كيف تتحكم فى غضبك؟.. لنعرف كيف يمكننا الإجابة على هذا السؤال، يجب أن نعرف فى البداية أن هناك مراكز فى المخ متواصلة مع الـ"أنا العليا" وتسمى تلك المراكز بـ"محطة المقبول واللا مقبول"، وهى التى يمر من خلالها الكلام، وكل ما يسمعه ويراه الإنسان من خلال الأحداث الحياتية من حوله، وتقوم هذه المحطة على التعامل مع الكلمات والسلوكيات المقبولة وغير المقبولة، وأن لم تكون غير مقبولة، فان الأنا العليا تصدر ردود أفعال غير منضبطة.

ويقول مدحت حامد، محاضر التنمية البشرية والعلاقات الإنسانية: إذا كانت الكلمات تؤثر فى شخصية المتلقى "البرستيج"، فتتحرك للتعامل بردة فعل كلامية أو حركية، وكثيرا ما تكون ردود الأفعال عبارة عن حالات الغضب التى قد تكون خارج الشكل السلوكى الذى يرسمه الإنسان لنفسه.

ويتابع: قد لا يملك صاحب ردة الفعل القدرة على الرد، فيجد فى نفسه قوة غير طبيعية حيث يفرز المخ أكبر كمية من هرمون الأدرنالين، وهو الهرمون المحفز للطاقة بالجسم، مما يدفع بالشخص لإظهار علامات الغضب أو التسرع، والتى قد تصل إلى حد التلامس بالأيدى، وقد يؤدى الغضب والتشاحن إلى ارتكاب جريمة بالفعل، حيث تصل من المخ كميات كبيرة من الإشارات العصبية، ولرفض تلك الأساليب غير المقبولة. فى تلك الحالة من الممكن أن تصدر عن الشخص بعض السلوكيات غير المتوقعة والتى تصل إلى حالات كبيرة من العصبية.

ويشير: الحل يكمن فى تدريب ذهنك على استيعاب بعض الألفاظ غير المقبولة، والتعامل معها فى المواقف المتعددة حتى تتمكن من السيطرة على غضبك بسهولة وفى الوقت المناسب، وما هى ردود الأفعال المُبتكرة، والتى من الممكن أن تستجيب بها على السلوك غير المقبول.

عليك مناقشة نفسك فى كل الموضوعات المتعلقة بالعنف وما هى ردود أفعالك تجاه أى مشاهد عنف أو أساليب لا تتقبلها نفسك، ولا تنظر للمشاهد العنيفة كثيرا حتى لاتصاب بمرض الخوف من ردة الفعل.

ضع فى حساباتك أنك من الممكن أن تتعرض لمواقف محرجة، وحاول تدارك كيف تخرج منها بأساليب كوميدية حتى لاتصاب بداء الخوف من سخرية الآخرين، ومن الممكن أن تتدرب على تلك المواقف مع اصدقائك لتتلافى عيوب ردود الأفعال لديك فأنت كثيرا ما تفقد التواصل مع ذاتك وسط سرعة الحياة وتدفق مواقف الحياة حولنا، ويجب أن تكون أنت فيها مركز القوة ولست مجرد اسم فى قائمة. حينها سوف تكتشف فى نفسك مدى القدرة، التى من خلالها يمكن أن تتحكم فى نفسك بشكل كبير.