يعتبر فيلهلم فريدرك هيجل أحد أهم الفلاسفة الألمان، وأهم مؤسسى حركة الفلسفة المثالية الألمانية في أوائل القرن الـ١٩ وهو مولود في شتوتجارت بالمنطقة الجنوبية الغربيةِ من ألمانيا في يوم ٢٧ أغسطس ١٧٧٠ لعائلة بورجوازية وكان والده موظفاً في الدولة البروسية.
وبعد أن أنهى دراساته الثانوية في شتوتجارت التحق بكلية الإلاهيات في مدينة توبنجين ودرس التاريخ وفقه اللغة الألمانية والرياضيات بصحبة صديقه هولدرلين الذي صار لاحقا واحدا من شعراء ألمانيا العظماء.
أتم هيجل تعليمَه في توبينجر شتيفت وجذبته أعمال إسبينوزا وكانت وروسو. كان هيجل في شبابه راديكاليا، رحب بالثورة الفرنسية، وتمرد على النظام الإقطاعى للملكية البروسية، ولكن الرجعية التي حلت في كل أنحاء أوروبا بعد سقوط إمبراطورية نابليون أثرت في طريقة هيجل في التفكير وأصبحت الفلسفة الحديثة والثقافة والمجتمعَ في نظر هيجل عناصر مليئة بالتناقضاتِ والتَوَتّراتِ.
ولقد كان مشروع هيجل الرئيسى الفلسفى يَأْخذَ هذه التناقضاتِ والتَوَتّراتِ ويضعها في سياق وحدة عقلانية شاملة دعاها «الفكرة المطلقة» أو «المعرفة المطلقة» وتقوم فلسفة هيجل المثالية على اعتبار أن الوعى سابق للمادة على عكس النظرية الماركسية حيث المادة سابقة للوعى إلى أن توفى بمرض الكوليرا «زي النهاردة» في ١٤ نوفمبر ١٨٣١ تاركا ما يزيد على العشرين مؤلفا تُرجم معظمها إلى العربية.