تساءلت مجلة «إيكونوميست» البريطانية، في عددها الأخير، عن الدوافع وراء انضمام العشرات من الشباب الذين ولدوا وعاشوا في دول أوربية، إلى التوجه إلى منطقة الشرق الأوسط، والانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام «داعش»، والمشاركة فيما يفعله.

وأوضحت الصحيفة أن العالم يتساءل عما يفعله هؤلاء الشباب بعد تدفقهم إلى المنطقة، وعما يقدمه إليهم «داعش»، ليتنازلوا عن حياتهم، وعما سيفعلونه عند عودتهم إلى أوطانهم، وأرجعت الصحيفة إقبال الأوروبيين على الانضمام لمثل تلك الجماعات المتطرفة لعدة عوامل من وجهة نظرها، ويبدو البعض منها غريب.








من أهم العوامل التي يعتمد عليها «داعش» في استقطاب المزيد من الأوروبيين هو استغلال الجهاديين الغربيين في الترويج لنشاطاته واستقطاب المزيد منهم، عن طريق تصوير أفلام دعائية، يظهر فيها شباب يتحدثون بطلاقة لغات أجنبية، ويدركون كيفية استمالة أمثالهم، ويطلقون وعودا سخية مثل دخول الجنة، ويعرضون ما لديهم من وسائل الرفاهية في ظل «داعش»، كمشروبات الطاقة والمأكولات الشهية، والتحكم بمصائر الملايين والقوة والسلطة.








تعد مدينة الرقة، في شرق سوريا، مقراً لقيادة الجهاديين في سوريا والعراق، حيث أتى مقاتلون من مناطق بعيدة كأفغانستان والسويد، ومن ثم استقدموا زوجاتهم وأبنائهم، وانتقلوا للسكن في بيوت فر منها أصحابها، وعندما سئل مقاتل أوروبي في شمال سوريا، عما يعجبه في العيش مع «داعش»، قال إنه «الحليب، عليك هنا حلب الأبقار لتشربه، وهو شيء بدائي وفطري، لا نجده بسهوله في بلادنا في الغرب.



جهاد من فئة خمس نجوم


أشارت المجلة إلى «هاشتاج» وضعه جهاديون من مقاتلي «داعش» لدعوة الشباب الغربيين للانضمام للتنظيم، بعنوان «جهاد من فئة خمس نجوم».
ونقلت المجلة عن بعض الجهاديين الأوربيين قولهم إن «داعش» توفر لهم حياة رغيدة، فالمأكولات السريعة متوفرة، ولديهم متسع من الوقت للتدريب، كما تعلموا الاعتماد على النفس من غسيل الأطباق والملابس، وتنظيف البيت، والتسوق، وكما توفر لهم «داعش» شبكات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، للتواصل مع أصدقائهم والعالم الغربي، لدعوتهم للانضمام إليهم في «داعش».





النفوذ والقوة


لا يمانع الجهاديون الغربيون من المشاركة في المعارك، كما يقومون بذبح أي شخص تقرر «داعش» التخلص منه حتى لو كان من موطنهم باعتبار أن هذا هو الدين والطريق للوصول للجنة، والبعض منهم يقاتل من أجل السيطرة على سدود وحقول نفط وقواعد عسكرية، ومن أجل وعود بمناصب ونفوذ، لم يجدوها في الدول الغربية.







وتقول المجلة إن «داعش» يجني العديد من الامتيازات من تجنيده لهؤلاء الأوروبيين، فمثلا يستخدمهم في مخاطبة أسر المخطوفين الغربيين، بحيث يرسلون إليهم رسائل بلغاتهم، تحوي عبارات تهديد بقتل الأبناء وتعذيبهم، ما لم يدفعوا للتنظيم الفدى المطلوبة، والتي تعد أحد أهم موارد «داعش».

ووفقاً للمجلة، كان من أحد الأسباب التي منحت الجهاديين البريطانيين شهرة على سواهم، كونهم يتقنون الإنجليزية، اللغة الأكثر انتشارا في العالم، بحيث يستغلهم «داعش» لخدمة أهدافه الإرهابية.