أساسية هي :
( الكارما ) ( تناسخ الأرواح ) ( الانطلاق ) ( وحدة الوجود ).
الكارما : "( قانون الجزاء ) أي أن نظام الكون إلهي قائم على العدل المحض ، هذا العدل الذي سيقع لا محالة إما في الحياة الحاضرة أو في الحياة القادمة ، وجزاء حياةٍ يكون في حياةٍ أخرى ، والأرض هي دار الابتلاء كما أنها دار الجزاء والثواب "
تناسخ الأرواح :
التناسخ هو رجوع الروح بعد خروجها من جسم إلى العالم الأرضي في جسم آخر. فعندما يموت الإنسان تخرج الروح منه وتدخل في جسد مولود جديد ولد لتوه ، فإذا كان الإنسان صالحاً في حياته انتقلت روحه إلى مولود ولد في طائفة أعلى من طائفته أما إذا كان فاسداً في حياته فإن روحه تنتقل إلى مولود ولد في طائفة أدنى ، ثم إذا ظل فاسداً في حياته التالية يولد عليلاً ، ثم إن استمر في الدورة الثالثة فاسداً فإنه سيولد حيواناً ، وإن استمر فاسداً فسوف ينحدر في كل مرة إلى مستوى أدنى في مراتب الحيوانات حتى يولد بعوضة أو برغوثاً .
أما الذي يستمر في حياة صالحة بعد حياة صالحة،فيرتقى كل مرة إلى طائفة أعلى حتى يصل إلى طبقة (البراهمة ) بعدها إن كان صالحاً بعد أن وصل إلى هذه الطائفة ، فإن دورة الحياة تنتهي ولكن روحه تتحد مع ( براهما )
الإله ، وهذا ما يسمى بـ ( النير فانا ) وهذه أعظم سعادة يمكن أن تتمناه روح .
الانطلاق : وهو ما ذكرناه من امتزاج الروح مع (براهما ) واتحادها به .
وحدة الوجود: وتعني أن الحياة خلقت من الروح ، فالإنسان ليس جسمه وحواسه لإنها تموت وتبلى ، بل الإنسان هو الروح وهي أزلية أبدية مستمرة غير مخلوقة .
وقال (سانكرا ) في فلسفة وحدة الوجود (إن الروح الإنسانية هي جزء من الروح العالمية) .
عقائد أخرى :
(الإله في فكر الهندوس )
لقد أعجب الهنود بمظاهر الكون وظنوا أن لها أرواحاً تكمن فيها قوى كامنة ، بيدها أن تمنحهم ، فخلقوا لهم منها آلهة متعددة ، كل آلهة ترمز لظاهرة معينة ، فالمطر له إله وللنار إله وللسماء إله وللأرض إله ، وللعاصفة إله ، وللشمس إله ، وللنبات إله.. الخ وجسدوا لهذه الآلهة أصنام لكي يعبدوها .
وللهنود نـزعتان فيما يتعلق بالإله ، نـزعة الوحدانية ونـزعة التعدد .
فإذا دعوا إلهاً من هذه الآلهة المتعددة اثنوا عليه وتقربوا إليه ومجدوه وسموه برب الأرباب حتى يغيب عن أذهانهم بقية الآلهة (وكانوا إذا دعوا إلهاً من آلهتهم أو أثنوا عليه أو تقربوا إليه بقربان أقبلوا عليه بكل عواطفهم وجل ميولهم حتى يغيب عن أعينهم سائر الآلهة والأرباب ) .
الثالوث الهندوسي :
كما يعتقد الهندوس بثالوث الآلهة ، وهي نفس الفكرة لدى النصارى ، حيث اقتبسوها من الديانة الهندوسية .
والثالوث الهندوسي هو الذي يسيطر على الكون .
براهما : سيد جميع الآلهة ، فهو القوة الخالقة للطبيعة .
فشنو: إله الحب والذي كثيراً ما ينقلب إلى إنسان ليقدم العون للبشر .
شيفا : إله القسوة والتدمير وهو تجسيد للقوة الكونية التي تعمل على تخريب صورة الكون ، وهو لا يظهر عادةً
إلا في ميادين القتال والمعارك الضخمة .
الحيوانات المقدسة عند الهندوس :
فكما جعلوا من الظواهر الطبيعية آلهة كذلك جعلوا لبعض الحيوانات قداسة مثل الفيلة والقردة والأفاعي ، أما البقرة فهي أكثر الحيوانات قداسة مما ترتب عليه من إعطائها الحرية المطلقة في التجوال عبر الطرقات كيف شاءت ومتى شاءت ولا يجوز للهندوسي مهما كانت الظروف أن يأكل لحمها ،وقد جعلوا لها تماثيل في كل معبد ومنـزل وميدان هذا كله لاعتقادهم أن هذه الحيوانات مصادر قوة ضخمة ترمز جيداً إلى القوة الكبرى التي تسيطر على هذا العالم الكبير .
المطلب الخامس :أهم كتب الهندوس
لهم أعداد كبيرة من الكتب ، ولكنها صعبة الفهم غريبة اللغة مما ألجأهم لتأليف كتب كثيرة لشرحها . ومن أهم كتبهم :
الويدا : وهو يتألف من أربعة كتب ، كل كتاب يختص بشيء .
قوانين (منو ) : عبارة عن شرح للويدات ، بينت معالم الهندوسية ومبادئها وأسسه.
وهناك كتب اخرى أقل مرتبة مما سبق :
مهابهارتا : ملحمة هندية وهي تصف حرباً بين أمراء من الأسر المالكة.
كيتا : تصف حرباً بين أمراء من أسرة ملكية واحدة .
يوجا واسستها : تحتوي على أربعة وستين ألف بيت بيد مجموعة من الناس ، فيها أمور فلسفية ولاهوتية .
رامايانا : يعتني هذا الكتاب بالأفكار السياسية والدستورية وفيه خطب لملك اسمه (راما) .
والديانة الهندوسية هي اليوم أكثر الديانات انتشاراً في الهند وقد اختفت كثير من الطقوس القديمة ماعدا طقوس الزواج والوفاة والحج إلى نهر الجنجز ليتطهروا من الذنوب والآثام .
أما الطوائف بين الهندوس فقد زاد عددها إلى تسع عشرة ألف طائفة ، وكذلك زاد عدد الآلهة من ثلاثة وثلاثين إله إلى مئات الآلهة .