بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الأخوة:
قد يعجب الإنسان من كثرة الآيات التي تتحدث عن بني إسرائيل بخاصة و عن اليهود بعامة، الحقيقة الأمراض التي وقعوا بها و التي دمرتهم نحن كأصحاب كتاب كريم معرضون أن نقع فيما وقعوا فيه، اخترت لكم في هذا اللقاء هذه الآية:











﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا﴾





[ سورة آل عمران: الآية 24 ]
افتروا على الله، هذا قولهم:





﴿ لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)﴾





[ سورة آل عمران: الآية 24 ]
ما معنى غرهم ؟ أنت قد تجد على الرصيف علبة تغتر بها، أي تظن أن فيها شيئاً ثميناً، فإذا فتحتها لا تجد شيئاً تصاب بخيبة أمل هذا هو الغرور، و قد سمى الله الشيطان الغرور:





﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5)﴾





[ سورة فاطر: الآية 5]
معنى ذلك أن الدنيا قد يغتر الإنسان بها، قد يظنها شيئاً ثميناً، قد يجد هذه الشهوات التي أودعها الله فينا شيئاً عظيماً يعيش في دوامة فإذا مضى من عمره حقبة يراها أقل مما كان يتوقع، فإذا مضت حقبة ثانية رآها شيئاً و لكن ليست كل شيء، أما إذا قارب النهاية لا يراها شيئاً، الغرور أن تتوهم، لذلك الدعاء: اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل و الوهم إلى أنوار المعرفة و العلم، من وحول الشهوات إلى جنات القربات.





﴿ وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنّاً إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (36)﴾





[ سورة يونس: الآية 36]
و الله شقاء البشرية بسبب أنهم يتوهمون أنهم إذا أحرزوا الدنيا ملكوا كل شيء و الدنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضة، لو أن الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء.
رجل توفي رحمه الله كان يعمل موظفاً في سوق الحميدية، كان صاحب دعابة فكان يجمع قمامة المحل في علبة أنيقة و يغلفها بورق ثمين و يضع لها شريطاً أحمر اللون مع عقدة، يضعها على الرصيف يأتي إنسان ينظر، شيء مغرٍ لعله مطيف من الماس، يأخذها و يعدو فيتبعه يقطع مرحلة لا بأس بها يفك الشريط الحريري و هو يعلق الآمال على ما في هذه العلبة، ثم يمضي مسافة أخرى فينزع الورق الثمين، ثم يمضي مسافة ثالثة فيفتح العلبة فإذا فيها قمامة المحل، فيتكلم كلاماً قبيحاً و ينعى على من فعل هذا، هذه الدنيا تغر و تضر و تمر.
المرأة في بداية الحياة شيء ثمين، في منتصف الحياة شيء و ليست كل شيء، قبيل مغادرة الدنيا ليست بشيء، المال، الوسامة، الذكاء، المنصب، هذه كلها من الدنيا، قال:





﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5)﴾





[ سورة فاطر: الآية 5]
إله عظيم ينهانا عن أن نغتر بالدنيا، تغر و تضر و تمر، إنسان اشترى بلاطة أي شقتان في أرقى أحياء دمشق و البيتان على المفتاح، لم تعجبه كسوة البيتين كسر كل شيء، كسر البلاط، نزع النوافذ، غير المطبخ، لم يبق شيء من السابق، أعاده إلى الهيكل و أعاد كسوته من جديد، خلال سنتين و بعد أن انتهى البيت بيومين وافته المنية، ألم يكن مغروراً بالدنيا ؟ كم من إنسان جاءه الأجل من دون أن يتوقعه:





﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5)﴾





[ سورة فاطر: الآية 5]




﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ﴾





[ سورة البقرة: الآية 268]
يمنعكم أن تنفقوا أموالكم، يوقع بينكم العداوة و البغضاء، يعدكم أن الله لن يحاسبكم هذا الحساب لذلك ثم قال الله عز وجل:





﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)﴾





[ سورة آل عمران: الآية 24]
ألا يقول المسلمون مثل هذا القول ؟ ألا ينطقون بمفهوم الشفاعة الساذج؟ النبي سوف يشفع لنا ؟ لن ندخل النار إطلاقاً أو إذا دخلناها وقتاً يسيراً و النبي يأخذنا منها إلى الجنة، هذا مفهوم ساذج للشفاعة بدليل أن الله عز وجل يقول:





﴿ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (19)﴾





[ سورة الزمر: الآية 19]




(( يا فاطمة بنت محمد، يا عباس عم رسول الله، أنقذا نفسيكما من النار، إنا لا أغني عنكما من الله شيئاً، لا يأتيني الناس بأعمالهم و تأتوني بأنسابكم، من يبطئ به عمله لم يسرع به نسبه ))




(( يا سعد لا يغرنك أنه قد قل خال رسول الله، فالخلق كلهم عند الله سواسية، ليس بينهم و بينه قرابة إلا طاعة الله ))
مفهوم الشفاعة الساذج مفهوم يشبه مقولة بين إسرائيل:





﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)﴾





[ سورة آل عمران: الآية 24]
النتيجة أن الذي غرهم في دينهم ما افتروا هم كذباً و بهتاناً، أخطر شيء في الدين ما ليس من الدين، تارة يقال لك الإنسان كتبت عليه أعماله قبل أن يولد، كتبت عليه أي ينبغي أن يعملها مجبوراً، و هذه الفكرة لا أصل لها في الدين، فكرة تُيئس، تشل حركة الإنسان:





﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾





[ سورة البقرة: الآية 148]
لمجرد أن تعتقد أو تتوهم أن الإنسان مجبور على أعماله معنى ذلك بطل الثواب و العقاب، و بطل الوعد و الوعيد، و بطلت الجنة و النار، و كان إرسال الأنبياء لعباً و إنزال الكتب عبثاً، إن الله أمر عباده تخييراً و نهاهم تحذيراً و كلف يسيراً و لم يكلف عسيراً و أعطى على القليل كثيراً.
لمجرد أن تتوهم أنك مجبور على كل أعمالك، و أنها كتبت عليك قبل أن تخلق، و أنه لابد من أن تفعلها، و أنك إذا فعلتها ذهبت إلى النار هذه عقيدة فاسدة و العياذ بالله، هذا من الافتراء على الله، أو أن الله غفور رحيم و لا يتم الآية:





﴿ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50)﴾





[ سورة الحجر: الآية 50]




﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54)﴾





[ سورة الزمر ]




إخواننا الكرام:
أكبر معصية على الإطلاق هناك من يزني، هناك من يسرق لكن أكبر معصية على الإطلاق أن تقول على الله ما لا تعلم، الله عز وجل ذكر المعاصي بترتيب تصاعدي، ذكر الفحشاء و المنكر و الإثم و العدوان و الشرك و الكفر و أنهى هذا الترتيب و أن تقولوا على الله ما لا تعلمون:





((عَنْ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَلْيَنْظُرْ الرَّجُلُ عَمَّنْ يَأْخُذُ دِينَه)




[ الدارمي]
أية عقيدة خاطئة تنقلك إلى انحراف خطير، كل شيء يمكن أن تتساهل فيه إلا عقيدتك لأنها أصل دينك، و لأن عقيدتك إن صحت صحّ عملك، و إن صح عملك سلمت في الدنيا و الآخرة، لذلك العقيدة الصحيحة ينبغي أن تتمسك بها بكل ما تملك:





﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)﴾





[ سورة آل عمران: الآية 24]
هناك من يقول لك الله عز وجل لا يعذبنا، لماذا ؟ نحن أمة محمد، هذا شيء يخالف:





﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)﴾





[ سورة المسد: الآية1 ]
هذا ليس أمته هذا عمه، لا يوجد أقرب من العم:





﴿ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2)﴾





[ سورة المسد: الآية 2]
إذاً هناك من يقول الإنسان مسير هذا افتراء على الله، هناك من يقول الأصل في الدين أن الإنسان لا يؤذي أحداً أنا لا أؤذي أحداً والحمد لله، الصلاة والصيام ؟ أنا إيماني في قلبي، هذا افتراء.
والله لو ذهبت تستقصي الافتراءات على الدين لوجدت شيئاً لا يحتمل وقد يقول لك أحدهم أن هذا الشيخ يشفع لك ما دمت من إخوانه لا تخف، النبي قال:





(( عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَلْحَنُ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا بِقَوْلِهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنْ النَّارِ فَلَا يَأْخُذْهَا ))




[ متفق عليه ]
لو أنك انتزعت من فم النبي عليه الصلاة والسلام فتوى لصالحك ولم تكن محقاً لا تنجو من عذاب الله.
إذاً كل شيء تسمعه، كل مقولة تسمعها في الدين ليست مأخوذة من صريح الكتاب ولا من صريح السنة هذه ينبغي أن تنزعها، لذلك ما هو التجديد في الدين ؟ أن تنزع عن الدين ما علق به مما ليس منه، هذه الآية وقفت عندها لأن مصيبة المصائب أن المسلمين يتوهمون عقائد زائغة ما أنزل الله بها من سلطان، يتوهمون مقاييس العوام مثلاً ولو كان شيء مضحك يقول لك إذا الله أحب عبده أطلعه على ملكه، فكل إنسان يسافر يركب طائرات ينزل في فنادق الله يحبه، شيء مضحك مقولات مضحكة عقائد مضحكة تعليلات مضحكة فأنت ينبغي أن تعتصم بما في الوحيين الكتاب والسنة.
الحقيقة لو قرأت القرآن الكريم مثلاً قال تعالى:





﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾





[ سورة الأنعام: الآية 164]
كل إنسان محاسب لوحده أما أن يؤخذ إنسان بجريرة إنسان هذا يتنافى مع حقائق الحق الديان مستحيل، أحياناً يقول لك هذه المرأة قدمها سيئ على زوجها، لا طيرة النبي صلى الله عليه وسلم نفى هذا.
يوم الأربعاء فيه شؤم، رقم ثلاثة عشر فيه شؤم، هذا كله ما أنزل الله به من سلطان، حتى قراءة الأبراج نوع من الكفر لا يعلم الغيب إلا الله برامج في الإذاعات اتصال أنا من برج كذا الثور مثلاً، تسمع كلاماً ليس له أصل، أربع أخماس ما نسمعه ليس له أساس من الصحة، قصص كثيرة جداً افتراء عن سيدنا يوسف ولقد همت به وهم بها، عن سيدنا داود حينما قدم أحد قواده للموت ليتزوج امرأته وعنده تسعٌ وتسعون امرأة، هذا نبي أم زير نساء ؟ ترى قصصاً ما أنزل الله بها من سلطان.
مر النبي ببيت بابه مفتوح فيه امرأة تغتسل عاريةً رآها وقعت في نفسه فقال سبحان الله، فأمر الله زوجها أن يطلقها ويتزوجها النبي، هذه رسالة ؟ قصة ما أنزل الله بها من سلطان، ليس لها أصل هذه القصة.
امرأة وضيئة دخلت المسجد لتصلي في عهد أصحاب رسول الله صلت بينهم وهي وضيئة صلى بعضهم أمامها وبعضهم وراءها ليروا محاسنها أثناء وقوعها وسجودها، هؤلاء صحابة ؟ ما هذا الكلام يوجد محشى في الدين قصص وأفكار وعقائد ما أنزل الله بها من سلطان.
شيخ يقول لتلاميذه أخوكم توفي فجاءه ملكان فتلقيا رفسةً من الشيخ أمثال هذا يسأل هذا من إخواني، هذا ليس له أصل من الصحة كله كذب بكذب، الدين ملآن خرافات وترهات وأباطيل إما أن يؤله الأشخاص، ما من فرقة ضالة إلا ألهت الأشخاص وخففت التكاليف واعتمدت نصوصاً موضوعة وكانت ذات نزعة عدوانية.
إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم، يوجد خرافات، كرامات ما أنزل الله بها من سلطان، أحد أولياء الشام جاءت إلى عنده امرأة توفيت عنده هذه مشكلة فركلها بقدمه وقال لها قومي يا فلانة فقامت أحياها موتي في بيتك، ما هذا الكلام ؟ هذه بكتب مؤلفة وحديثة مؤلفة، فإذا الإنسان توهم هذه الخرافات مفهوم الشفاعة الساذج، مفهوم الجبر، يقول لك كله ترتيب سيدك، يشرب خمر ؟ لا تعترض كاسات معدودة بأماكن محدودة، لا تستطيع أن تتكلم الله قدر عليه.
يا ربي إن حسناتي من قضائك وسيئاتي من قضائك أنا ليس لي علاقة، فإذا الإنسان يفهم هذا الفهم عن الدين والله يزهد به.
عندما جيء بشارب خمر إلى سيدنا عمر، فقال له: إن الله قدر علي ذلك، قال: أقيموا عليه الحد مرتين مرةً لأنه شرب الخمر ومرةً لأنه افترى على الله، قال له: ويحك يا هذا إن قضاء الله لا يخرج من الاختيار إلى الاضطرار وأنت مخير وليس مضطراً.
القرآن بين أيدينا:





﴿ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17)﴾





[ سورة سبأ: الآية 17]
الرحمة خاصة والبلاء يعم، حتى ييئسك، البلاء يعم، الله إذا غضب يحرق الكل، لو كنت جيداً تذهب بالجملة، قال تعالى:





﴿وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17)﴾





[ سورة سبأ: الآية 17]
كلام رب العالمين، قال تعالى:





﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21)﴾





[ سورة الجاثية: الآية 21]




والله نحتاج نفضة لعقائدنا أن نرجع في العقيدة لما في الكتاب ألا يوجد بالقرآن كل آية تملأ قلبك أمناً وطمأنينةً.




(( عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ...ُ فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ كِتَابُهُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ))




[ متفق عليه ]
إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة كل حياته صائم مصلٍ عابد لله صيام قيام غض بصر. فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلَّا ذِرَاعٌ آخر شيء فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، هل هذا معقول وهذا حديث صحيح الله زحلقه ؟ لكن له تفسير آخر، أما على ظاهر الحديث إنسان أمضى حياته في طاعة الله ثم زحلقه الله في آخر حياته فاستحق النار، ماذا نفعل ؟ يقول لك الله عز وجل لا يسأل عما يفعل، هذا التفسير غير معقول وغير مقبول، إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة وهو ليس من أهل الجنة منافق كبير مصالحه مع المسلمين فنافق في بلدته يدعى إلى الصلاة بالسياط فإذا ذهب إلى بلد أجنبي غرق في الزنا، في بلدته الصلاة إجبارية على كل الناس يصلي يعمل بعمل أهل الجنة أما إذا سافر إلى خارج بلده يعمل كل الموبقات هذا الحديث يعني هؤلاء لا يعني أنك أنت مستقيم من أهل الجنة بآخر لحظة في حياتك الله عز وجل يزحلقك فتستحق النار مستحيل، الله ينمي الخير القليل.
تحتاج إلى مراجعة، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، يجب أن نذنب هكذا الحديث لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم. فهم الحديث بشكل آخر والحديث ليس هذا معناه، يعني إن لم تشعروا بذنوبكم أنتم ميتون، إنسان ارتكب معصية كبيرة ونام مرتاحاً لا يوجد عنده مشكلة معنى هذا أنه ميت، وعلامة المؤمن لو ارتكب معصية لا ينام الليل.
يوجد آيات وأحاديث، قال تعالى:





﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا﴾





[ سورة السجدة: الآية 13]
لكن لا نريد، الله لا يريد أن يهدينا:





﴿ وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13)﴾





[ سورة السجدة: الآية 13]
يريد أن يملأها لجنهم، لو بنينا سجناً مركزياً ضخماً وما أحد يرتكب مخالفات فوضعنا في الطريق حاجز الكل إلى السجن، نريد أن نملأه هل من المعقول أن يبقى فارغاً ؟ معاني مضحكة كلها، يجب أن ننفض عقولنا من كل هذه التفسيرات يجب أن نعود إلى أصل الدين إلى ينابيعه الأصيلة، على كل هذه الآية تكفي:





﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)﴾





[ سورة آل عمران: الآية 24 ]
ما الذي أهلكهم ؟ افتراءاتهم الكاذبة على الله، لذلك أكبر معصية أن تقول على الله ما لا تعلم، الإمام الشافعي يقول: أن أرتزق بالرقص أهون من أن أرتزق بالدين.
الإمام الغزالي يقول: العوام لأن يرتكبوا الكبائر أهون من أن يقولوا على الله ما لا يعلمون.
كل قضية اسألوا عنها واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، لا تظنن بالله ظن السوء لا تقبل عقيدة لا تقبلها فطرة سليمة ولا عقل صريح ولا واقع موضوعي ولا نقل صحيح