انهارت فرق الدوري الإنجليزي في ست ساعات هي عمر المباريات الأربع التي لعبتها فرق البريمييرليج في الجولة الرابعة لدوري أبطال أوروبا، وتكتيكًا كان ممثلو إنجلترا في أسوأ حال ممكن، فخسروا تقدم ثلاثي وانهاروا على أرضهم، وتعادلوا مع متذيلي المجموعة أو فرحوا بخسارة أمام فريق عملاق.

ريـال مدريد vs ليفربول

كان ليفربول هو الفريق الإنجليزي الوحيد الذي لم ينهزم أمام العملاق الإسباني الفائز بالبطولة عشر مرات، لكنه حطم هذه القاعدة هذا العام بالخسارة على أرضه بثلاثية نظيفة، ثم رفع الراية البيضاء في مباراة العودة في استاد سانتياجو بيرنابيو بإقحام تشكيلة من البدلاء ليفرح بخسارته بهدف وحيد.

لعب فريق ليفربول بتشكيل ضعيف، لكن كما سخرت الصحف الإنجليزية فالتشكيل الأساسي ليس أقل ضعفًا من الاحتياطي، وبأكثر من 100 مليون جنية استرليني لم يستطع ليفربول أن يعوض رحيل لويس سواريز، فدخل المباراة بست تغييرات عن التشكيلة الأساسية، ولجأ للدفاع بطريقة «4-5-1» أمام الفريق المدريدي.




وبينما تشير المباراة لتفوق تكتيكي للريدز، طلب رودجرز من لاعبيه التحول لطريقة «4-4-2»، وبدأ الجناح الأيمن ماركوفيتش في التقدم للمساندة الهجومية، وبعدها بأقل من دقيقة استغل مارسيلو الظهير الأيسر لريال مدريد ثغرة أكبر من 10 أمتار في الجبهة اليمني خلف ماركوفيتش ليرسل عرضية سجلها بنزيمة قبل المدافع البطيئ كولو توريه، فما كان من ليفربول إلا أن تراجع مرة أخرى للخلف، ولم يتغير الأسلوب إلا لعشر دقائق في الشوط الثاني على مرات متفرقة بتقدم مهاجمي الفريق للضغط على حامل الكرة في الفريق المدريدي قبل بنائهم للهجمة.

واستمرت المباراة على نفس الحال ريـال مدريد يهاجم وليفربول يدافع بلاعبيه الاحتياطيين، واضعًا في الحسبان مباراته مع تشيلسي مورينيو، والذي عقَّب على تشكيل ليفربول بقوله «لو توقعت الخسارة لن أضع تشكيل ضعيف، بل لن أذهب للمباراة من الأساس».

أرسنال vs إندرلخت

بعد الفوز الدرامي على الفريق البلجيكي الجولة الماضية في الدقائق الأخيرة بهدفين لهدف، دخل المدفعجية اللقاء عازمون على قتل المباراة منذ البداية، وكان لهم ما أرادوا بتسجيلهم لثلاث أهداف متتالية قتلت المباراة عمليًا، لكن سذاجة لاعبي أرسنال أهدرت هذا التقدم.

سذاجة في الدفاع وخط وسط مفكك تمامًا، ولو أن مدرب أندرخلت أقحم لاعبه ميتروفيتش مبكرًا ما كان لأرسنال أن يتقدم بهذه النتيجة أبدًا، دفاع أرسنال تعامل بشكل سييء مع هجمات أندرلخت ولم يفلح الفريق في منع تقدم أجنحة أندرخلت من جهة ناتشو مونريال، وظهر رامسي وأرتيتا في أسوأ شكل ممكن في وسط الملعب بتمريرات ضعيفة وقطع منعدم للكرة في الشوط االثاني.




إجمالًا، يمكن شرح كل مشاكل أرسنال في السذاجة وقلة الخبرة من كرة قبل نهاية المباراة بدقيقتين، ففريق أرسنال متقدم بثلاثة أهداف لهدفين، وفي الدقيقة88 يحصل لاعبو أرسنال على ركلة حرة من مسافة 40 ياردة عن مرمي أندرلخت، وبدلًا من أن يمرر رامسي الكرة لزميل ويقتل الدقائق المتبقية في ظل الحماس الشديد لأندرلخت، تقدم 5 من لاعبي أرسنال في منطقة جزاء المنافس فأرتدت الكرة بهدف التعادل.

تلك السذاجة لها مبرراتها وأهمها عدم وجود قائد في خط الدفاع أو في مركز لاعب الوسط المدافع، في خط الدفاع باع أرسنال قائده السابق فيرمايلين لبرشلونة واشتري الظهير الشاب شامبرز الذي لا يلعب بالأساس كقلب دفاع، فيما لم تفلح كل محاولات فينجر في جلب لاعب وسط مدافع وانتهى به الأمر بالاعتماد على فلاميني وأرتيتا فقط في هذا المركز.



مانشستر سيتي vs سيسكا موسكو

للمرة الثالثة في أربع أعوام قد يخرج مانشستر سيتي من دور المجموعات متذيلًا مجموعته، في المرات الأولى كانت قوة المجموعة وانعدام خبرة الفريق في المواعيد الأوروبية سبب مقنع لتبرير الخروج، لكن بوجود بيليجريني مدربًا للفريق بخبراته في الوصول بفرق صغيرة مثل فياريـال ومالاجا لأدوار متقدمة في دوري الأبطال، انتهت تلك الأعذار.

ورغم قوة المجموعة نظريًا بوجود بايرن ميونخ وروما وسسكا موسكو، فإن مانشستر سيتي كان المرشح للتأهل على الأقل كثاني مجموعته، نظرًا لقة خبرة الفريق الإيطالي في دوري الأبطال أما سسكا موسكو فكان المرشح ليكون حصالة المجموعة، بعد أن خسر في لقائه الأول بخمسة أهداف أمام روما، لكن مانشستر سيتي خيَّب كل الآمال، خسر تقدم بهدفين أمام سيسكا في روسيا قبل أسبوعين قبل أن تتلاشي حظوظ الفريق بالخسارة أمام فريق الجيش الروسي بهدفين لهدف.




كل سذاجة مانشستر تظهر في لقطتين، الأولى الإنذار الثاني لفرناندينيو، الذي قلص عدد لاعبي فريقه لعشرة لاعبين من كرة ليست خطرة أصلاً، ثم يايا توريه نجم الموسم الماضي والذي سجل 20 هدف من مركز لاعب الوسط، عندما قام بضرب لاعب سسكا بدون كرة في وسط الملعب، ليصبح فريقه مجبرًا على استكمال المباراة بتسع لاعبين وهو متأخر بهدفين.

أجويرو حاول التمثيل للفوز بركلة جزاء فخسر فرصة الحصول على ضربة جزاء في كرة تلتها، فيما كان الفريق بلا حول ولا قوة في ظل الدفاع الملتزم من الفريق الروسي مقابل رغبة تبدو منعدمة عند لاعبي مانشستر كأنهم لا يريدون التقدم في البطولة والإكتفاء بالمنافسة المحلية.

أيام بيلجريني تبدو معدودة في سيتي، لكن الأزمة أكبر من مدرب، ولكن في الدوافع التي اختفت لدي اللاعبين للفوز، ورغم وجود قائمة مليئ بالنجوم في كل المراكز.

حل الفريق السماوي ربما يكون أكثر تعقيدًا، حيث يحتاج لدماء جديدة، خمس لاعبين على الأقل بروح القائد فينسينت كومباني.

ماريبور vs تشيلسي

دخل تشيلسي اللقاء بطموح الفوز وضمان التأهل، وطي صفحة دوري الأبطال من أجل التحضير لمباراة ليفربول، فأبقى مورينيو لاعبيه أوسكار ودييجو كوستا على مقاعد البدلاء.

وتأخر المدرب عندما واجه فريق حماسي يلعب بنفس طريقته الدفاعية مع الاعتماد على الهجمات المرتدة إن وجدت، فتقدم ماريبور على أرضه وتكفلت الجماهير الغفيرة ببث الحماس الكافي للفريق المغمور ليبقى هذا التقدم لأكثر من ساعة، قبل أن يتعادل تشيلسي ويضيع ضربة جزاء سددها هازارد ضعيفه في يد الحارس.

أزمة تشيلسي ستتكرر كلما لعب الفريق أما فريق دفاعي، فرغم المهارات الموجودة في الفريق إلا أن حال تشيلسي كحال كل فريق يدربه مورينيو، يعتمد بالأساس على الدفاع للفوز.




ويبدو أن الأمر لن يتغير في الوقت الراهن، فالفريق الإنجليزي يدافع عن تقدمه حتى لو بهدف كما كان الحال أمام مانشستر يونايتد في جولة سابقة بالبريميرليج، أو يدافع عن تعادل أمام عشر لاعبين كما فعل ضد مانشستر سيتي، لا تنتظروا كرة جميلة من مورينيو، فاللاعبين أنفسهم مجبرين على قتل إحساسهم بالابتكار، فروى لويس سواريز مهاجم ليفربول السابق قصة عن حوار له مع أحد لاعبي تشيلسي العام الماضي بعد أن تعمد فريق البلوز إهدار الوقت بشكل مستفز، فخرج سواريز لسؤال أحد لاعبي تشيلسي عن السبب فقال «إنه المدرب، لا يمكن أن أفعل عكس ذلك وإلا لن ألعب أبدًا مع الفريق».