بئر عميقة لا قعر معروف لها ، نسجت حولها الاساطير والحكاوي المفجعة ، وسط غموض في الحقيقة والتفاصيل ..يتداول في المنطقة روايات متباينة عن رجل نزل اليها مربوطا بحبل ولم يعد الا نصف جثته !! ، وعن امرأة كانت ترعى الاغنام وضعت ابنها الرضيع في مهده على مقربة من البئر فاختفى فجأة .. احدهم يقول ان "فتحة البئر" سيخرج منها يوم القيامة المعذبون في الآخرة..

بير برهوت العجيبة والغريبة الواقعة في منطقة فيجوت – مديرية شحن محافظة المهرة .. كانت اول زيارة تلفزيونية لها لقناة اليمن اليوم في برنامج " السلام تحية " .

يقول المواطنوان ان البئر وجدت قبل التاريخ .. وان الاشاعات والاقاويل كثيرة قد تكون صحيحة او غير صحيحة ..

اكثر من 100م مربع اتساع الفجوة .. واكثر من 250 متر عمق البئر .. لا يستطيع احد النظر الى داخلها الا عندما تكون اشعة الشمس متعامدة تماما مع الفجوة .. تسكنها الحمائم البيضاء والافاعي الكبيرة النادرة.

يقال ان الاجداد اتوا لجلب الماء من البئر بسبب شحة المياه .. وكانوا ينزلون احد الافراد ليجلب الماء من خلال ربطه بحبل ..وفي احدى المرات صرخ "اطلعوني" وحينما رفعوا الحبل لم يجدوا غير رأسه .! .. يقال ان ماء البحر "حالي " بطعم السكر .

وفي وصف بئر " برهوت " في محافظة المهرة يقول غسان ان قطر فتحة البئر حوالي 25 متراً ويصل عمقها إلى 250م.

يضيف غسان مقبولي ان المفاجأة الحقيقية والمذهلة والتي لم أكن لأصدقها لولا أنني رأيتها بأم عيني انا وزميلي صالح هو رؤيتي لقاع هذه البئر والخضرة تحيط بها من كل جانب وهدير ماء متدفق وكأنه نهر جار يُسمع بوضوح وبدون تشويش بدأت أتساءل هل ما أشاهده واسمعه هو حقيقة واضحة ام انني في حلم من أحلام اليقظة الوردية إلا أننا سرعان ما تنبهنا أننا أمام ظاهرة حقيقية وطبيعية موجودة في منطقة قاحلة لا ماء فيها ولا خضرة رغم أننا سمعنا هدير الماء المتدفق وكأنه شلال في باطن هذه الصحراء.

أحاديث نبوية وآثار في البئر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في بئر برهوت ‏:‏ ان فيها أرواح الكفار والمنافقين وهي بئر عادية قديمة عميقة في فلاة عميقة في فلاة وواد مظلم‏.

وعن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال‏:‏ ابغض البقاع إلى الله تعالى وادي برهوت بحضرموت فيه بئر ماؤها أسود منتن يأوي إليه أرواح الكفار‏.‏

وذكر الأصمعي عن رجل حضرمي انه قال‏:‏ إنا نجد من ناحية برهوت رائحة منتنة فظيعة جداً فيأتينا الخبر أن عظيماً من عظماء الكفار مات‏.‏

وحكى رجل أنه بات ليلة بوادي برهوت قال‏:‏ فكنت أسمع طول الليل يا دومه يا دومه فذكرت ذلك لبعض أهل العلم فقال‏:‏ إن الملك الموكل بأرواح الكفار اسمه دومه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال‏:‏ ‏"‏ خير واديين في الناس وادي مكة ووادي ارم بأرض الهند، وشر واديين في الناس وادي الأحقاف وواد بحضرموت يدعى برهوت يلقى فيه أرواح الكفار، وخير بئر في الناس زمزم، وشر بئر في الناس برهوت، وهي في ذاك الوادي الذي بحضرموت‏.‏

وعنه رضي الله عنه انه قال أما المؤمنون فترفع أعمالهم وأرواحهم إلى السماء فتفتح لهم أبوابها وأما الكافر فيصعد بعمله وروحه حتى إذا بلغ إلى السماء نادى مناد اهبطوا به إلى سجين وهو واد بحضرموت يقال له برهوت .

وذكرها الامام الشافعي في مذهبه ، حيث قال أنَّ الماء المكروه ثمانية أنواع :
المشمس، وشديد الحرارة، وشديد البرودة، وماء ديار ثمود إلا بئر الناقة، وماء ديار قوم لوط، وماء بئر برهوت، وماء أرض بابل، وماء بئر ذروان.

خرافات بئر برهوت
من الخرافات التي تحكى وتروى عن هذه البئر التي سمعنا بها من بعض القاطنين لهذه المنطقة ان هذه البئر حفرها ملوك الجن من أجل ان تكون سجون لهم يضعون فيها من يخالفهم او يعصيهم واستدلوا على صحة هذ الخرافة بالظلمة الحالكة في قاع البئر احياناً في النهار والغازات والابخرة التي تتصاعد أحياناً من قاع هذه البئر.

أما الخرافة الثانية فتقول ان احد ملوك الدولة الحميرية القديمة استعان بالجن في حفر هذه البئر من اجل إخفاء كنوزه وعندما مات هذ الملك استوطن اتباعه من الجن هذه البئر ولهذا السبب اطلق عليها «برهوت» حيث وان اسم برهوت في اللغة الحميرية القديمة معناه أرض الجن او مدينة الجن.

حقائق ودلائل
جرت عدة محاولات فردية لاستكشاف بئر برهوت من هذه المحاولات ما قام به أشخاص من شركة خط الصحراء حيث تم ربط احد موظفي الشركة بحبل من اجل ان ينزل الى قاع البئر وربط البئر بحبل كرين ومعه كاميرا فيديو لتصوير عملية النزول وتمت عملية النزول تدريجياً حتى تم النزول الى مائة متر من البئر وطلب هذا الموظف ان يتم رفعه بسرعة وعندما سأل بعد طلوعه عن سبب صراخه قال رأيت حلقة البئر وكأنها ستغلق عليَّ وعندما أرادوا مشاهدة ماتم تصويره بواسطة الكاميرا صدموا عندما رأوا ان ماتم تصويره هو ظلام دامس رغم ان وقت النزول كان الوقت المناسب لمشاهدة البئر بوضوح


رواية اخرى تقول عن سماع "انين " يصدر من هذه البئر وحمائم تلاحق المارين قرب البئر.

ما تزال هذه البئر سر من اسرار الطبيعة مليئ بالغموض .. في انتظار الدراسة والبحث !