تحل اليوم، 13 سبتمبر، ذكرى إحدى أهم المعارك الفاصلة فى تاريخ مصر الحديث، والتي كانت من نتائجها احتلال الإنجليز لمصر لمدة 72 عامًا، إثر هزيمة الجيش المصري بقيادة أحمد عرابي في معركة التل الكبير، أمام الجيش البريطاني.
لا يعرف الكثيرون أن معركة التل الكبير رغم قوتها وشدة آثارها إلا أنها لم تستغرق من الوقت سوى ما يقرب من 30 دقيقة فقط، أجهزت خلالها القوات البريطانية على القوات المصرية بقيادة أحمد عرابي، وفي هذا التقرير نستعرض الدقائق الـ30 للمعركة في 30 مشهدًا، منذ بداية التحضير لها من الجانبين إلى ما بعدها وما ترتب عليها، وفقًا لما ذكره موقع «ذاكرة مصر المعاصرة».
1 – في 2 مايو 1882م ضرب الأسطول الإنجليزى مدينة الإسكندرية واحتلها، وأجبرت القوات المصرية على الانسحاب من المدينة، رغم محاولاتها المستميتة لصد العدوان.
2 – تولى الجنرال جارنت ولسلي قيادة القوات البريطانية بهدف تحطيم نظام عرابي، واستعادة السلطة الشكلية والاسمية للخديوي توفيق الذي كان يحكم مصر آنذاك.
3- بلغ تعداد القوة التى قادها «ولسلي» 24 ألفا من الجنود الإنجليز ، وتركزت فى مالطا وقبرص، إضافة إلى قوة أخرى قوامها 7000 جندي هندي، انطلقت من عدن في طريقها إلى مصر.
4- حاول «ولسلي» الوصول إلى القاهرة عن طريق الإسكندرية، إلا أن «عرابي» نشر قواته في كفر الدوار وأعد دفاعات قوية، ونجح في صد الهجمات لمدة خمسة أسابيع كاملة.
5- قرر «ولسلي» مهاجمة قناة السويس، بعد فشله في دخول القاهرة من الإسكندرية، وعندها فكر «عرابي» في ردم قناة السويس حتى لا يستطيع الأسطول الإنجليزى المرور.
6- علم فرديناد ديليسبس بنية «عرابي» فأكد له أن البريطانيين لن يغامروا بإلحاق ضرر بالقناة، ووعده بعدم السماح لهم بدخول أي قوات بريطانية.
8- خان «ديليسيبس» «عرابي» وسمح بدخول القوات البريطانية إلى القناة والسيطرة عليها يوم 6 سبتمبر.
9- حاول «عرابي» في 10 سبتمبر استعادة القناة وهاجمهم بشراسة وكبد البريطانيين خسائر كبيرة، قبل أن تصل إلى الإنجليز إمدادات أجبرت «عرابي» على التراجع.
10- جلس «عرابي» في خيمته في مساء يوم 12 سبتمبر يقرأ الأدعية ويطمئن على الجنود المنتشرين على امتداد 6 كيلومترات داخل الخنادق، وأشرف بنفسه على الاستحكامات المقامة من الرمل والطين.
11. كان «ولسلي» يعلم بتفشي مرض «العشى الليلي» بين عدد كبير من الجنود المصريين، باستثناء الجنود النوبيين والسودانيين، فقرر الهجوم على القوات المصري ليلًا.
11- ذهب سعيد الطحاوي، الذي كان يعمل مرشدًا لـ«عرابي»، إلى الأخير في خيمته وأكد له أن الإنجليز لن يهاجموا قواته قبل أسبوع.
12- في الساعات الأولى من صباح 13 سبتمبر، أمر «ويسلي» 11 ألفا من مشاة جنوده و2000 من الفرسان، و60 مدفعًا، بالتحرك تجاه معسكر «عرابي» وكان سعيد الطحاوي الذي اتضح أنه كان جاسوسًا للإنجليز يتقدم القوات.
13- تقدم الجيش الإنجليزي في الظلام 15 كيلو مترا وترك خلفه نارًا ليوهم المصريين أنه لم يتحرك، حتى يصل إلى طلائع الخطوط المصرية.
14- في الساعة الرابعة و45 دقيقة أمر «ولسلي» إشارة الهجوم وإنطلق 60 مدفعًا و11 ألف بندقية، و200 حربة تجاه القوات المصرية.
15 – كان «عرابي» يصلي الفجر حين سقطت قذيفة على خيمته، فتركها ونزل إلى ساحة المعركة فأذهله هروب الجنود، وفشلت محاولاته في جمعهم وكاد أن يصاب لولا أن أنقذه خادمه.
16 - منيت القوات البريطانية ببعض الفشل في اختراق الموقع المصري في البداية قبل أن تقوم قوات الميسرة البريطانية باكتساح الدفاعات المصرية جنوباً باتجاه ترعة الإسماعيلية وتكفلوا بهذا الجانب من الجبهة.
17- تحول الهجوم إلى شاملًا بعد نجاح قوات الميسرة وأجبر المصريين على إخلاء خنادقهم، والتف سلاح الفرسان البريطاني حول ميسرة الجيش المصري، وصلت القوات الهندية إلى الجسر الذي يعبر ترعة الإسماعيلية في المؤخرة ليقطعوا الطريق على الهاربين.
18- انسحب «عرابي» من المعركة دون قوات وعاد مع مسؤولي الحزب الوطنى إلى القاهرة للدافع عنها.
19- انتهت المعركة بعد 30 دقيقة تقريبا وبدأت القوات البريطانية التمشيط حول ميسرة ومؤخرة الجيش المصري، وأسرت أعدادًا كبيرة.
20 - كانت خسائر بريطانيا في المعركة حوالى 75 قتيلاً380 جريحا وإثنين، و20 مفقودا ، بينما الخسائر بالنسبة لمصر كانت 1396 قتيلاً، 681 جريحًا.
21 - واصلت القوات البريطانية تقدمها إلى الزقازيق واستقلت القطار إلى القاهرة.
22 - قال الجنرال جارنت ولسلي قائد القوات البريطانية بعد انتهاء المعركة أن حرب التل الكبير مثالا نموذجيًا لمناورة تم التخطيط لها في لندن، وكان التنفيذ مطابقاً تماماً كما لو كان الأمر كله لعبة حرب، واعترف أن المصريون أبلوا بلاء حسناً.
23 - ألقى الإنجليز القبض على أحمد عرابي في القاهرة وقبض سلاح الفرسان البريطاني على 30 ألفا من المصريين الوطنيين.
24- وصل «ولسلي» وكبار ضباطه إلى القاهرة بالقطار في اليوم التالي، وأعيد تنصيب الخديوى توفيق رسمياً حاكماً على مصر.
25- عقد الإنجليز ما سُمي بالمجلس العرفي الذي قرر رفع عريضة استسلام «عرابي» إلى الخديوي توفيق، وطلب المجلس من عبدالله النديم كتابة العريضة، فكتبها النديم لكنه لم يعتذر عن الثورة وألقى بالمسؤولية كلها على الإنجليز وتوفيق.
26- اعتذر المجلس العرفي عن عدم رفع العريضة بصياغة «النديم» إلى الخديوي، وكلف بطرس غالى بصياغة عريضة جديدة فكتبها وبها الكثير من المحاسنة والملاينة، وتلك هي العريضة التي رفعت للخديوي، وتضمنت ضمانات وتنازلات منحها «توفيق» للقوات البريطانية التي أصبحت فيما بعد بفضل هذه الضمانات اقوات لاحتلال العسكري البريطاني لمصر، الذي دام 72 سنة حتى 1954.
27- رفض علي الروبي، أحد قادة الثورة العرابية، الاعتذار عن الثورة فقبض عليه وتقرر نفيه إلى السودان ومات هناك.
28- تمت محاكمة «عرابي» وحُكم عليه بالإعدام، وتم تخفيف الحكم خوفاً من اشعال انتفاضة شعبية، إلى النفي لسيلان «سريلانكا حاليا»، وتم نفي القادة لمدد تتراوح ما بين 3 سنوات و20 سنة.