(( المراحل الأربعة الموصِلة للرِزق المكتوب لنا))



<(!!#!!)> ورد في كتاب البداية والنهاية للعلاّمة إبن كثير رحمه الله، بأن نبيّ الله [عيسى بن مريم]‏ عليه السلام قال :((‏إنّ إبن آدم خُلِق في الدُنيا على [أربعة منازل] :
<><> فهو في "ثلاثة منها" واثق بالله وظنـّه به حَسن، وفي "الرابعة" يسيء ظنّه بربّه، ويخاف خذلانه إياه ، والعياذ بالله ..

1- <=> فهو في [المنزلة الأولى] يُخلق في بطن أمّه خَلقًاً من بعد خلق ،
في ((ظُُلمات ثلاث)) وهي‏:‏
-1- ظلمة البطن،
-2- و ظلمة الرحم،
-3- و ظلمة المشيمة..

<(*)> ففي ظلمة البطن (ورغم كل هذه الظُُلمات الثلاث) يدرّ الله عليه رزقه..

2- <=> ثم يقع في [المنزلة الثانية]،،
(اي بعد ولادته وخروجه من عالم الرحم)..
<(*)> فإذا خرج من البطن وقع في اللبن (أي الحليب، وجاء رزقه معه بواسطة الرضاعة)، فلا يسعى إليه بقدم ولا يتناوله بيده ولا ينهض إليه بقوّة..
بل يُكره عليه حتى يرتفع عن اللبن(الحليب) ويُفطم..

3- <=> ثم يقع في [المنزلة الثالثة]،،
بين أبوين يحنّان عليه،،
<(*)> فإذا ماتا وتركاه يتيمًا تعطف عليه الناس .. يطعمه هذا ويكسوه هذا، رحمة له..

4- <=> حتى إذا بلغ [منزلته الرابعة]،، وإستوى خلقه وإجتمع ..
<(*)> حتى انه لا يرزقه إلاّ الله، (ووصل إلى مرحلة النضوج والكسب من عمل يديه، ولم يعد بحاجة لشفقة الناس وعطفهم عليه، ولم يبق من يساعده او يهتم بتأمين رزقه له إلا الرزاق سبحانه وتعالى وهنا نجده قد) إجترأ على الله، وغدا على الناس يقاتلهم على الدنيا)).
----------------------------
<(!!)> وإني أرى بأنّه وبذلك التصرُّف يكون ناسياً ==> بأنّ الله تعالى قد تكفـّل له برزقه الذي كتبه له عندما نفخ الملك فيه الروح وهو في بطن أمّه،
==> ونسي بأنه لن يموت قبل أن يأخذ ذلك الرزق المكتوب له..
-----------------------------
<(*)>والمطلوب منه في هذه الحالة هو الثقة المطلقة بالله تعالى وإلتزامه بالآتي:

١- أن يكون كسبه فقط من المال الذي أباحه الله تعالى له، والذي سيحاسبه عليه يوم الحساب،
٢- وأن يجتهد في طلب ذلك الرزق بغير كسل ولا ملل..
٣- وأن يسعى له بالطرق المشروعة التي أرادها الله تعالى لعباده الصالحين،
<><> وهي بدون إلحاق أي ضرر لا بنفسه ولا بالآخرين..