نشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية السبت تقريرًا مرفقًا بالصور عن آخر قبيلة بدائية في العالم، والتي تعيش في تنزانيا، والتي لم يتغير أسلوب حياتها البدائي منذ 10 آلاف عامًا، ويمكنك أن تجد بها ملامح من المشاهد التي صورها الفنان أحمد مكي في مسلسل «الكبير أوي»، والخاصة بدور «حزلئوم» خلال رحلة عمله في تنزانيا.



هي قبيلة هادزا، الإفريقية التي لا يتجاوز عدد أفرادها الألف نسمة، يعيشون في الكهوف المحيطة ببحيرة إياسي بالوادي المتصدع الكبير، في تنزانيا.



يحترف جميع أفراد الهادزا مهنة الصيد التي مارسها أجدادهم منذ عشرة آلاف سنة، كوسيلة رئيسية إن لم تكن وحيدة للحصول على الطعام اللازم للبقاء واستمرار الحياة.



وأوضح تقرير «ديلي ميل» أن بدائية القبيلة امتدت إلى حد الأدوات المستخدمة في الصيد، حيث يستخدمون الأسهم والرماح في صيد الغزلان والجاموس البري، وقردة البابون أو الرباح.



وتابعت أن القبيلة تفردت في أسلوب حياتها الذي انعزلت به عن العالم المحيط، كما عزلتها اللغة التي تتحدثها، والتي تعد واحدة من أقدم اللغات القبلية، حيث تعتمد على تباين الإيقاع الصوتي، والنقرات أكثر من الكلمات، وإعادة استكشافها سيكون إنجاز هائل لأي متخصص في علم اللغة.



ووصفت «ديلي ميل» مجتمع القبيلة التنزانية بأنه مجتمع «الحرية المطلقة»، التي لا ينعم بها عالم ما بعد الحداثة، فليس بينهم من يستخدم الهاتف المحمول، أو يتواصل عبر السائل النصية، ولا يوجد لديهم كهرباء للإنارة، ولا سيارات ولا يوجد وظائف ولا مدراء، ولا جداول مواعيد، ولا أي شكل من أشكال الهياكل الاجتماعية أو الدينية، ولا يوجد قوانين، أو ضرائب، وفوق كل هذا لا يوجد مال.



وأشارت إلى أن القبيلة تنعم بغياب أي شكل من أشكال الصراع، كما أن عددها لا يتجاوز حد معين، ما يجعل من مسألة البقاء أمرًا مضمونًا، وذلك لأن عمليات الصيد تأتي بما يكفي للإطعام أفراد القبيلة.



وطبقًا لما جاء على لسان بعض أفراد القبيلة: «نقضي ساعات النهار في صيد قردة البابون، في ظل الظروف المناخية الصعبة ودرجات حرارة المرتفعة».

ولفتت «ديلي ميل» إلى الطبيعة الوعرة لمحيط سكن الهادزا، والتي تنعكس على رحلات صيدهم وتجعل منها رحلات حياة أو موت، ذلك أن المنطقة مليئة بالشجيرات الشائكة، والثعابين السامة، والأسود التي لا تكف عن مهاجمة الرجال، ولكنها المخاطر التي يخوضها أفراد الهادزا لأنها الفاصل الوحيد بين الشبع والجوع.



واختتمت «ديلي ميل» تقريرها أن «الهادزا تمثل جزءا من الثقافة الإنسانية، التي اندثرت مع تطور حضارات العالم، لتبقى رمزًا يجسد البدائية الهادئة التي فقدها العالم».