من تواضع لله رفعه
التواضع خلق حميد، وجوهر لطيف يستهوي القلوب، ويستثير الإعجاب والتقديروهو من أخصّ خصال المؤمنين المتّقين، ومن كريم سجايا العاملين الصادقين، ومن شِيَمالصالحين المخبتين. التواضع هدوء وسكينة ووقار واتزان، التواضع ابتسامة ثغر وبشاشةوجه ولطافة خلق وحسن معاملة، بتمامه وصفائه يتميّز الخبيث من الطيب، والأبيض من الأسود والصادق من الكاذب.
نعم.. فاقد التواضع عديم الإحساس، بعيد المشاعر، إلىالشقاوة أقرب وعن السعادة أبعد، لا يستحضر أن موطئ قدمه قد وطأه قبله آلاف الأقدام،وأن من بعده في الانتظار، فاقد التواضع لا عقل له، لأنه بعجبه وأنفته يرفع الخسيس،ويخفض النفيس، كالبحر الخضم تسهل فيه الجواهر والدرر، ويطفو فوقه الخشاش والحشاش. فاقد التواضع قائده الكبر وأستاذه العجب، فهو قبيح النفس ثقيل الطباع يرى لنفسه الفضل على غيره.
إن التواضع لله تعالى خُلُق يتولّد من قلب عالم بالله سبحانه ومعرفة أسمائه وصفاته ونعوت جلاله وتعظيمه ومحبته وإجلاله. إن التواضع هو انكسارالقلب للرب جل وعلا وخفض الجناح والذل والرحمة للعباد، فلا يرى المتواضع له على أحدفضلاً ولا يرى له عند أحد حقاً، بل يرى الفضل للناس عليه، والحقوق لهم قبله. فماأجمل التواضع، به يزول الكِبَرُ، وينشرح الصدر، ويعم الإيثار، وتزول القسوةوالأنانية والتشفّي وحب الذات.
أخي المسلم، أختي المسلمة.. إن من نبذ خلق التواضع وتعالى وتكَبَّر على الناس ، إنما هو في حقيقة الأمر متعدٍي على مقام الألوهية، طالباًلنفسه العظمة والكبرياء، متناسياً جاهلاً حق الله تعالى عليه، من عصاة بني البشر،متجرِّئٌ على مولاه وخالقه ورازقه، منازع إياه صفة من صفات كماله وجلاله وجماله، إذالكبرياء والعظمة له وحده. يقول سبحانه في الحديث القدسي: «الكبرياء ردائي، والعظمةإزاري، من نازعني واحداً منهما ألقيته في جهنم» [رواه مسلم].
التواضع نوعان..
1-محمود، وهو ترك التطاول على عباد الله والإزراء بهم.
2-مذموم، وهوتواضع المرء لذي الدنيارغبة في دنياه.
فالعاقل يلزم مفارقة التواضع المذموم على الأحوال كلها، ولايفارق التواضع المحمود على الجهات كلها.
من التواضع..
1-اتّهام النفس والاجتهاد في علاج عيوبها وكشف كروبها وزلاتها {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا.وَقَدْخَابَ مَن دَسَّاهَا}.
2-مداومة استحضار الآخرة واحتقار الدنيا، والحرص علىالفوز بالجنة والنجاة من النار، وإنك لن تدخل الجنة بعملك، وإنما برحمة ربكلك.
3-التواضع للمسلمين والوفاء بحقوقهم ولين الجانب لهم، واحتمال الأذى منهموالصبر عليهم {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِين}.
4-معرفة الإنسان قدره بين أهله من إخوانه وأصحابه ووزنه إذا قُورن بهم «ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً». رواه مسلم.
5-غلبة الخوف في قلب المؤمن على الرجاء، واليقين بما سيكون يومالقيامة {وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْيَحْتَسِبُونَ}.
6-التواضع للدين والاستسلام للشرع، فلا يُعارض بمعقول ولا رأيولا هوى.
7-الانقياد التام لما جاء به خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم، وأنيُعبد الله وفق ما أمر، وأن لا يكون الباعث على ذلك داعي العادة.
8-ترك الشهوات المباحة، والملذّات الكمالية احتساباً لله وتواضعاً له مع القدرة عليها، والتمكن منها «من ترك اللباس تواضعاً لله وهو يقدر عليه، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيّره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها». رواه أحمدوالترمذي.
9-التواضع في جنب الوالدين ببرّهما وإكرامهما وطاعتهما في غير معصية،والحنو عليهما والبِشْرُ في وجههما والتلطّف في الخطاب معهما وتوقيرهما والإكثار منالدعاء لهما في حياتهما وبعد مماتهما {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَالرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}.
10-التواضع للمرضى بعيادتهم والوقوف بجانبهم وكشف كربتهم، وتذكيرهم بالاحتساب والرضا والصبرعلى القضاء.
11-تفقّد ذوي الفقر والمسكنة، وتصفّح وجوه الفقراء والمحاويج وذوي التعفف والحياء في الطلب, ومواساتهم بالمال والتواضع لهم في الحَسَب، يقول بشر بن الحارث: "ما رأيت أحسن من غني جالسٍ بين يدي فقير".
تواضع الخليل صلى الله عليه وسلم
1- سُئلت عائشة رضي الله عنها: ما كانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِوسَلَّم يَصنعُ في بَيْتِهِ؟ قالت: "كان يَكُون في مِهْنَةِ أَهْلِهِ -يَعني: خِدمَةِ أَهلِه- فإِذا حَضَرَتِ الصَّلاة، خَرَجَ إِلى الصَّلاةِ". رواه البخاري.
2- "كان يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته". رواه الترمذي.
3- "كان بشراً من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه". رواه الترمذي.
4- "ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لهلما يعلمون من كراهيته لذلك".
5- «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم،فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله». رواه البخاري.
6- "كان يأتي ضعفاءالمسلمين، ويزورهم، ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم ". رواه أبو يعلى.
7- "كانيتخلّف في المسير فيزجى الضعيف ويردف ويدعو لهم". رواه أبو داود.
8- "كان يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعقل الشاة ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير". رواهالطبراني.
9- "كان يزور الأنصار ويسلّم على صبيانهم ويمسح رؤوسهم". رواهالنسائي.
10- "كان لا يُسأل شيئا إلا أعطاه أو سكت". رواه الحاكم.
11- "إِنْ كَانَتِ الأَمَةُ مِن إِمَاءِ المَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ النبيِّ صَلّىاللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيثُ شَاءَتْ". رواه البخاري.
12- « يا عائشة، لو شئت لسارت معي جبال الذهب، جاءني ملك، إن حجزته لتساوي الكعبة -أيموضع شد الإزار-، فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول: إن شئت نبياً عبداً، وإنشئت نبياً ملكاً، فنظرتُ إلى جبريل -عليه السلام- فأشار إلى أن ضع نفسك فقلت: نبياًعبداً ». رواه أبو يعلى.
13- عن أبي رِفَاعَةَ تَميم بن أُسَيدٍ رضي اللَّه عنه قال: "انْتَهَيْتُ إِلى رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وهو يَخْطُبُ،فقلتُ: يا رسولَ اللَّه، رجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَ يَسْأَلُ عن دِينِهِ لا يَدري مَادِينُهُ؟ فَأَقْبَلَ عَليَّ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وتَركَ خُطْبتهُ حتى انتَهَى إِليَّ، فَأُتى بِكُرسِيٍّ فَقَعَدَ عَلَيهِ، وجَعَلَ يُعَلِّمُني مِمَّا عَلَّمَه اللَّه، ثم أَتَى خُطْبَتَهُ، فأَتمَّ آخِرَهَا". رواهمسلم.
14- «لَوْ دُعِيتُ إِلى كُراعٍ أَوْ ذِرَاعٍ لقبلتُ، وَلَوْ أُهْدي إِليَّ ذِراعٌ أَو كُراعٌ لَقَبِلْتُ». رواهُ البخاري.
الكِبْرُ
1- به اتصف إبليس فحسد آدم, وامتنع من الانقياد لأمر ربه {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِاسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}.
2- به تخلّف الإيمان عن اليهود الذين رأوا النبي وعرفوا صحةنبوته، ونصبوا له العداوة.
3- به تخلف إسلام أبي جهل، ومنع ابن أبي ابن سلول منصدق التسليم لما جاء به الحبيب صلى الله عليه وسلم.
4- به استحبت قريش العمى علىالهدى { إِنَّهُمْ كَانُواْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ }.
5- به تحصل للفرقة والنزاع والاختلاف والبغضاء { فَمَااخْتَلَفُواْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ }.
6- به تنوّعت شنائع بني إسرائيل مع أنبيائهم بين تكذيب وتقتيل { أَفَكُلَّمَاجَآءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاًكَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ }
7- به عُذِّبت الأمم السالفة لاتصافهم به {وَاسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّواْ وَاسْتَكْبَرُواْ اسْتِكْبَارا}، {وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّواْأَنَّهُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُونَ}، {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُواْ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةًوَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ}، {قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْمِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يشُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّاكَارِهِينَ}.
8- به يصرف الإنسان عن الاعتبار والاتعاظ بالعبر والآيات {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِالْحَقِّ}.
9- به تحل النكبات والكوارث وقد خسفت الله بمتكبر «بينما رجلٌ يمشيفي حلةٍ تعجبه نفسه مرجلاً رأسه يختال في مشيته إذ خسف الله به, فهو يتجلجل فيالأرض إلى يوم القيامة». متفق عليه.
10- به يعامل العبد بنقيض قصده يوم القيامة «يحشر الجبارون والمتكبرون يوم القيامة في صور الذر يطؤهم الناس بأرجلهم». رواهالترمذي.
وأخيراً..
فإن المتواضع يبدأ من لقيه بالسلام، ويجيب دعوة مندعاه، كريم الطبع، جميل العشرة ، طلق الوجه، باسم الثغر رقيق القلب، متواضعا من غيرذلة، جواداً من غير سرف
التواضع خلق حميد، وجوهر لطيف يستهوي القلوب، ويستثير الإعجاب والتقديروهو من أخصّ خصال المؤمنين المتّقين، ومن كريم سجايا العاملين الصادقين، ومن شِيَمالصالحين المخبتين. التواضع هدوء وسكينة ووقار واتزان، التواضع ابتسامة ثغر وبشاشةوجه ولطافة خلق وحسن معاملة، بتمامه وصفائه يتميّز الخبيث من الطيب، والأبيض من الأسود والصادق من الكاذب.
نعم.. فاقد التواضع عديم الإحساس، بعيد المشاعر، إلىالشقاوة أقرب وعن السعادة أبعد، لا يستحضر أن موطئ قدمه قد وطأه قبله آلاف الأقدام،وأن من بعده في الانتظار، فاقد التواضع لا عقل له، لأنه بعجبه وأنفته يرفع الخسيس،ويخفض النفيس، كالبحر الخضم تسهل فيه الجواهر والدرر، ويطفو فوقه الخشاش والحشاش. فاقد التواضع قائده الكبر وأستاذه العجب، فهو قبيح النفس ثقيل الطباع يرى لنفسه الفضل على غيره.
إن التواضع لله تعالى خُلُق يتولّد من قلب عالم بالله سبحانه ومعرفة أسمائه وصفاته ونعوت جلاله وتعظيمه ومحبته وإجلاله. إن التواضع هو انكسارالقلب للرب جل وعلا وخفض الجناح والذل والرحمة للعباد، فلا يرى المتواضع له على أحدفضلاً ولا يرى له عند أحد حقاً، بل يرى الفضل للناس عليه، والحقوق لهم قبله. فماأجمل التواضع، به يزول الكِبَرُ، وينشرح الصدر، ويعم الإيثار، وتزول القسوةوالأنانية والتشفّي وحب الذات.
أخي المسلم، أختي المسلمة.. إن من نبذ خلق التواضع وتعالى وتكَبَّر على الناس ، إنما هو في حقيقة الأمر متعدٍي على مقام الألوهية، طالباًلنفسه العظمة والكبرياء، متناسياً جاهلاً حق الله تعالى عليه، من عصاة بني البشر،متجرِّئٌ على مولاه وخالقه ورازقه، منازع إياه صفة من صفات كماله وجلاله وجماله، إذالكبرياء والعظمة له وحده. يقول سبحانه في الحديث القدسي: «الكبرياء ردائي، والعظمةإزاري، من نازعني واحداً منهما ألقيته في جهنم» [رواه مسلم].
التواضع نوعان..
1-محمود، وهو ترك التطاول على عباد الله والإزراء بهم.
2-مذموم، وهوتواضع المرء لذي الدنيارغبة في دنياه.
فالعاقل يلزم مفارقة التواضع المذموم على الأحوال كلها، ولايفارق التواضع المحمود على الجهات كلها.
من التواضع..
1-اتّهام النفس والاجتهاد في علاج عيوبها وكشف كروبها وزلاتها {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا.وَقَدْخَابَ مَن دَسَّاهَا}.
2-مداومة استحضار الآخرة واحتقار الدنيا، والحرص علىالفوز بالجنة والنجاة من النار، وإنك لن تدخل الجنة بعملك، وإنما برحمة ربكلك.
3-التواضع للمسلمين والوفاء بحقوقهم ولين الجانب لهم، واحتمال الأذى منهموالصبر عليهم {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِين}.
4-معرفة الإنسان قدره بين أهله من إخوانه وأصحابه ووزنه إذا قُورن بهم «ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً». رواه مسلم.
5-غلبة الخوف في قلب المؤمن على الرجاء، واليقين بما سيكون يومالقيامة {وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْيَحْتَسِبُونَ}.
6-التواضع للدين والاستسلام للشرع، فلا يُعارض بمعقول ولا رأيولا هوى.
7-الانقياد التام لما جاء به خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم، وأنيُعبد الله وفق ما أمر، وأن لا يكون الباعث على ذلك داعي العادة.
8-ترك الشهوات المباحة، والملذّات الكمالية احتساباً لله وتواضعاً له مع القدرة عليها، والتمكن منها «من ترك اللباس تواضعاً لله وهو يقدر عليه، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيّره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها». رواه أحمدوالترمذي.
9-التواضع في جنب الوالدين ببرّهما وإكرامهما وطاعتهما في غير معصية،والحنو عليهما والبِشْرُ في وجههما والتلطّف في الخطاب معهما وتوقيرهما والإكثار منالدعاء لهما في حياتهما وبعد مماتهما {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَالرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}.
10-التواضع للمرضى بعيادتهم والوقوف بجانبهم وكشف كربتهم، وتذكيرهم بالاحتساب والرضا والصبرعلى القضاء.
11-تفقّد ذوي الفقر والمسكنة، وتصفّح وجوه الفقراء والمحاويج وذوي التعفف والحياء في الطلب, ومواساتهم بالمال والتواضع لهم في الحَسَب، يقول بشر بن الحارث: "ما رأيت أحسن من غني جالسٍ بين يدي فقير".
تواضع الخليل صلى الله عليه وسلم
1- سُئلت عائشة رضي الله عنها: ما كانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِوسَلَّم يَصنعُ في بَيْتِهِ؟ قالت: "كان يَكُون في مِهْنَةِ أَهْلِهِ -يَعني: خِدمَةِ أَهلِه- فإِذا حَضَرَتِ الصَّلاة، خَرَجَ إِلى الصَّلاةِ". رواه البخاري.
2- "كان يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته". رواه الترمذي.
3- "كان بشراً من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه". رواه الترمذي.
4- "ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لهلما يعلمون من كراهيته لذلك".
5- «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم،فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله». رواه البخاري.
6- "كان يأتي ضعفاءالمسلمين، ويزورهم، ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم ". رواه أبو يعلى.
7- "كانيتخلّف في المسير فيزجى الضعيف ويردف ويدعو لهم". رواه أبو داود.
8- "كان يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعقل الشاة ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير". رواهالطبراني.
9- "كان يزور الأنصار ويسلّم على صبيانهم ويمسح رؤوسهم". رواهالنسائي.
10- "كان لا يُسأل شيئا إلا أعطاه أو سكت". رواه الحاكم.
11- "إِنْ كَانَتِ الأَمَةُ مِن إِمَاءِ المَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ النبيِّ صَلّىاللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيثُ شَاءَتْ". رواه البخاري.
12- « يا عائشة، لو شئت لسارت معي جبال الذهب، جاءني ملك، إن حجزته لتساوي الكعبة -أيموضع شد الإزار-، فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول: إن شئت نبياً عبداً، وإنشئت نبياً ملكاً، فنظرتُ إلى جبريل -عليه السلام- فأشار إلى أن ضع نفسك فقلت: نبياًعبداً ». رواه أبو يعلى.
13- عن أبي رِفَاعَةَ تَميم بن أُسَيدٍ رضي اللَّه عنه قال: "انْتَهَيْتُ إِلى رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وهو يَخْطُبُ،فقلتُ: يا رسولَ اللَّه، رجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَ يَسْأَلُ عن دِينِهِ لا يَدري مَادِينُهُ؟ فَأَقْبَلَ عَليَّ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وتَركَ خُطْبتهُ حتى انتَهَى إِليَّ، فَأُتى بِكُرسِيٍّ فَقَعَدَ عَلَيهِ، وجَعَلَ يُعَلِّمُني مِمَّا عَلَّمَه اللَّه، ثم أَتَى خُطْبَتَهُ، فأَتمَّ آخِرَهَا". رواهمسلم.
14- «لَوْ دُعِيتُ إِلى كُراعٍ أَوْ ذِرَاعٍ لقبلتُ، وَلَوْ أُهْدي إِليَّ ذِراعٌ أَو كُراعٌ لَقَبِلْتُ». رواهُ البخاري.
الكِبْرُ
1- به اتصف إبليس فحسد آدم, وامتنع من الانقياد لأمر ربه {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِاسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}.
2- به تخلّف الإيمان عن اليهود الذين رأوا النبي وعرفوا صحةنبوته، ونصبوا له العداوة.
3- به تخلف إسلام أبي جهل، ومنع ابن أبي ابن سلول منصدق التسليم لما جاء به الحبيب صلى الله عليه وسلم.
4- به استحبت قريش العمى علىالهدى { إِنَّهُمْ كَانُواْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ }.
5- به تحصل للفرقة والنزاع والاختلاف والبغضاء { فَمَااخْتَلَفُواْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ }.
6- به تنوّعت شنائع بني إسرائيل مع أنبيائهم بين تكذيب وتقتيل { أَفَكُلَّمَاجَآءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاًكَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ }
7- به عُذِّبت الأمم السالفة لاتصافهم به {وَاسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّواْ وَاسْتَكْبَرُواْ اسْتِكْبَارا}، {وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّواْأَنَّهُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُونَ}، {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُواْ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةًوَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ}، {قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْمِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يشُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّاكَارِهِينَ}.
8- به يصرف الإنسان عن الاعتبار والاتعاظ بالعبر والآيات {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِالْحَقِّ}.
9- به تحل النكبات والكوارث وقد خسفت الله بمتكبر «بينما رجلٌ يمشيفي حلةٍ تعجبه نفسه مرجلاً رأسه يختال في مشيته إذ خسف الله به, فهو يتجلجل فيالأرض إلى يوم القيامة». متفق عليه.
10- به يعامل العبد بنقيض قصده يوم القيامة «يحشر الجبارون والمتكبرون يوم القيامة في صور الذر يطؤهم الناس بأرجلهم». رواهالترمذي.
وأخيراً..
فإن المتواضع يبدأ من لقيه بالسلام، ويجيب دعوة مندعاه، كريم الطبع، جميل العشرة ، طلق الوجه، باسم الثغر رقيق القلب، متواضعا من غيرذلة، جواداً من غير سرف