كيف تحمي نفسك من الفيروسات الكبدية ؟

الأيس كريم قد يؤدي للإصابة بفيروس “أ”
فحوصات ما قبل الزواج تحمي من الإصابة بفيروس “ب”
مصر تحتل المركز الثالث عالمياً في انتشار فيروس”سي”
تناول فيتامينات الحديد يسبب التليف الكبدي
الشخص الهادئ يمكنه الشفاء التام من فيروس “سي”




أكد الدكتور عصام عزوز استشاري أمراض الكبد، أن الممارسات الطبية الخاطئة تعد السبب الأول في انتشار الفيروسات الكبدية، مشيراً إلى أنه مرض صامت يظهر في 10% فقط من المصابين به ويظل خاملاً في الحالات المتبقية حتى ظهور المضاعفات.
وأوضح عزوز خلال الندوة التي ألقاها بعنوان “فيروسات الكبد.. العدوى والوقاية”، وأدارتها الدكتورة عبير جلال رئيس مجلس إدارة جمعية الخير العربي، أن الكبد هو أكبر أعضاء جسم الإنسان، ويبدأ تكوينه في الأسبوع الثالث من عمر الجنين، أما وظائف الكبد فهى أكثر من 50 وظيفة، لذا كان الكبد محط أنظار المصريين القدماء واعتنوا به اعتناءً شديداً عند التحنيط.
وأشار عزوز إلى أن أحد الكبد يقوم بتحويل الأمونيا إلى باولينا عن طريق الكلى، وعند فقد هذه الوظيفة تتحول الأمونيا إلى المخ ويصاب المريض بالتشويش وقد يتطور الأمر ليصل إلى غيبوبة كبد.

فيروس “أ”
أكد عزوز أن فيروس “أ” تم اكتشافه في عام 1973، وهو فيروس يصيب الأطفال من سن 7 إلى 15 سنة وينتقل من خلال الطعام والمياه الملوثة، تناول الأسماك المدخنة، وتناول المثلجات مثل الأيس كريم، حيث أن هذه الفيروسات لا يمكن القضاء عليها بالبرودة، وهو لا يسبب مرض مزمن فهو يأتي في صورة التهاب كبدي حاد يختفي ذاتياً بدون علاج، ولا يؤدي لحدوث تليف كبدي.
وأفاد بأن نسبة الإصابة بهذا الفيروس في بلد ما يدل على المستوى الصحي بها، موضحاً أن مصدر العدوى بهذا الفيروس أيضاً براز المريض.

فيروس “ب”
أوضح عزوز أنه تم اكتشاف فيروس “ب” عام 1963 عندما تم تطعيم الأطفال ضد مرض البلهارسيا بحقن ملوثة، والتي سببت إصابتهم بالصفراء، حيث أن مصدر العدوى الأساسي هو تلوث الدم ومشتقاته، وتعتبر فترة حضانة المرض من شهر إلى 6 أشهر.
وأكد عزوز أن الفيروس لا ينتقل بالمصافحة أو التقبيل أو السعال أو تناول الطعام في وعاء واحد، أو في حالة كان المريض هو من يعد الطعام بنفسه.
ويتركز الفيروس في سوائل الجسم بتركيبات مختلفة، ففي الدم وإفرازات الجروح تكون النسبة أعلى، وفي سائل المهبل والمنى واللعاب تكون النسبة متوسطة، أما في البول والبراز والعرق فتكون النسبة ضئيلة.
وأضاف عزوز أن فيروس “ب” قد ينتقل أثناء العلاقة الزوجية، ولكن في حالة تطعيم الطرف السليم تنتهي المشكلة، لذا من المهم إجراء فحوصات ما قبل الزواج.

الحمل وفيروس “ب”
أوضح عزوز أن 95% من الأطفال سيتحول لديهم المرض إلى مزمن إذا أصيبوا به في أول 5 سنوات من العمر، لذا يجب الحرص الشديد، لأنه قد يعرض الأطفال لمخاطر الإصابة بمضاعفات مثل التليف الكبدي وسرطان الكبد وقد يلجأ إلى زراعة الكبد.
لذا يجب على الحامل عمل تحليل فيروس “ب” أثناء الحمل، وإذا تم اكتشافه يعالج أثناء الحمل خاصةً في الثلاثة أشهر الأخيرة، حيث أن العلاج آمن وبسيط ولا يؤدي إلى تشوهات الأجنة، بالإضافة إلى تطعيم الطفل ضد الفيروس بعد الولادة مباشرة.

فيروس “سي”
أفاد عزوز بأن هذا الفيروس تم اكتشافه عام 1989، ويوجد حوالي 170 مليار حالة إصابة بالفيروس على مستوى العالم، منهم حوالي من 30 إلى 40 مليار حالة في إفريقيا، ووفقاً لأخر الإحصائيات فإن مصر تحتل المركز الثالث في انتشار المرض بها عالمياً بنسبة من 8 إلى 12% أى ما يعادل 12 مليون مريض بفيروس “سي”.
وأكد عزوز أنه يصعب على العلماء إجراء التجارب العلمية على هذا الفيروس خاصةً وأنه يتنكر لخداع الجهاز المناعي، فضلاً عن أنه لا يصيب سوى الإنسان والشمبانزي.
وأضاف أن “الإنترفيون” يمنع تكاثر وانتشار الفيروسات، لأن الكمية التي يفرزها الجسم بشكل طبيعي من “الإنترفيون” غير قادرة على مهاجمة تلك الفيروسات، مشيراً إلى أن الإنسان الهادئ يشفى من المرض بنسبة من 15 إلى 20%، وذلك لأن جسمه يفرز نسب “إنترفيون” أعلى من المعدلات الطبيعية، أما الـ 85% الباقيين يتحول لديهم المرض لمزمن و20 % منهم يكون مصيره الإصابة بالتليف الكبدي ولكنه يحدث من 20 إلى 30 سنة من الإصابة بالفيروس.

وأضاف عزوز أن نسبة من 6 إلى 20% من مرضى فيروس “سي” يصابون بتليف كبدي غير متكافئ، أي عدم التوازن بين ما ينتجه الكبد وبين ما يحتاجه جسم الإنسان، ومن أعراضه تورم القدمين، الاستسقا، وجود دم في البول.
وأفاد عزوز بأن الاستخدام السيئ للأدوية والأعشاب الغير معروفة المصدر والفيتامينات خاصةً الحديد وعدم الحفاظ على الوزن وممارسة الرياضة وتناول الأدوية المرهقة للكبد، وتناول الوجبات السريعة مثل البيتزا والبرجر تسبب الإصابة بالكبد الدهني.
كما أن الممارسات الطبية الخاطئة تعد السبب الأول في انتشار الفيروسات الكبدية، واستخدام المحاقن المشتركة بين المرضى، وظاهرة مدمني العلاج بالحقن بدلاً من أنواع الدواء الأخرى كالعقاقير، وقد أشارت أخر الإحصائيات أن 15% من المصريين مدمني العلاج بالحقن، و70% من العدوى بفيروس “سي” سنوياً ترجع لهذا السبب، بالإضافة إلى أن نصف مرضى فيروس “سي” تنتقل لهم العدوى أثناء إجراء جراحات المناظير وتنظيف الأسنان، وغسيل الكلى، فضلاً عن العلاج بالحجامة ورسم الوشم، واستخدام الإبر الصينية، والحلقات المغروسة في الأذن وفوق السرة.
وفي نفس السياق، أكدت أخر الإحصائيات أن 85% من النساء و67% من الرجال يصابون بالفيروس بسبب الختان والطهارة والحلاقة.


فيروس “سي” والحمل
أكد عزوز أن نسبة انتقال فيروس “سي” من الحامل إلى طفلها ضئيلة جداً حيث تحدث أثناء الولادة القيصرية بنسبة تصل إلى 4%.
وأضاف أنه لا ينتقل بالرضاعة ولكن لابد من توخي الحذر منذ نمو أسنان الطفل حتي لا تحدث تشففات بالثدي وتنتقل العدوى إلى الطفل عن طريق الدم.

علاج فيروس “سي”
قال عزوز إن الدواء المتاح حالياً لعلاج فيروس “سي” هو “الإنترفيون” و”الريبافيرون” وأقل نسبة شفاء تحققت منهما هى 60%، منوهاً بأن الدواء الجديد نتائجه سترفع نسبة الشفاء إلى 90% ويختصر مدة العلاج من سنة إلى ثلاثة أشهر، مؤكداً أنه سوف يدخل مصر في الأول من شهر أغسطس القادم بسعر 6 آلاف جنيه، وسيتوافر بمراكز علاج الكبد على مستوى الجمهورية، مضيفاً أنه سيتم طرح ثلاثة أدوية جديدة لعلاج فيروس “سي” في العام القادم.


الوقاية من فيروس “سي”
أكد عزوز على ضرورة اتباع النصائح التالية للوقاية من فيروس “سي”:

- تعقيم الحقن.
- الإقلاع عن تعاطي المخدرات.
- استخدام سرنجات المرة الواحدة، والتي ستطرح في الأسواق المصرية قريباً مما سيحد من العدوى بنسبة 15%.
- الحرص على غسل اليدين.
- توخي العاملين بالوحدات الصحية من أطباء وتمريض عند التعرض لدم المرض.
- عدم ثقب الأذن بالأيدي والدبابيس.
- عدم استخدام الإبر الصينية في الوشم والحجامة.
- تعقيم المناظير وآلات الحلاقة.
- الفحص الدوري.
نصائح عامة
- تجنب زيادة الوزن.
- تطعيم مريض فيروس “سي” ضد فيروس “أ” و”ب”.
- عدم تناول فيتامينات الحديد، حيث تترسب على الكبد وتسبب التليف الكبدي.
- الابتعاد عن التدخين والكحوليات.
- الاحتفاظ بالأدوات الخاصة بعيداً عن متناول الأطفال وباقي أفراد الأسرة.
- التأكيد على أن الإصابة بالفيروس لا تعوق سير الحياة من زواج وحمل ورضاعة، حيث لا يسبب أية عيوب خلقية أو تشوهات للأجنة.
- تجنب مريضة فيروس “سي” الحمل أثناء العلاج بـ”الإنترفيون”، حيث يمكنها الحمل بعد مرور عام من انتهاء العلاج.
- عدم تناول حبوب منع الحمل إلا بإشراف طبي.
- تناول السلطات والبعد عن الدهون.
ونصح عزوز بعدم المشاركة في الأدوات الشخصية وتطهير المرحاض خاصة في حالة وجود مريض بالفيروس في المنزل، بالإضافة إلى إضافة “الكلوريد” إلى الماء، داعياً للفحص الدوري كل عام، وتسخين الطعام قبل تناوله، والتأكد من نقاء المياه وعدم اختلاطها بمياه الصرف الصحي، والتطعيم ضد فيروسي “أ” و”ب”.