كتبت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" في عددها الصادر يوم 21 ديسمبر/كانون الأول إن واشمطن لا تستبعد احتمال نشوب حرب نووية بينها وبين روسيا وربما الصين ايضا.

وقالت الصحيفة نقلا عن المساعد الأسبق لوزير المالية الأمريكي لشؤون السياسة الاقتصادية بول كريغ روبرتس إن واشنطن ترى بأن الحرب النووية سينتصر فيها من يخطط لتوجيه الضربة النووية الأولى.

وتشير الصحيفة إلى تغيير العقيدة العسكرية الأمريكية التي كانت تقضي سابقا بأن السلاح النووي سيستخدم للرد على ضربة نووية معادية. أما الآن فإن الصواريخ النووية ستلعب، حسب العقيقة الجديدة، دور الضربة النووية الأولى.

وتأمل الولايات المتحدة بأن تعترض صواريخها الباليستية المضادة ما تبقى لدى روسيا من صواريخها النووية، وذلك بعد توجيه ضربات استباقية قوية نحو مواقع الترسانة النووية الهجومية الروسية.

وتبرر واشنطن تغيير عقيدتها العسكرية بوجود احتمال وقوع السلاح النووي في أيدي الإرهابيين الذين يستطيعون تدمير مدينة أمريكية بواسطته.

وتقول الصحيفة إن هذا التبرير خال من العقلانية لأن استخدام السلاح النووي ضد الإرهابيين سيؤدي إلى تدمير مساحات تزيد بكثير عن مواقع الإرهابيين بعينهم. كما إنه يعد خاليا من أي مغزى لأن تلك المهمة يمكن أن تنفذها أية طائرة من دون طيار.

وسبق أن بررت واشنطن سبب نشر قاعدة الصواريخ الباليستية المضادة في بولندا بضرورة حماية أوروبا من الصواريخ الإيرانية الباليستية والعابرة للقارات، في الوقت الذي تعرف كل حكومة أن إيران لا تمتلك صواريخ عابرة للقارات. وليست لديها أية نية لشن هجوم على أوروبا.

فيما تفهم الحكومة الروسية أن التغيرات التي طرأت على العقيدة العسكرية الأمريكية موجهة ضد روسيا بالدرجة الأولى وأن واشنطن تخطط لتوجيه ضربة نووية أولى إلى روسيا واستخدام الدرع الصاروخية الأمريكية لتدمير الصواريخ الروسية الهجومية التي ستطلق ردا على ذلك. ولهذا لا تجلس موسكو مكتوفة اليدين في طبيعة الحال، وستدرج تعديلات في عقيدتها العسكرية أيضا.

وفهمت الصين أيضا أن واشنطن لديها خطط من هذا القبيل ضدها. وسبق للصين أن لفتت اهتمام العالم كله إلى أن بكين لديها إمكانات لتدمير الولايات المتحدة في حال تتجرأ على إشعال نزاع نووي معها.

إلا أن واشنطن تثق بإمكانية الانتصار في الحرب النووية حتى لو تكبدت بعض الخسائر فيها . وتجعل تلك الثقة الحرب النووية العالمية أمرا ممكنا.