كثيراً ما نتساءل عن الأفكار أو المعتقدات أو الدفعات التطفلية الاقتحامية التى تفرض نفسها على الإنسان، والتى عادة ما تكون ذات طبيعة مزعجة فيحاول الفرد أن يتجاهلها أو يغلفها ببعض الأفكار أو الأفعال الأخرى، ولكنها تزيد فى إلحاحها.. تلك هى الوساوس.

يؤكد الدكتور أحمد هارون مستشار العلاج النفسى أن الكثير من الناس ينزعج بسبب وساوسهم، ويكونون أكثر انزعاجا بسبب السلوكيات التى تفرضها هذه الوساوس.

وأضاف هارون أن الوساوس والأفعال القهرية تأتى تحت مصطلح اضطراب الوسواس القهرى Obsessive Compulsive Disorder فى تصنيف الطب النفسى، موضحا أن اضطراب الوسواس القهرى هو أحد الاضطرابات الانفعالية التى يمثل القلق فيها القاعدة الأساسية، ومن يعانون هذا الاضطراب ينزعجون لما تفرضه عليهم الوسواس من طقوس قهرية مُلحة، أما السلوكيات التى يستمتع بها الفرد ثم يصبح بعد فترة عاجزاً عن السيطرة عليها مثل المقامرة، فلا تُعد التزامات جبرية أو قهرية، وإنما من الأفضل النظر إليها على أنها نوع من أنواع التعود وربما يطلق عليها الإدمان.

وتابع هارون أن الوساوس والأفعال القهرية البسيطة هى أمر مألوف لكثير من الأشخاص، فقد نجد أنفسنا أحياناً ما تراودنا أفكار ومشاغل حول ما إذا كنا قد أحكمنا غلق باب المنزل عند الخروج، أو ما إذا كنا قد أغلقنا موقد الطهو، وقد نشعر بالارتياح إذا ما تجنبنا رؤية القطط السوداء.. كذلك إذا ما أقدمنا على نفس الروتين اليومى بنفس الدقة كل صباح أو قمنا بترتيب أدواتنا وفقاً لطقوس معينة، غير أن هذه الوساوس البسيطة لا تحتل مساحة كبيرة من أفكارنا، كما أنها قد لا تكون بنفس التطفل والإلحاح الذى يكون فى حالة اضطراب الوسواس القهرى .

كما أكد هارون أن تشخيص الوسواس القهرى يتم حين يكون هناك إفراط فى الأفكار الوسواسية أو الأفعال القهرية، وحين تكون هذه الأفكار غير معقولة أو مقبولة بالنسبة لصاحبها فتتطفل عليه، وتقتحم الوعى دون أن يستطيع المرء إجهاضها أو التخلص منها، فتؤثر على الأداء الوظيفى فى أمور الحياة اليومية.