اكتشف العلماء جمجمتين عمرهما يعود إلى 2300 عامًا، في جبال التاي بسيبيريا، خضعتا لجراحة دقيقة جدا في المخ، وبدت أثار التعافي على كل منهما واضحة في تشريح العلماء لقشور كل جمجمة وما تبقى منها.
وتعود الجمجمتان إلى أفراد من قبائل البدو الرحل المعروفين باسم بازيريك، باستخدام أدوات يبدو أنها بدائية وبسيطة لكنها مشابهة تماما لما هو متداول اليوم في العمليات الجراحية في الدماغ التي تجرى في أكبر المستشفيات الطبية وعلى أيدى أمهر الجراحين في العالم.

وذكرت مجلة «سيبيريا تايمز» أن الجمجمتين يتضح أنهما تعافتا بعد عملية جراحية دقيقة تدعى «نقب»، التي تقوم على نقب الدماغ لحفر حفرة أو كشط وإزالة شيء ما ربما يكون ورما.

وأضافت أنها عملية دقيقة ومحفوفة بالمخاطر في وقتنا الحالي، ماذا لو كانت تجرى قبل 2300 عام، إلا أنه من المؤكد أن صاحبي الجمجمتين نجيا من هذه الجراحة الخطيرة، وبإخضاع قشرة وعظام كل جمجمة يثبت أنهما أيضا تعافيا وربما عادا لاستئناف نشاطهما.

ويقدر العلماء عمر كل منهما مابين 40-45 عاما، ويرجحون أن هذه الجراحة أجريت لتخفيف تورم الدماغ، وربما كانت تستخدم أيضا لعلاج الأمراض والمشاكل في الجهاز العصبي.

كما يرجح العلماء أنه ربما كانا يعانيان من التورم الدموي داخل الرأس، وغالبا عانيا من الصداع والتقيؤ ومشاكل الحركة في الساق اليمنى واليد اليمنى.
ووجد العلماء جمجمة ثالثة لامرأة يبدو أنها لم تنجو من مثل هذه الجراحة الخطرة، تبلغ من العمر وقتها 30 عاما، كما وجدوا نصوصا طبية يونانية لأبوالطب اليوناني أبقراط.