تصدح موسيقى يابانية ناعمة، فيما يجلس الضيوف على كراس محاطة بسجاد سميك يخفف إلى حد ما من مستويات الضوضاء. تقطع قارئة هذا الجو الحالم بضحكة عالية، ليسارع جيرانها بالإيماء لها بأن تخفض صوتها.

يعد مقهى " مانغا " الذي افتتح في يوليو الماضي في دوسلدورف أول مقهى مخصص للكتب الكوميدية على الطراز الياباني في ألمانيا، حيث يقدم الفضاء أكثر من 11 ألف كتاب هزلي للقراءة، مغلفة بشكل خاص لحمايتها من المأكولات الموجودة على القائمة من الحساء والقهوة إلى الكاري. وتعنى كلمة مانجا فن الكتب المصورة الهزلية اليابانية.

وبدأت تظهر هذه المقاهي في اليابان منذ سبعينيات القرن الماضي، لتغري الزوار بالاستمتاع بكوب من الشاي خلال تصفح كتاب مصور. واليوم طوكيو لديها مئات منها. ولكن يظل المبدأ هو نفسه حتى اليوم: تشجيع الزوار على التصفح وليس الشراء.

وتبلغ تكلفة ساعة من الاستمتاع بالكتب الكوميدية على مقعد أو أريكة مريحة 5 يورو (40. 6 دولار).

ولمن يريدون مزيدا من الخصوصية هناك أكشاك للتأجير. ولا يسمح بدخولها بالحذاء، لكن توجد نعال متوفــرة من أجـل راحة الزوار.

وتقول تاتسوهيرو ميزوتاني (39 عاما)، مالكة المقهى، إن نحو 30 زائرا يتوافدون في اليوم على المقهى يبقى أغلبهم ساعة أو ساعتين. مضيفة أن أطول زيارة امتدت على مدار تسع ساعات ".

وأشهر قصة مصورة حاليا هي " شينجيكي نوك يوجين " والتي تترجم إلى " هجوم على تيتان ".

ولا توجد حاجة ليكون الزبون على دراية باليابانية للاستمتاع بزيارة، حيث يتوفر نحو 700 كتاب باللغة الألمانية رغم أن الكتب مازالت متمسكة بالتقليد الياباني ما يعني أن البداية توجد حيث المكان الذي توجد فيه النهاية في كتاب بإحدى لغات الغرب. تأتي الكتب بإشارات خاصة تحذر القارئ أنه سوف يفسد النهاية إذا بدأ من الصفحة التي عادة ما يعتبرها المقدمة.

وتقول كاترين أوست من دار النشر الألماني للكتب الكوميدية " طوكيو بوب " إنه لا يوجد شك أن المانغا غزت ألمانيا.

ويوجد بدوسلدورف ثالث أكبر تجمع ياباني في أوروبا بعد لندن وباريس، ما يجعلها الموقع الأمثل لإقامة مقهى مانغا، بحسب مؤلفة القصص الهزلية والكتب المصورة اليابانية (مانغا) مارتينا بيترز. وهي ترى أنها مجرد بداية.