قد تجلس مع نفسك أحيانًا للتفكير في أمور عملك الكثيرة، إلى أن تصل إلى أنك أصبحت أهلًا لترقية، أو زيادة في الراتب، لتفاجأ بمجموعة من الأسئلة تهاجمك بشدة لا تعرف لها إجابة، مثل:
ما أفضل وقت لطلب تلك الزيادة؟
ما التوقيت المثالي للموافقة على طلبك؟
ماذا تفعل إذا قوبل طلبك بالرفض؟
هل هناك سبيل لتحسين فرص حصولك على الترقية أو الزيادة في الراتب؟
كل هذه التساؤلات حاولت هيئة الإذاعة البريطانية، في موقعها الإلكتروني، الإجابة عنها، في تقرير عنوانه: «كيف تختار الوقت المناسب لطلب زيادة راتبك؟»، مشيرة إلى رأي 2 من الأشخاص المؤثرين على موقع Linkedin في الفترة الأخيرة.
وافتتحت هيئة الإذاعة البرطانية تقريرها بنصائح ليز رايان، مديرة تنفيذية، مؤسسة لـ«هيومان وورك بليس».
وكتبت رايان، في موقعها، تحت عنوان: «أفضل 5 أوقات تطلب فيها زيادة الراتب»، تقول: «يمكن أن تظل طيلة عملك في بعض الوظائف دون أن تطلب زيادة في الراتب، ولكن هناك أمرًا بالغ الأهمية يحدث لك عندما تتحدث عن قيمتك وقدرتك في هذه الوظيفة».
وأضافت: «تأتي اللحظة الحاسمة عندما تقدر قيمة عملك وإسهامك في الفريق وفي الشركة على نحو يدفع مديرك إلى الاعتراف بالفجوة بين إسهامك والتعويض الذي تحصل عليه».
وعن الأسس الصحيحة لطلب زيادة الراتب، تقول رايان: «من هذه الأسس أن بوسعك الحصول على زيادة في الراتب إذا ربطت بين قلة راتبك وبين ما يحصل عليه آخرون يؤدون العمل ذاته».
وكتبت: «يمكنك أن تبحث مع رئيسك في العمل الزيادة في الراتب إذا عهد إليك بمسؤولية كبيرة جديدة ستجعل الشركة تكسب أموالًا، أو توفر أموالًا لها».
وتضيف: «إذا ما غادر أحد (زملائك) العمل، أو أعفي أحد منه، وتوليت أنت مهامه، فسيكون لديك عندها سبب وجيه لطلب الزيادة».
وقالت: «الآن باتت لديك أسباب لطلب زيادة في الراتب، ولكن لا يمكنك الانتظار حتى موعد المراجعة السنوية واجتماعك بالمدير، لأن المدير في ذلك الوقت سيقترح عليك راتبك الجديد، بعد أن يكون قد حصل على موافقة مجلس الإدارة».
وتقترح رايان أن «يكون لديك أولًا شيء تعرضه على المدير من قبيل خارطة طريق لمستقبلك في الشركة أو المكان، الذي تعمل به»، مضيفة: «إذا كنت تريد أن تضغط من أجل الحصول على أكثر مما يقرره صاحب العمل كعلاوة أو زيادة دورية، فعليك أن تثير المسألة قبل 3 أشهر على الأقل قبل موعد الاجتماع الدوري للمراجعة».
وتضيف: «إذن، اعرض على رئيسك خارطة طريقك الوظيفي، وما يمكن أن تفعله للشركة والمسؤوليات أو القيمة التي أضفتها للشركة».
وتقول رايان: «قد لا نحصل على ما نطلب مطلقا، أو ربما لا نحصل عليه أول مرة نقترحه، لكن علينا أن نعرف قيمتنا، وتكون لدينا المقدرة على شرح قضيتنا وبيان تلك القيمة، ويجب أن تكون لدينا القدرة على التفاوض حول ما نستحقه من قيمة مثلما نفاوض في بيع وشراء منزل أو سيارة».
في التقرير نفسه، كتب أليكس مالي، مدير تنفيذي بمؤسسة «سي. بي. إيه» في أستراليا، في صفحته، مقالًا بعنوان: «لماذا أخذ شخص آخر مكانك في الترقية؟»، موضحًا: «في مقتبل حياتي المهنية، شهدت ما اعتبرته استخفافًا بالعدالة عندما كان زملائي يحصلون على ترقيات قبلي، وبعد عدة سنوات تعلمت كيف أعد نفسي بصورة فعالة للحصول على ترقية».
وأضاف مالي: «كيف تفعلها أنت كذلك؟»، عارضًا 5 نصائح رئيسية لتجعل نفسك ذا قيمة، وتترقى وتحصل على لقب جديد، وموضحًا: «انظر إلى الخارج وليس إلى الداخل، واقض بعض الوقت في مراقبة البيئات الخارجية، التي ستؤثر في نهاية المطاف على مستقبل مؤسستك، وادرس الاتجاهات والتعليقات وأي معلومات أخرى ترسل دلائل وإشارات ذات صلة بما يحدث في قطاع عملك».
ويضيف مالي: «ابدأ في التمهيد لهذه الموضوعات وترويجها مع كبار الزملاء المحيطين بك في مجال العمل، واحرص على أن يشاع عنك أنك الشخص الذي يواكب ما يحدث في سوق العمل».
ونصح مالي متابعيه بـ«العمل من أجل كسب الاحترام لا الشهرة، فالترقيات على المدى القصير تأتي وتذهب، أما على المدى الطويل، فالاحترام هو الذي يبني لك مسارًا وظيفيا إيجابيا».
ويضيف: «لكي تبني احترامًا مستداما، أظهر القدرة على البحث عن حلول عندما يستسلم الآخرون، وعندما تكون الصوت الإيجابي عندما تظهر المشاكل الصعبة، فهذا سيجعلك تتفرد بالمكانة الرفيعة في أذهان زملائك، ويترك الانطباع الواضح بأنه يمكن أن يعول عليك في المستقبل في الظروف الصعبة أو المعقدة».
وقال: «تجنب أن تكون نمطيًا، وعليك من آن لآخر اختبار قيمتك الوظيفية، وذلك بمقارنة مهاراتك بالوظائف والأدوار المعلن عنها، والتقدم أحيانا لوظائف مختلفة، أو التحدث إلى شركات التوظيف».
واختتم: «هذا يجعلك على تواصل وتناغم دائم مع عملك وتطورك المهني، وسيفيدك ذلك ويوفر لك معلومات كافية عندما تتاح لك فرص مراجعة الأداء أو اقتراب موعد الترقيات، ومن الأسهل كثيرا أن تدافع عن حقك في الترقي وتوضح قضيتك عندما يكون لديك إحساس موضوعي بقيمتك في السوق».