كشفت دراسة حديثة أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك «فيس بوك»، قد يؤدي إلى إصابة الأفراد بالتعاسة والاكتئاب، وذلك من خلال تقويض ثقتهم في المجتمع، في حال التعرض لمحتويات معادية أو عنصرية أو تشتمل على كراهية للنساء.
وحلّل علماء من جامعة «سابينزا» في روما والمعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية في لوكسمبورج، بيانات مسحية شملت 50 ألف شخص ينتمون لـ24 ألف أسرة إيطالية، حول كيفية استخدامهم لشبكات التواصل الاجتماعي، وعلاقة ذلك بمستويات إحساسهم بالسعادة والثقة بالنفس.
ووجد الباحثون أن الشبكات الاجتماعية زادت من مخاطر التعرض لـ«السلوكيات الهجومية وخطاب الكراهية»، والتي يمكن أن يكون لها تأثير ضار على الصحة النفسية للمستخدمين.
وقال الباحثون إنه «خلال التحادث عبر الإنترنت مع أشخاص لا نعرفهم، قد ينغمس الفرد بشكل أكبر في السلوكيات العدوانية والمسيئة»، وأضافوا: «تعدّ شبكات الإنترنت أرضًا خصبة لنشر المحتويات الضارة والهجومية والمثيرة للجدل، والتي قد تتضمن مضمونًا يخلط بين حريّة التعبير وخطاب الكراهية».
وأفادت الدراسة بأن هذا المحتوى العدائي يمكن أن يقلل من ثقة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في الآخرين، وبالتالي يكون له تأثير ضار على مستوى رفاهيتهم، وأشارت إلى أن الثقة الاجتماعية تعد أحد المؤشرات المهمة لتحقيق السعادة.
وأشارت صحيفة «تليجراف» البريطانية إلى أن تلك الدراسة تؤكد نتائج بحث سابق أظهرت أن الشبكات الاجتماعية يمكن أن تقلل من مستوى سعادة الناس ورضاهم العام عن حياتهم.
من ناحيته، يقول إيثان كروس، وهو طبيب نفسي من جامعة ميشيجان،: «ظاهريًا، يوفر فيس بوك مصدرًا قيّمًا للوفاء بحاجتنا الإنسانية للتواصل الاجتماعي»، لكنه تابع قائلاً: «بدلا من تعزيز الرفاه، وجدنا أن استخدام فيس بوك قد يأتي بنتائج عكسية».
ويحظى «فيس بوك» حاليًا بأكثر من مليار مستخدم، أكثر من نصفهم يتفاعلون مع الشبكة الاجتماعية يوميًا عبر الموقع الإلكتروني أو التطبيق الخاص بالهواتف الذكية.