(( الزواج عبر العصور.. والفرق بين الزواج الديني والمدني ))


<(!**!)> في بداية البشريّة أوحى الله تعالى لنبيّه [آدم] عليه السلام بأنّ يتزوّج من السيّدة [حواء].. وكان ذلك الزواج المُبارك هو أوّل زواج للبشريّة.. ومنه أنجبا أولادهما وأحفادهما وذراريهم وكلّ البشريّة..
ــ ويومئذ كانت أمور الزواج والأسرة وتربية الأبناء يرعاها النبيّ [آدم] بواسطة ما ينزل عليه من وحي ربِّ العالمين..
ــ ثم قام النبي [شيث بن...... آدم] مع حفيده النبي [إدريس] عليهم السلام بمُساعدة النبي [آدم].. ثم تابعهم في ذلك النبي [نوح] عليه السلام ..
<(!*!)> قال حِبر الأُمّة الصحابي عبد الله بن عبّاس: (( كان بين [آدم] و[نوح]"عشرة قرون"(وهي تعادل ألف عام، مع ألف عام من عمر آدم أي أنّ المجموع هو 2000 عام)، كلّهم على الإسلام، (أي على توحيد الله تعالى) ))

===> وإنّ أمور الزواج وكل ما ينتج عنه من أسرة وأبناء وتربية عائليّة وإجتماعيّة خلال تلك الحَقََبَة المُباركة والمُميّزة، كان مرجعهم في ذلك هو وحي السماء، وكان الزوج والزوجة يشعر كل منهما بأنه مُكمِّل للطرف الآخر، وبأنهما كالجسد الواحد..
===> وكانت كافة الأُسَر تعيش مع بعضها بمحبّة وسعادة وسلام ، بلا خلاف ولا نزاع ولا عِناد ، ومُستنيرين بتعاليم ربِّهم وبتوجيهات أنبيائهم عليهم السلام..
===> ولم يكن أحدهم يُفكِّر إلاّ برضى الله وطاعته المُطلقة مع الإنقياد التام لِأنبياء الله تعالى ورُسُله..

<(!*!)> وإستمرّ ذلك حتى بداية عصر النبي "نوح" عليه السلام الذي عاش 950 سنة.. ولمّا بدّل الناس الخير بالشرّ عندئذٍ أمر الله تعالى نبيّه بأن ينقذ اتباعه من الغرق، وأمره بأن يحمل معه في "سفينته" كل المؤمنين وزوجاتهم وأولادهم، ويأخذ معه من كل زوجين اثنين من الحيوانات ومن سائر ما فيه روح، ومن كل المأكولات من شجر ونبات وغيرهما، وذلك لبقاء نسلها..

<(!*!)> ومن بعد الطوفان إنتشر الناس في طول البلاد وعرضها.. وكان بين الفترة والأخرى يرسل الله تعالى لهم بعض الرُسل والأنبياء حتى خُتموا بنبيِّنا ورسولنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين..

<(!*!)> وكان عبر القرون الطويلة قد فشى في الناس الإلحاد والكُفر والشِرك والحروب والقتل والسبي والكُره والحقد والظُلم والأنانيّة.. وتغيّرت طريقة تعامل الناس فيما بينهم..
===> وأصبح الزواج عندهم يتفرّع الى 4 أنواع وهي:
1-[زواج ديـنـي] وهو بإسم الله تعالى،
2-[زواج وثـنـي] وهو بإسم مخلوقات الله من بقر ونار وشمس والخ..
3-[زواج مُلْكِ اليَمين] وهو الذي ينتج من صراع وتقاتل الجيوش مع بعضها، حيث كانت جيوش الدولة المنتصرة تأخذ نساء الدولة المهزومة كـ"مُلْكِ يَمين"وكانت تتحرّر من رقِّها إذا أنجبت لسيِّدها.
4-[زواج وحشي] وهو بأنّ يمتلك الرجل المرأة ويعاشرها أو ينجب منها رغم إرادتها وإرادة أهلها وذلك بواسطة الخطف والقرصنة..

<(!**!)> أخيراً وبعد قيام "الثورة الفرنسية" في أوروبا 1789 - 1799 ، أصبحت غالبية دوُل العالم تسودها "القوانين البشريّة" بدلاً من"سُلطة الدين".. وجعلوا ((حرّية الفكر والدين والتصرّفات الشخصية)) مكفولة بالقانون،، وجعلوا سلطته سُلطة مُطلقة على الأرض.. وتركوا تعاليم السماء..
===> وأصبح الزواج عندهم يتفرّع الى نوعين وهما:

<(1)> -[الزواج الـديـنـي] (الإسلامي) وهو ما يجريه المكلّف رسميّاً (المأذون) من تزويجه للعروسين بإسم الله تعالى ــ وبموافقة العروسين ــ وموافقة ولي أمر العروس ــ مع وجود الشاهدين ــ وتحديد مهر معلوم للزوجة.
ــ وإنّ كل أمور الزواج و ما ينتج عنه من أسرة وأبناء وخلافات عائليّة وإصلاح وطلاق ونفقة وحضانة وحقوق وميراث ، جعلوه تابعاً للمحاكم الشرعيّة..
==> وقد أجمع فقهاء الأُمّة على صحة أي زواج إذا تمّ على هذه الأُسُس الأربعة التالية، وهي:
(1) إذا تمّ برضى العروسين، (2) وبموافقة ولي أمر العروس، (3) مع وجود الشاهدين، (4) وتحديد مهر معلوم للزوجة..
<><> وإني أرى بأنّ ذلك الزواج يعتبر صحيحاً ولا ينقصه إلاّ تثبيته بعدئذٍ أمام المحكمة الشرعيّة حتى لا تضيع الأنساب والحقوق المُتفق عليها بين الزَوجَيْن.
**********************
<(2)> -[الزواج المَدَنـي] وهو ما يجريه المُكلّف رسميّاً من تزويجه للعروسين بإسم الشعب، ويجب أن يكون بموافقة العروسَيْن مع وجود الشاهدين.
<><> وفي هذه الحالة فإنّ كل ما ينتج عن ذلك الزواج من طلاق او ميراث والخ.. فإنّ المحاكم المدنية تكون هي المرجع الصالح للزوجين.
====================
<(!!!)> وللعلم فإنّ الناس المؤمنة بالله تعالى في بلاد أوروبا وما شابهها يتزوّجون مرّتين..
ــ أولاهما : بالزواج رسميّا بإسم الشعب وذلك أمام مكتب الزواج المدني..
<><> وهو زواج إلزامي بنصِّ القانون عندهم..
ــ ثانيهما : وبعد الإنتهاء من إتمام عقد "الزواج المدني" يمكنهم ان يتزوّجون دينيّا، وذلك كل مؤمن أمام مرجعه الديني التابع لأحد [الأديان السماويّة الثلاثة]،، وهو زواج روحي وشكلي فقط ، اي ليس له اي مفعول رسمي او قانوني.
<><> ولكن وبسبب عدم ترك الحريّة للناس ليختاروا طريقة ونوعيّة زواجهم..
==> لهذا نجد بأنّ الكثير من الأروبيّين يتزوّجون "زواجاً دينيّاً" خارج بلادهم (اي في الكنيسة او بالمحكمة الشرعية) ثم يقومون بتثبيب ذلك الزواج رسميّاً أمام السجلاّت المدنيّة في بلادهم.. وبهذا يتخلّصوا من إلزاميّة ذلك"الزواج المدني".
<><><> وللعلم فقد جاء في القانون الدولي بأنه إذا كان الشخص متزوّج مرّتين،
"زواج ديني" و" زواج مدنيَّ" فإنه عند الطلاق أو الوفاة فيتم تقديم مفعول "الزواج الديني"على "الزواج المدني"، كما يتمّ تطبيق كل ما تمّ الإتفاق عليه بعقد "الزواج الديني الرسمي" ويُهمل تماما العقد الثاني اي المدني.