عقدت الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم مؤتمراً طبياً تحت رعاية جامعة الدول العربية وبحضور ومشاركة أكثر من ثلاثة آلاف من أطباء السكر والغدد الصماء والباطنة العامة وطب الأسرة والأطفال من مختلف الجامعات والمستشفيات العالمية والعربية والمصرية.
وتناولت جلسات المؤتمر عدة موضوعات منها الجديد في تشخيص وعلاج السكر والسمنة ومضاعفاتها وأمراض الغدد الصماء وهشاشة العظام والتغذية الإكلينيكية والقدم السكري ومضاعفات السكر علي الجهاز الهضمي ومرض ارتفاع ضغط الدم والعلاقة بين هذه الأمراض وكيفية تأثيرها علي الصحة العامة والحديث في العلاج والوقاية من مضاعفاتها.
كما أقيم مؤتمر صحفي علي هامش المؤتمر بحضور السير مايكل هرست رئيس الاتحاد الفيدرالي الدولي للسكر وأساتذة الطب من مختلف الجامعات والمستشفيات العالمية والعربية والمصرية.
وتقول الدكتورة إيناس شلتوت، رئيس الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم، عضو الاتحاد الفيدرالي الدولي للسكر، إن مرض السكر أصبح وباء من حيث سرعة انتشاره بين البالغين وأيضاً بين الشباب والأطفال.
وتحتل مصر المركز التاسع علي مستوي العالم حيث يوجد حوالي 7.5 مليون مصري مصاب بمرض السكر.
وهناك 16 % من المصريين فوق سن العشرين مصابون بمرض السكر وأيضا 8 % من المصريين مصابون بمرحلة ما قبل الإصابة بالسكر، وبالتالي هناك ما يساوي ربع المصريين معرضون للإصابة بالمضاعفات العديدة لمرض السكر.
وأهم أسباب الإصابة بمرض السكر هو زيادة متوسط عمر الإنسان، بالإضافة إلي زيادة الوزن والإصابة بالسمنة وبالذات بين الشباب والأطفال بسبب قلة الحركة وكثرة تناول السكريات وعدم ممارسة الرياضة وسهولة المواصلات واستخدام التكنولوجيا الحديثة بشكل خاطئ، ولذلك نناشد المدارس والجامعات وأيضا الأسرة أهمية تشجيع ممارسة الرياضة بين الأطفال والشباب ونناشد الدولة توفير الأرصفة الملائمة للسير لتشجيع المواطنين علي ممارسة رياضة المشي بشكل أكبر.
وجد أن مرضي السكر لا يلزم 57% منهم بتناول علاجهم خصوصاً إذا كانوا يتناولون أكثر من نوع من العلاج وبالتالي كانت الحاجة إلي طرق غير تقليدية في إعطاء العلاج لمريض السكر، ولكن أيضاً يجب أن تكون هذه العلاجات آمنة وذات تأثير فعال في علاج المرض.
وعندما يلتزم مرضي السكر بالعلاج نجد أنهم معرضون للإصابة بمضاعفات مرض السكر العديدة.
ونعرف أيضا من الأبحاث الحديثة أن ثلث مرضي السكر فقط يصلون إلي الأرقام المستهدفة للعلاج ويكون مستوي السكر لديهم تحت السيطرة المطلوبة بينما ثلثا مرضي السكر أي اثنين من كل ثلاثة مرضي بالسكر لا يصل نسبة الهيموجلوبين السكري لديهم إلي أقل من 7 % وهو المعدل المطلوب وبالتالي فهم معرضون إلي العديد من المضاعفات.
وعندما نستعرض العلاجات الحديثة لمرض السكر والتي بدأ بعضها فعلا في الاستخدام بشكل واسع نجد عقار GLP1 ومشابهاته وهي نوعان حتي الآن الاكسيناتيد والليراجلوتايد.
ويتم إعطاء هذا النوع الحديث من علاج السكر عن طريق الحقن مرة أو مرتين يوميا وهناك نوع منه يعطي عن طريق حقنة أسبوعية.
ومتشابهات GLP1 تعمل عن طريق حث خلايا بيتا بالبنكرياس علي إفراز الأنسولين بعد تناول الوجبات فقط وبالتالي لا تتسبب في هبوط مستوي السكر في الدم وكذلك لها تأثير مباشر علي مراكز الشهية بالمخ فتؤدي إلي فقدان الشهية ولها أيضا تأثير مباشر علي المعدة حيث تؤدي إلي بطء حركة الطعام في المعدة وبالتالي تؤدي أيضاً إلي الشعور بالشبع.
وعندما يتحكم مريض السكر في كمية ونوعية الأطعمة التي يتناولها يستطيع بسهولة أن يتحكم في مستوي السكر في الدم عن طريق العلاج.
أما الوظيفة الثالثة لهذا النوع من العلاجات فهى حدوث نقص في إفراز هرمون الجلوكاجون والذي يتسبب في زيادة إفراز الجلوكوز من الكبد وبالتالي يتسبب هذا العلاج في نقص الجلوكوز في الدم.
أحد العلاجات الحديثة أيضا وهو الآن في المرحلة الثالثة البحثية هو المضخة الدوائية والتي يتم زرعها تحت الجلد في بطن المريض وتحتوي علي عقار الاكسيناتيد وذكرنا سابقا مزايا هذا العقار في زيادة إفراز الانسولين والتقليل من شهية المريض للطعام.
وهذه المضخة يتم استخدامها لفترات تصل إلي ستة شهور أو عام متواصل ويتم إفراز دواء الاكسيناتيد منها بشكل متواصل ومنتظم طوال عملها دون الحاجة لاستخدام الحقن.
وهذه المضخة الآن في المرحلة الثالثة من التجارب علي مرضي السكر من النوع الثاني ويبلغ حجم المضخة حجم وطول عود الكبريت.
ونتائج هذا النوع من العلاج حتي الآن أثبتت تجاوب المرضي مع هذا النوع بشكل ممتاز، حيث حدث انخفاض في مستوي السكر والهيموجلوبين السكري كما تسبب استخدام المضخة في انخفاض ملحوظ في وزن هؤلاء المرضي لما لهذا الدواء من تأثير علي الشهية.
وتجري الآن هذه التجربة في مصر وتم استخدام المضخة لأكثر من 50 حالة وبنجاح تام.