لا يبدو أننا نتمتع بأي قدر من الخصوصية في عصرنا هذا، نحن نتنازل طوعًا عن قدر من هذه الخصوصية حين نشارك معلوماتنا عبر الإنترنت وخصوصًا الشبكات الاجتماعية، بينما تتولى جهات أخرى بسلب ما تبقى من هذه الخصوصية سواء الشركات لأغراض الإعلانات أو المخترقين أو الحكومات التي يبدو أن التجسس على المواطنين قد صار صنيعتها الأولى.



حسنا، إذا كنت ترغب في تأمين نفسك من التجسس فيجدر بك في البداية أن تتعرف على الجواسيس الذين يعيشون معك في منزلك، بعدها يمكن أن تقرر هل أنت جاد في رغبتك في حماية نفسك من التجسس والحفاظ على سرية معلوماتك؟ أم أن انتهاك خصوصياتنا صار ضريبة لابد أن ندفعها في مقابل استخدام التكنولوجيا وأدوات الرفاهية؟



1- التليفزيون



ليس المقصود فقط قيام بعض أجهزة التليفزيون بتتبع وتخزين المعلومات حول الأوقات التي تقضيها أمام التليفويون وخياراتك المفضلة في المشاهدة فهذا قد يبدو تقليديًا نوعًا ما، فوفقًا لفوربس فإن بعض ماركات التليفزيون “منها بعض ماركات LG” تجري مسحًا منفصلًا لكل البيانات على الأجهزة المتصلة بها “محركات الأقراص USB – أجهزة الكمبيوتر أو اللابتوب المتصلة بشاشة التليفزيون” وغيرها، بعض المخترقين قادرين على اختراق أجهزة التليفزيونات المتصلة بشبكات والوصول إلى جميع المعلومات المتصلة بها بل والوصول إلى كل ما يمكن أن تكشفه الكاميرا المتصلة بجهاز التليفزيون إذا كان جهاز التليفزيون الخاص بك يحتوي على كاميرا ملحقة.



2- الريسيفر والكابل بوكس وأجهزة الاستقبال من القمر الصناعي



هذه الأجهزة أيضا بدورها مزودة بتقنيات تمكنها من تتبع ما تقوم بمشاهدته وتسجيله، ويمكن الاستفادة من هذه المعلومات لاستهدافك بالإعلانات بشكل أكثر كفاءة، كما يحتمل أن تقوم هذه الشركات ببيع هذا النوع من المعلومات للآخرين، وبطبيعة الحال، فمن المرجح أن تقدم هذه المعلومات إلى الحكومة إذا طلب منها ذلك.



3- المودم ومزود الإنترنت الخاص بك “ISP”



يمكن لمزود الخدمة ببساطة أن يقوم بتجميع قائمة مواقع الإنترنت التي قمت بزيارتها، يمكن جمع العديد من المعلومات عنك من خلال مزود الخدمة الخاص بك بما يشمل “نوع جهازك – المواقع والخدمات التي تستخدمها – موقعك الجغرافي – …”، ليس من الضرورة حتى أن يقوم مزود الخدمة نفسه بتوفير هذه المعلومات، فقليل من المعرفة بالتقنية قد تمكن أي شخص آخر من اختراق الشبكة والاطلاع على هذه البيانات.



4- كاميرا الويب الخاصة بك أو حتى كاميرات الأمن في منزلك وشركتك



عبر تثبيت برمجية خبيثة على حاسوبك، يمكن أن ترسل إليك عبر رابط على بريدك الإلكتروني أو أحد حساباتك الاجتماعية، يمكن السيطرة بشكل كامل على نظام الكاميرات المرتبط بجهازك، الأمر معتاد في نشاط القراصنة حيث يتم اختراق أنظمة الكاميرات والتقاط بعض الصور ثم ابتزاز صاحبها فيما بعد، وثائق إدوارد سنودن كشفت استخدام وكالة الأمن القومي لنفس التقنية في جمع المعلومات بهدف التجسس، الأمر لا يقتصر على ذلك فقط، يمكن لبعض هذه البرمجيات نسخ البيانات التي يتم تمريرها عبر كاميرات الأمن إلى حاسبك بشكل كامل حيث تنقل أغلب هذه الكاميرات البيانات بدون تشفير.



5- الهاتف



التجسس عبر الهاتف أحد أنظمة التجسس التقليدية، شركات الهاتف تتبع مكالماتك الهاتفية بشكل تلقائي حتى تتمكن من حساب فواتير المكالمات الخاصة بك، يمكن ببساطة تسجيل أي من هذه المكالمات أو تتبع خارطة مكالمات رقم بعينه بشكل تفصيلي و تحديد موقعك بدقة عبر تحديد مزود الشبكة الأقرب إلى موقع تواجدك، كل هذه الأمور هي مجرد تقنيات تقليدية في التجسس عبر الهواتف والهواتف الخلوية.



6- هاتفك الذكي



أنظمة التشغيل التي تستخدمها تقوم بتسجيل بياناتك ومعلوماتك، جميع التطبيقات التي تستخدمها عبر هاتفك الذكي تجمع المعلومات عنك وعن خياراتك وتفضيلاتك بشكل تلقائي، أنت توافق على ذلك مختارًا من خلال اتفاقية الخدمة التي لاتقرأ بنودها غالبًا، معظم الهواتف الذكية مزودة بنظام تحديد المواقع “GPS” الذي يعمل بشكل تلقائي حتى حين تقوم بتعطيله، يمكن بنفس الطريقة التي تم شرحها في كاميرات الحاسب أن يتم تثبيت برمجية خبيثة على جهازك لتقوم بالتقاط الصور ومقاطع الفيديو دون علمك وإرسالها أو الحصول على نسخ من البيانات المخزنة على ذاكرة هاتفك.



7- جميع أنظمة التحكم عن بعد



إذا كنت تستخدم أي نظام للتحكم عن بعد في أجهزتك المنزلية “نظام التكييف – الإضاءة – أجهزة الترفيه – أجهزة المطبخ” كل هذه الأنظمة التي تتحكم فيها عن بعد تبقى متصلة دومًا بشبكة الإنترنت، شركات الإنترنت الشهيرة بدأت تدخل بقوة في مجال التحكم عن بعد، في مطلع العام استولت جوجل على شركة نيست “NEST” وهي أشهر شركات أنظمة التحكم في الحرارة عن بعد، مؤخرًا استولت نيست على شركة أخرى لأنظمة التحكم هي “Revolv”، يبدو أن أنظمة التحكم عن بعد تتجه لفرض سيطرتها على حياتنا في المستقبل القريب.



8- المعدات والأجهزة الطبية



حتى الأجهزة الطبية البديلة التي يتم تثبيتها لتنظيم الوظائف الحيوية المضطربة في جسمك قد يتم اختراقها، نقصد أجهزة مثل منظم ضربات القلب “PACE MAKER” ومضخات الأنسولين، خاصة أن معظم هذه الأجهزة تفرغ معلوماتها طبيعيًا على شبكة تتصل بها، كما تزود هذه الأجهزة صاحبها بشكل تلقائي بمعلومات حول حالته الصحية وتنصحه بالذهاب إلى الطبيب مثلًا حين تعجز عن القيام بوظائفها، السؤال هو: ماذا لو تم اختراق هذه الأجهزة لأي غرض؟



9- أجهزة الآيبود ومشغلات الألعاب وأجهزة القراءة وغيرها من أجهزة الترفيه المحمولة



ربما بدأ التناقص في استخدام هذه الأجهزة لصالح الهواتف الذكية التي صارت توفر أغلب هذه المزايا لكن أشخاصًا عديدين حول العالم لا يزالون يستخدمونها، جميع هذه الأجهزة تملك ميزة الاتصال بشبكة الإنترنت وبالتالي فهي قادرة على تخزين خياراتك ومعلوماتك.