لايزال العلم يفاجئنا كل يوم بجديد في مجال الطب وذلك من أجل تخفيف آلام المرضى بوسائل علاجية أكثر أمانا وأكثر فاعلية وأقل إيلاماً للمرضى.
ويقول الدكتور صفا رفعت عبدالمنعم، أستاذ واستشاري الأمراض الباطنة والغدد الصماء والسكر: يعد مرض السكر من أكثر الأمراض التي يبذل العلماء محاولات مستمرة لتقديم الجديد في مجال علاج هذا المرض وذلك لأنه يعد أكثر الأمراض انتشاراً على مستوى العالم ولما يسببه هذا المرض من مضاعفات لها تأثير على الأجهزة الحيوية للجسم والتي في حالة إهمال المرض قد تصل إلى مراحل متأخرة في أداء هذه الأجهزة مثل الفشل الكلوي أو فقدان البصر أو أمراض القلب والشرايين وفي الفترة الأخيرة قدم العلم مجموعة من العلاجات الجديدة لمرضى السكر وذلك بعد أن ظل علاجه مقصوراً لفترة طويلة على عدد محدود من العقاقير الطبية وكانت أحدث الأدوية التي طرحت في الأسواق لعلاج مرض السكر من النوع الثاني والذي يسمى السكر غير المعتمد على الأنسولين هي الأدوية التي تقوم بتثبيط عمل الإنزيم الذي يقوم بتكسير مادة البيبتيد شبيه الجلوكاجون والتي يتم إفرازها من بعض الخلايا في الجهاز الهضمي فور تناول المريض للغذاء وتقوم بمساندة الجسم في التخلص من نسبة السكريات الزائدة في الدم بوسائل عديدة بعيداً عن استنزاف خلايا البنكرياس، إلا أن الإنزيم كان يقوم بتكسير هذه المادة بعد مدة قصيرة جداً من إفرازها وبذلك لا يستفيد منها المريض وبتثبيط عمل هذا الإنزيم سوف تبقى هذه المادة في الدم لفترة كافية للتخلص من نسبة السكر الزائدة في الدم.
ويضيف الدكتور صفا رفعت عبدالمنعم: في الفترة القادمة سوف تطرح مادة البيتبيد شبيه الجلوكاجون في صورة حقن ممتدة المفعول يستخدمها المريض بمعدل حقنة واحدة يومياً أو كل بضعة أيام أو كل أسبوع كما يحمل المستقبل القريب جداً بإذن الله علاجاً دوائياً جديداً لمرضى السكر من النوع الثاني يقوم بعمله أيضا بعيدا عن استنزاف خلايا البنكرياس لمريض السكر وذلك بالتخلص من السكر الزائد في الجسم عن طريق زيادة إفرازه في البول ويعد هذا العلاج القادم من أكثر وسائل العلاج أماناً لمرضى السكر إلا أن الأمل الكبير القادم سوف يكون لمرضى السكر من النوع الأول أو ما يطلق عليه السكر المعتمد على الأنسولين وسيكون علاجاً نهائياً وقاطعاً لمرضى السكر والذين غالبا ما يكون من الأطفال حيث إن هذا النوع من مرض السكر يصيب الأطفال غالباً وسيكون هذا العلاج عن طريق حقن خلايا جذعية غير متخصصة للمريض عن طريق الدم وبعد دخولها الجسم سوف تقوم هذه الخلايا بالتخصص في إفراز الأنسولين مطابقة لخلايا البنكرياس التي تقوم بإفرازه وما زال العلماء يبتكرون ويكتشفون.