ذكرت صحيفة «ديلي ستار» الأمريكية أن سامنثا لوثويت، الملقبة في الإعلام الغربي بـ «الأرملة البيضاء»، انضمت لتنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق «داعش»، لتتولي تدريب نساء جيش التنظيم على تنفيذ التفجيرات الانتحارية.

وأضافت الصحيفة في تقريرها، الأحد، أن هذه المعلومة مصدرها تقارير استخباراتية ترجح أن الأرملة البيضاء، انضمت لتنظيم «داعش» الإرهابي، مطلع العام الجاري، لتصبح واحدة من أقوى نساء التنظيم وأكثرهن نفوذًا، بعدما أحيلت إليها مهمة تدريب فرقة خاصة من النساء على تنفيذ التفجيرات الانتحارية التي ستستهدف جماعات «الأعداء» في المستقبل.

وأردفت «ديلي ستار» أن معظم اللواتي تتولى «لوثويت»، هن من البريطانيات وغيرهن من الأجانب ذوي البشرة البيضاء اللواتي اعتنقن الإسلام مؤخرًا وانضممن للتنظيم.



ونقلت الصحجيفة ما جاء على لسان أحد خبراء الاستخبارات قوله: «لدينا إشارات استخباراتية مهمة تشير جميعها إلى أن الأرملة البيضاء تتولى منصبًا قياديًا لدى داعش، حيث تواتر الحديث عن امراة انضمت مؤخرًا للتنظيم، بعد زواجها من جهادي استشهد، وأرفق بالحديث إشارات أخرى إلى تفجيرات قام بها الزوج الشهيد في إفريقيا».

وأردفت أن حصرًا لأسماء النساء المشتبة بهن، أفضى إلى الجزم بأنها الأرملة البيضاء، وهناك العديد من الجهات الاستخباراتية التي تتفق على هذا الترجيح، مشيرة إلى أن سامانثا موجودة الآن في سوريا، وأن الدعاية أو البروباجاندا تعد أقوى أسلحة الأرملة التي توظفها».

وتابع: «تمتلك داعش العديد من المقاتلين، ولكنها تفتقر إلى شخصية على دراية بكيفية استغلال الإعلام الغربي، فهي النسخة النسائية من جوزيف جوبلر، وزير الدعاية السياسية في عهد أدولف هتلر، ولذا فإن قيمتها بالنسبة لداعش تعادل قيمة 100 متطوع».

وسامنانثا لوثويت، 30 سنة، هي أرملة كل من جيرمين ليندسي، الذي تعرفت عليه عام 2002، وتزوجته وهو أحد منفذي هجمات لندن يوليو 2005، الأربعة والذي قتل وحده 26 شخصاً من إجمالي 52 هم ضحايا عملية التفجير الرباعية، التي قام خلالها بتفجير نفسه.

وفي 2007 تزوجت «سامنثا» خبير صناعة القنابل «حبيب صالح الغني» وأنجبت طفلها الثالث، خلال فترة هروبها في الصومال بعد كشف دورها في قضية زوجها الأول.



وفي نهاية عام 2009 كانت الأرملة البيضاء قد استقرت في كينيا، تحديدًا في مدينة مومباسا الكينية بناء على عدة تقارير مخابراتية، حيث تزوجت من فهمي جمال سالم، كيني الأصل، الذي تزوجت أخته من موسى ديري، أحد أبرز زعماء جماعة «الشباب» المنتمية للقاعدة، والذي تم اغتياله في العاصمة الصومالية مقديشو، عام 2011.



ومن خلال انتقالها بين كينيا والصومال وتنزانيا نفذت «الأرملة البيضاء» سلسلة عمليات إرهابية تحت حماية جماعة شباب المجاهدين الصومالية التي عرفتها باسم «دادا مزونجو» باللغة السواحلية أو الأخت البيضاء، وكان من بين تلك العمليات تفجير المركز التجاري «ويست جيت» في نيروبي.



وفي كينيا على سبيل المثال تلاحق الأرملة البيضاء اتهامات بحيازة متفجرات والتورط في التدبير لجناية في ديسمبر 2011، وأصدر الإنتربول «إخطار أحمر» لاعتقالها بناء على قرارات أجهزة الأمن الكينية.

وفي 2012 قام رجلين وامرأة بيضاء، يعتقد أنها سامانثا، بإلقاء متفجرات على الأجانب أثناء مشاهدتهم مباراة كرة قدم بين إنجلترا وإيطاليا في إحدى الحدائق الساحلية الموجودة في مومباسا، ما أسفر عن مقتل 3، بينهم صبي ذي تسع سنوات، وإصابة 25 آخرين، كما وجهت لها اتهامات بالتورط في تفجيرًا أخرًا أدى إلى مقتل مسؤولي الأمن، بأحد المطاعم، كما يشتبه بتورطها في محاولة تهريب جيرمين جرانت، صانع المتفجرات الذي يبلغ من العمر 29 سنة، من أحد سجون شرق لندن، والتخطيط لإقامة مذابح للسياح في سلسلة فنادق فخمة.



وأوضحت «ديلي ستار» أن الأرملة البيضاء التي واصلت الاختفاء خلال المراحل المختلفة من تاريخها الإرهابي، صار اسمها على رأس قائمة لائحة الاعتقالات الخاصة بأجهزة المخابرات الغربية على رأسها CIA الأمريكية والبوليس البريطاني، والبوليس الدولي، وكذلك المخابرات الكينية والصومالية، وغيرها من الأجهزة الامنية في جميع انحاء العالم، بعد اكتشاف العلاقات التي تربطها بتنظيم القاعدة، وغيرها من التنظيمات الإرهابية.