هددت فلسطين بإلغاء جميع الاتفاقيات مع اسرائيل، بما فيها اتفاقية اوسلو الموقعة عام 1993، بالاضافة إلى إيقاف العمل بجميع الاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل كذلك ايقاف التنسيق الامنى مع الاحتلال، فى حال رفضت الولايات المتحدة الأمريكية دعم خطة السلام الفلسطينية المتفق عليها عربيا، وهى تحديد حدود الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 بما فيها القدس الشرقية.

وقالت وكالة أنباء «العرب الآن»، نقلا عن مصدر فلسطينى، إن الرئيس محمود عباس لوح قبل ايام بأن لديه مفاجأة، وأضاف المصدر انه من ضمن قرارات عباس فى حال رفض الجانب الامريكى لخطة السلام، فإنه سيتوجه لمجلس الأمن الدولى من أجل استصدار قرار دولى واضح بتحديد حدود الدولة الفلسطينية، مع جدول زمنى واضح للانسحاب الصهيونى من الأراضى الفلسطينية.
وشدد المصدر على أن أبومازن غير مستعد للعودة لأشكال التفاوض السابق مع الاحتلال، وأن رئيس الوفد الفلسطينى المفاوض صائب عريقات واللواء ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات سيتجهان اليوم الاثنين إلى الولايات المتحدة من أجل ابلاغ الجانب الامريكى بالموقف الفلسطيني.
ومن جانبه اعترف بنيامين نتانياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية ان التهديدات الاقليمية لبلاده كانت السبب فى موافقته على وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وحتى تتمكن اسرائيل من مواجهة أى تهديدات محتملة، وتابع نتانياهو فى تصريحاته للتليفزيون العبرى العام قاتلنا 50 يومًا وكان بإمكاننا أن نقاتل 500 يوم إلا أننا فى وضع يبدو فيه تنظيم الدولة الإسلامية على أبواب الأردن، والقاعدة فى الجولان وحزب الله على الحدود مع لبنان، لذا قررنا عدم الغرق فى غزة والاكتفاء بتحقيق هدفنا وهو استعادة الهدوء للمواطنين».
وطالب نتانياهو الرئيس الفلسطينى محمود عباس بأن يختار بين مفاوضات السلام مع إسرائيل أوحركة حماس، وقال «على الفلسطينيين أن يفهموا أن عليهم الاختيار بين السلام وحماس.، كما قال ايضا فى مقابلة اخرى له الشبكة الثانية للتليفزيون الإسرائيلى «ليس لدينا أى مشكلة فى سيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة، لكن لدينا مشكلة فى حال حاولت حماس السيطرة على يهودا و«السامرة (الضفة الغربية)».
وفى سياق متصل قال المحلل العسكرى الإسرائيلى فى صحيفة يديعوت احرونوت، رون بن يشاي، إن أكثر ما يقلقه من جولة الحرب الاخيرة على قطاع غزة، هو فقدان مستوطنى غلاف غزة، الاحساس بالأمن، وشعورهم بالمهانة فى ظل غياب صورة النصر المطلوبة، وأضاف، ان نتائج هذا الشعور تتمثل برفض المستوطنين العودة إلى بيوتهم، على الرغم من بدء سريان وقف إطلاق النار منذ اكثر من 4 أيام، حيث يرى الكثيرون منهم ان ما حصل خلال هذه الجولة، سيتكرر فى جولات القتال القادمة.
وأشار بن يشاى إلى ان الإسرائيلى البسيط ينظر إلى هذه الجولة من مقياس الربح والخسارة، ويسأل عما تحقق خلال 50 يوما من الحرب، بعد كل هذه المآسى والصدمات النفسية، ويجيب بن يشاى ساخرا: لقد حققنا وقف إطلاق نار غير محدد بزمن. وقال لنا قادتنا، السياسيون والعسكريون، ان حماس تلقت ضربة عسكرية وسياسية قوية، وأنها فقدت أكثر من 1000 مقاتل، وخسرت كل قدراتها العسكرية تقريبا، ولم تعد لديها القدرة على تعويض ما فقدته من مخازنها الصاروخية وحفر الأنفاق، لكن السؤال هو: ما الذى حققناه بالفعل من ذلك..؟ لقد استمروا فى إطلاق الصواريخ حتى آخر ثانية من الحرب، وبوتيرة وكميات قاتلة، كما ان سكان القطاع لم يثوروا على حماس، بينما اعلن قادتها عن نيتهم العودة لمحاربتنا مجددا، وهذا يعنى انه لم يتم ترميم قوة الردع الاسرائيلية، كما قيل، وبالتالى فان جولة القتال القادمة تبقى مسألة وقت.