تُعتبر محاسبة النَّفس باستمرار سبيلاً لاستعادة توازنها، وتحقيق السَّكنية النفسيَّة التي يرنو الجميع إليها، والسؤال هنا.. هل فكرتم فى البداء بمحاسبة أنفسكم؟ وكيف يكون ذلك؟ الدكتورة «مريم العيسى»، الأستاذ المساعد بكليَّة التربية في قسم الدراسات الإسلاميَّة بجامعة الملك سعود.

تُحقق المحاسبة كما تقول بعدَّة أمور منها:

أولاً: الاطّلاع على عيوب النَّفس ونقائصها ومثالبها، ومن لم يطَّلع على عيب نفسه لا يمكنه معالجته وإزالته.

ثانياً: التوبة والنَّدم وتدارك ما فات في زمن الإمكان.

ثالثاً: معرفة حق الله تعالى، فإنّ أصل الثورة على النَّفس هو محاسبتها على تفريطها في حق الله تعالى.

رابعاً: انكسار العبد وتذلـله بين يديّ ربه تبارك وتعالى.

خامساً: معرفة كرم الله سبحانه ومدى عفوه ورحمته بعباده؛ في أنَّه لم يعجِّل لهم عقوبتهم مع ما هم عليه من المعاصي والمخالفات.

سادساً: الزهد، ومقت النَّفس، والتخلُّص من التكبُّر والعجب.

سابعاً: إنَّ من يثور على نفسه يجتهد في الطَّاعة ويترك المعصية؛ حتى تسهل عليه المحاسبة فيما بعد.

ثامناً: رد الحقوق إلى أهلها، ومحاولة تصحيح ما فات. ويجب الحذر من تأجيل هذه المحاسبة، وانعدام الرَّغبة في التغيير، حيث تقول: إنَّ من يترك محاسبة النَّفس والثورة عليها، سيتحسَّر في وقتٍ لا ينفع فيه التحسُّر، إذ قال الله تعالى: {أن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}، فبترك الثورة على النَّفس، تسلُّط الشيطان الذي دعا إلى المعصية، وحذَّر من الطَّاعة، وزيَّن الباطل، وثبط عن العمل الصالح وصدَّ عنه، كما تتمكَّن الغفلة من النَّاس، فيصبح لهم قلوب لا يفقهون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها، وتتملَّكهم الغفلة الشديدة.

إضافة إلى ذلك، فقد يترتب على ترك الثورة على النَّفس أمر مهم جداً؛ ألا وهو هلاك القلب.

* خطوات المحاسبة:

أولاً: البدء بالفرائض، فإذا رأى فيها نقصاً تداركه.

ثانياً: النَّظر في المناهي، فإذا عرف أنَّه ارتكب منها شيئاً، تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية.

ثالثاً: مراقبة وتأمُّل حركات الجوارح، وكلام اللسان، ومشي القدمين، وبطش اليدين، ونظر العينين، وسماع الأذنين، والمحاسبة الدَّائمة لجميع هذه الحركات؛ لإحكام السيطرة عليها.