تسبب الإنسان في جلب كل أنواع الدمار لنفسه وللطبيعة من خلال الحروب وعمليات القتل الجماعي، ولكن لا يزال للبكتريا والفيروسات النصيب الأكبر في تحقيق الدمار الأكبر للبشرية، ونرصد في التقرير التالي لائحة أشهر 10 أمراض غيرت مجرى التاريخ، وتسببت في تقليص عدد سكان العالم، طبقًا لما نشرته «الموسوعة العلمية».
1- طاعون جستنيان

- وباء ضرب الإمبراطورية المنطقة الرومانية الشرقية والإمبراطورية البيزنطية، بما في ذلك العاصمة القسطنطينية، في السنوات 541 و542 ميلادي، وأطلق المؤرخون المعاصرون على هذا الوباء اسم الإمبراطور جستنيان الأول، الذي كان يحكم الإمبراطورية البيزنطية أثناء حدوث الطاعون، وأدى إلى وفاة حوالي 100 مليون شخص في جميع أنحاء أوروبا وآسيا.
يرجح أن طاعون جستنيان بدأ في التفشي انطلاقا من صعيد مصر، ومن ثم انتقل حتى وصل القسطنطينية، والمدينة كانت تستورد كميات كبيرة من الحبوب من مصر لإطعام سكانها، السفن التي كانت تنقل الحبوب قد تكون أيضا نقلت العدوى، من خلال تلوث صوامع الحبوب في المدينة بالفئران والبراغيث التي تحمل المرض.
استمر انتشار الوباء على طول موانئ البحر الأبيض المتوسط، مرورا بالأراضي الأوروبية، ووصل في الشمال إلى الدنمارك وفي الغرب إلى أيرلندا، وأوقف خطط جستنيان لاستعادة الإمبراطورية الرومانية الغربية وسمح بالغزوات التي كانت تشنها القبائل البربرية والتي ستتشكل منها فيما بعد ممالك ودولا جديدة.
استمر تفشي الوباء بشكل محلي ومتفرق حتى حوالي العام 767 م، من بين الضحايا المهمين لهذا الوباء البابا بيلاجيوس الثاني الذي مات سنة 590م.
2- الجدري

- جُـدَرِيّ أو جَـدَرِيّ هو أول مرض ينتصر عليه البشر، لكن قبل ذلك شوه الجدري وسبب العمى لملايين الضحايا عبر تاريخه الطويل، ينشأ الجـدَرِيّ نتيجة للعدوى بفيروس ينتقل من المصابين إلى الأصحاء، وتسبب الجدري في وفاة أكثر من 300 مليون شخص في القرن العشرين وكان المسؤول الأول عن هزيمة حركة الأزتيك في المكسيك أثناء حربها ضد إسبانيا.
3- «الإنفلونزا الإسبانية»

- وباء إنفلونزا 1918 أو ما عرف بالانفلونزا الإسبانية أو «الوافدة الإسبانيولية» هو وباء قاتل انتشر في أعقاب الحرب العالمية الأولى في أوروبا والعالم وخلف ملايين القتلى، يسبب هذا الوباء نوع خبيث ومدمر من فيروس الإنفلونزا (أ) من نوع H1N1.
وتميز الفيروس بسرعة العدوى حيث تقدر الإحصائيات الحديثة أن حوالي 500 مليون شخص أصيبوا بالعدوى وأظهروا علامات أكلينيكية واضحة، وما بين 20 -100 مليون شخصا توفوا جراء الإصابة بالمرض أي ما يعادل ضعف المتوفيين في الحرب العالمية الأولى.
4- الطاعون الأسود

- يستخدم مصطلح الطاعون الأسود أو الموت العظيم أو الموت الأسود، للإشارة إلى وباء الطاعون الذي اجتاح أنحاء أوروبا بين عامي 1347 و1352 وتسبب في موت ما لا يقل عن ثلث سكان القارة.
5- الطاعون في أثينا

- ذكر المؤرخ اليوناني، ثيودوروس، أن الطاعون تسبب في وفاة الجنود اليونانيين الذين كانوا يشنون معركة ضد سبارتا، وقضى الطاعون على أكثر من ثلث سكان أثينا، ووصل المرض إلى إثيوبيا وقتها.
6- وباء الكوليرا

- سجلت أول حالة من قبل الطبيب اليوناني أبقراط، في منطقة دلتا نهر الجانج في الهند، وحتى أوائل القرن الـ19 وتحديدا عام 1821 اقتصر انتشار المرض في جميع أنحاء الهند وبورما وسيرلانكا، وبعدها انتقل إلى الفلبين وأفريقيا، وفي ثلاثة أسابيع قتل أكثر من 18 ألف شخص بسبب المرض.
7- الطاعون الأنطونية
- هو نوع آخر من الجدري، انتشر في روما، سمي على اسم أحد أباطرة الرومان، ويدعى ماركوس أنطونيوس، وكان الوباء يقتل حوالي 5 آلاف شخص في اليوم الواحد، ووصل عدد الوفيات إلى 5 ملايين شخص على مدار 15 عامًا.
8- شلل الأطفال

- شلل الأطفال أصيب به عام 1916 ما يقرب من 9000 طفل، في نيويورك ثم 13000 ضحية عام 1931.
9- الإيدز
- الإيدز أو السيدا أو متلازمة نقص المناعة، تسبب في قتل أكثر من 25 مليون شخص منذ عام 1981، وهو نفس العام الذي تم اكتشاف فيه المرض، وأدى الإيدز في 2005 إلى وفاة 3.1 مليون شخص، ويقال إن الفيروس نشأ من القرود في أفريقيا، ولا يزال عدد المصابين بالمرض في تزايد.
10- الطاعون العظيم
- الوباء الثالث هو وباء واسعٌ من الطاعون الدبلي أصاب مقاطعة يونان الصينية عام 1855، لينتشر لاحقاً إلى جميع قارات العالم المأهولة، تسبَّب الوباء الثالث في نهاية المطاف بمقتل 12 مليون إنسانٍ في الهند والصين وحدهما، وبحسب منظمة الصحة العالمية فقد كان يعتبر الوباء حدثاً حاضراً حتى عام 1959، عندما انخفض معدل الوفيات العالمي منه إلى نحو 200 شخصٍ سنوياً.