إذا كنت تعمل في شركة تكنولوجية بالولايات المتحدة الأمريكية وتريد الحصول على 7500 دولار سنوياً، عليك الالتزام بالقواعد التالية: اصرف تلك الأموال في قضاء عطلة سنوية.. لا تعمل أثناء الإجازة.. ممنوع الدخول على الإنترنت.

تلك هي القواعد التي أقرها مدير شركة «Full Contact» الأمريكية، في ولاية «دنفر»، بارت لورانج، حسب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، منذ عام 2012، التي تفرض على موظفيها، البالغ عددهم 41، قضاء عطلات سنوية تصل مدتها إلى أسبوعين، على أن تتحمل الشركة تكلفة العطلة كاملة بشروط.

تبادرت الفكرة إلى ذهن لورانج قبل نحو عامين، عندما سافر مع خطيبته إلى مصر، والتقط شخص ما صورة له وهو يركب جمل أثناء زيارته للأهرامات، محدقا في شاشة هاتفه الذكي للتحقق من رسائل البريد الإلكتروني الخاص به.
وسأل لورانج نفسه: «هذا أمر سخيف للغاية.. إذا لم أستطع أن أجبر نفسي للحصول على حياة.. إذن لماذا أعمل؟».
وأوضح لورانج، في نبذة عن «العطلة المدفوعة» على الموقع الإلكتروني للشركة، أن سياسة العطلة تقوم على تعزيز مبادئ مهمة، أولها أهمية الانفصال عن الإنترنت ووسائل الاتصال الإلكترونية من وقت لآخر، تعزيز التواصل الاجتماعي بين الموظفين، وأخيراً حق كل موظف بالشركة في الحصول على راحة.
وفي وقت سابق من هذا العام، ذهبت جاكلين بيكارد إلى كوستاريكا وسنوركيليد لزيارة مزارع الكاكاو، فيما قضت زميلتها لورين ويبر إجازتها في إيطاليا مع شقيقتها لمدة 10 أيام لزيارة الأصدقاء في ميلانو.

أما كارليس لوفا، فقرر التنقل حاملا أغراضه عبر جنوب فرنسا وسويسرا وجمهورية التشيك، خلال أسبوعين، وديفيد فيتزجيرالد اشترى دراجة ليسير بها في أنحاء ولاية كولورادو لمدة أسبوعين، أما مديرهم، لورانج، ذهب إلى بورا بورا لقضاء إجازة شهر العسل.

أما شركة «FullContact» هي من تحملت جميع تكاليف تلك العطلات السنوية تحت بند «العطلة المدفوعة»، والتي تشترط على موظفيها عدم الدخول على الإنترنت لفحص رسائل البريد الإلكتروني، أو استخدام الهاتف في الرسائل والمكالمات.. عليك أن تنفصل تماماً عن جميع وسائل الاتصال بأشكالها، في المقابل، تدفع 7500 دولار لكل موظف بها لقضاء إجازة دون المساس بالراتب الشهري طوال السنة.
أما إذا اكتشفت الشركة أن أحد الموظفين دخل على الإنترنت أو أخل بشروط الاتفاق، فعليه استرجع الأموال كاملة ويتم حرمانه من الإجازة.
«نحن جميعا متحمسون في مجال التكنولوجيا، ولكن في نهاية اليوم، لا أعتقد أن حلم أي شخص هو فقط الحصول على وظيفة»، هكذا أكد مدير الاتصالات بالشركة، براد مكارتي.