إيلاف- يعرض ألبير أمير موناكو ألف قطعة من مجموعة تعود إلى عهد نابوليون للبيع في مزاد علني، وتخوف البعض من أن يؤدي ذلك إلى تسرب تراث هذا الامبراطور إلى مجموعات شخصية أجنبية.

في حدث نادر ومفاجئ، يعرض ألبير أمير موناكو للبيع في مزاد علني، يقام الأحد في بلدة فونتنبلو الملكية قرب باريس، ألف قطعة قديمة من مجموعته الخاصة يعود تاريخها لحقبة نابليون وسلالته.

متاح للجميع

بين أبرز القطع المعروضة للبيع في المزاد قبعة عسكرية اعتمرها نابليون الأول (1769 ـ 1821) في معركة مارينغو، التي جرت في النمسا في العام 1800، ومن المتوقع أن يتجاوز ثمنها مليون يورو.

وهذا المزاد هو الأكبر من نوعه لبيع مقتنيات الإمبراطور الأشهر في تاريخ فرنسا، وقد حجز أمراء ومديرو متاحف وأثرياء وهواة من مختلف الجنسيات أماكنهم مسبقًا بين الحضور. لكن الحلم باقتناء قطعة من ثياب من قاد حملة على مصر لا يقتصر على أصحاب الأرصدة العامرة، بل يشترك فيه أي معلم للتاريخ أو هاوٍ، فهناك قطع تبدأ أسعارها بمائة يورو.

متحف لوالدته

وجمع أجداد أمير موناكو هذه القطع النادرة على مدى عقود طويلة، وعرضت في صالة كبرى بالقصر في مونت كارلو، قبل أن يقرر التخلص منها لاستخدام الصالة في إقامة متحف يضم تراث والدته الأميرة غريس، نجمة هوليوود الراحلة.

وبالرغم من أن هذه الخطوة تمس مشاعر الفرنسيين، فقد حاول بعض الخبراء التقليل من خطورتها، قائلين إن المتاحف الفرنسية والقصور الملكية تحتوي على الكثير من القطع الأثرية العائدة لتلك الفترة.

كما أن طريقة البيع بمزاد علني تتيح قدرًا كبيرًا من الشفافية لمعرفة أثمان القطع وأسماء مشتريها وجنسياتهم. ففي الماضي، أحاط الغموض بعدد من المقتنيات المهمة بسبب تنقلها من مالك إلى آخر، في إطار من السرية، فلم يعد يُعرف ما آلت إليه.

تفاهم

في مقدمة حضور المزاد، سيجلس مندوبون عن متحف اللوفر والمتحف الحربي وغيره من كبريات المتاحف الفرنسية المهتمة بهذا النوع من المعروضات، كقصور مال ميزون وفونتينبلو وكومبيين.

وقد تفاهم مديرو المتاحف في ما بينهم على عدم المزايدة على الأثرياء من الأفراد، لمنع تصاعد الأثمان بوتيرة كبيرة. فمن حق المتاحف الوطنية أن تكون لها الأسبقية على الأفراد في حيازة القطع المبيعة بالسعر الذي يرسو عليه المزاد، بعد أن يقرع المشرف بمطرقته على الطاولة.

ومن المعروضات التي تجذب شهية هواة القطع التاريخية، بندقية للصيد استخدمها نابليون الأول، تعود إلى الملك لويس السادس عشر، مصنوعة من خشب البلوط والفولاذ والفضة، وتحمل الختمين الملكي والإمبراطوري جنبًا إلى جنب.

وهناك وشاح مصنوع من الحرير اعتاد نابليون أن يلفه حول رقبته في بيت لونغوود، مقره خلال فترة نفيه على جزيرة القديسة هيلانة. ويشير دليل المزاد إلى أن الإمبراطور مال إلى الوشاح المطبوع بالأزهار تأثرًا بزوجته جوزفين التي كانت تحب ذلك النوع من الأوشحة الحريرية.

سكين ومهد

ويمكن للمزايدين أن يحصلوا على سكين كان سيغيّر وجه العالم. ففي خريف 1809، دخل التاجر الألماني فريدريش ستابس على نابليون بقصر شومبرون في فيينا، واقترب منه مخفيًا كفه اليمنى في جيب معطفه. أثارت حركته ريبة مرافقين الامبراطور، فأوقفوه واكتشفوا في يده سكين مطبخ ذات نصل طويل. ولم ينكر ستابس أنه أراد اغتيال الإمبراطور. وحُدد ثمن أولي للسكين بـ 12 ألف يورو.

ويعرض في المزاد أيضًا المهد الهزاز الذي أهداه نابليون إلى ابنته بالتبني ستيفاني دو بوهاميه، بمناسبة ولادة ابنتها، وهو مصنوع من الخشب المطعم بالبرونز والمنقوش بالأختام النبيلة على يد النجار الشهير آنذاك جاكوب ديمالتر، في العام 1811. وتم تحديد ربع مليون يورو ثمنًا لهذا المهد.