معاشر المؤمنين..

وصية الله لكم في كل آن وحين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (آل عمران: 102).

إخوة الإسلام..

جمعة نستقبل فيها العشر الأواخر من رمضان، وهنا تشرئب الأعناق وتشخص الأبصار وترقب العيون والقلوب قدوتنا العظمى ورسولنا الأكرم صلى الله عليه على آله وصحبه وسلم لنرى القدوة في هديه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} (الأحزاب: 21).

واليوم نجمع في الهدي بين جانبين عظيمين: لأن القدوة لابد أن تكون كاملة وشاملة، وأن نراها من جميع جوانبها وأن نقف معها في كل أحوالها، فلا نقتصر على جانب دون جانب، كلنا يعلم أن هذه العشر موسم العبادة الأعظم، لكننا في الوقت نفسه لابد أن نتذكر من هديه صلى الله عليه وسلم ومن سيرته ومن أقواله عليه الصلاة والسلام أنها أيضاً كانت مسرحاً للجهاد الأعظم الأكبر في مقارعة الكافرين، والذي قال عليه الصلاة والسلام: "حُبب إليّ من دنياكم الطيب والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة"، ليعبر لنا عن لذته في طاعة ربه وصلاته، عن تعلق قلبه بالقنوت والركوع والسجود بين يدي مولاه، هو نفسه -بأبي هو وأمي- عليه الصلاة والسلام الذي قال: "والذي نفس محمد بيده وددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل" (متفق عليه)، وفي رواية عند البخاري: "والذي نفسي بيده وددت أن أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل"، إنها عشر عبادة وجهاد، أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها القريبة الحبيبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم استأثرت برسم الصورة العبادية لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذه العشر الأواخر، وأحسب أن كثيراً من الأحاديث الواردة عنها محفوظة مأثورة وليس مرادنا ذكرها أو حفظها، لكن مرادنا أن تخلص إلى قلوبنا وأن تصبغ مسيرة وسيرة أيامنا وليالينا في هذه العشر المباركة، هي التي روت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره" (رواه مسلم)، مرة أخرى بأبي هو وأمي رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يزيد اجتهاداً في هذه العشر واجتهاده في رمضان بل وفي غير رمضان هو اجتهاد في الطاعة عظيم قلّ نظيره ومثاله، يعجز عنه غيره ممن يقتدي ويتأسى به، وهي أيضاً التي قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجدّ وشد المئزر" (متفق عليه)، وفي حديث آخر عند أحمد في مسنده عنها رضي الله عنها كأنما فيه تفسير لهذا الحديث قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يخلط العشرين بصلاة وصوم ونوم فإذا دخلت العشر شمّر وشدّ المئزر"، هذه صورة أحسب أن تخيلنا لها فيه صعوبة وإذا زدنا لنستوضح أكثر ونرى الصورة كاملة نقف أيضاً مع حديث أم المؤمنين رضي الله عنها وله أيضاً رواية أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرون يوماً".

إنها أيام ليس فيها حظ للصفق في الأسواق، وليس فيها حظ لمتابعة الشاشات والمسلسلات، وليس فيها نصيب لكثير من الأمور التي تستهلك فيها أوقاتنا بل أقول تضيع فيها أوقاتنا وتذهب منا أغلى ساعات العمر، وأثمن أوقات الطاعة، وأعظم أبواب الرحمة المشرعة المفتوحة، وأوسع ميادين التوبة التي تجبّ ما قبلها وتغسل كل الذنوب التي سبقتها، وكلنا يعرف أيضاً أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم التي حثنا فيها فقال: "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان"، وقال: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"، ليلة {خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} (القدر: 3).

هنا لعلي أعيد مرة أخرى: "أحيا الليل وأيقظ أهله وجدّ وشد المئزر"، ليتنا نحفظها ليتنا نكتبها ليتنا نحاول أن نسرح بخيالنا وكأننا نعيش مع رسولنا صلى الله عليه وسلم، ليست هناك لحظة من لحظاته في هذه الأيام والليالي إلا وهو متقلب في طاعة إما ذاكراً أو مستغفراً أو تالياً أو قائماً أو راكعاً أو ساجداً ليس هناك وقت يزاحم هذه الأوقات، هو في بيت من بيوت الله عاكف بقلبه وجسده على طاعة الله عز وجل، والأمر في هذا يطول، وحسبنا أن النبي صلى الله عليه وسلم حُفظ لنا من هديه ومن سيرته ما هو نبراس طريقنا وحياة قلوبنا، وما فيه من جهة أخرى إقامة الحجة علينا فنحن نعرف سيرته وهديه في سائر أحواله وفي أخص عباداته كأنما ولد -كما يقولون– في رابعة النهار، نحن نعلم عن سيرته وفي هديه أكثر مما نعلم عن صفحات طويت من سيرة حياتنا ونسيناها وأدرجها التاريخ في غياهب النسيان، فالحجة علينا قائمة والنعمة من الله سبحانه وتعالى علينا برسول الهدى صلى الله عليه وسلم عظيمة والطريق ممهدة والخير بحمد الله قائم، نحن في نعمة وأمن وأمان، نحن في قوة وصحة وعافية، نحن في رزق ووفرة وعطاء، فكيف يكون الحال إذا قصرنا وشُغلنا وتناسينا ولهونا في مثل هذه الأيام.

أسأل الله جل وعلا أن يقبل بقلوبنا عليه وأن يعلق قلوبنا بطاعته ومرضاته، وأن يذيقنا لذة مناجاته وحلاوة طاعته وأن يجعلنا له بقلوبنا وأجسادنا عاكفين طائعين عابدين، وأن ينطق ألستنا بذكره وأن يجعل أيامنا في هذه العشر أياماً لنا لا علينا.

واسمحوا لي أن نكمل جوانب القدوة لئلا نقتصر على عكوف في المساجد وتسبيح بالأصابع ودعوات نرفعها وذلك كله من هديه وذلك كله من الطاعة الواجبة وذلك كله من عبادة الوقت، لكني أذهب بكم مرة أخرى إلى صفحات مضيئة مشرقة من هدي وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، في رمضان في عشره الأولى وفي عشره الآخرة مرة أخرى، في ذات الوقت في ذات الميدان لذات الرسول المقتدى به صلى الله عليه وسلم في ذات الطريق وهو طريق العبادة لله عز وجل في ذات المسار وهو مسار إعلان هذا الدين ورفع شعائره ومشاعره، يتحرك النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة في العاشر من رمضان ويدخلها كما قال بعض أهل السير في أوائل العشر الأواخر، في ذلك الوقت في ذلك العام صورة تربطنا بعشر أواخر جهادية في مقارعة الباطل في الانتصار للحق يوم نقضت قريش الهدنة، كما نقض اليهود الهدنة اليوم، يوم أمدت سراً بني بكر الذين كانوا حلفاؤهم على خزاعة الذين كانوا حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أمدوهم بالسلاح والعتاد وبعضهم قاتل معهم في ظلمة الليل لتنكشف الخبايا وتظهر النفوس على حقائقها، وتستنجد خزاعة برسول الله صلى الله عليه وسلم وترسل عمرو بن سالم يستصرخ النبي صلى الله عليه وسلم فما زاد أن قال كلمات تدوي في سمع الزمان وتثبت مواقف الرجال وتبين سيرة القادة: "نُصرت يا عمرو بن سالم".

كلمات واضحة، ليس فيها استنكار وليس فيها الاحتفاظ بحق الرد وليس فيها كل تلك الترهات، إنه سيد المجاهدين وقائد القوات عليه الصلاة والسلام "نُصرت يا عمرو بن سالم" هذه صورة للقدوة في العبادة الجهادية في رمضان وفي أثناء الصيام كذلك.

ولو مضينا نفتش لوجدنا الكثير والكثير مما ينبغي أن نقرأه في سيرة النبي العابد المجاهد عليه الصلاة والسلام، مما ينبغي أن نقرأه في رمضان وفي عشره الأواخر، وتأملوا أيها الإخوة في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وفي سنة الله جل وعلا لئلا نستمع إلى أراجيف الإعلام وأباطيل المنافقين الذين يخذلون ويثبطون ويكذبون لأن الصورة واضحة في سيرة المصطفى وفي الآيات التي تنزلت.

ذهب النبي صلى الله عليه وسلم في العام السادس إلى مكة معتمراً وباختصار آل الأمر إلى رجوعه بعد عقد صلح الحديبية ورأى الصحابة في ذلك ما رأوا واغتمت له قلوبهم وعبّر عنهم الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه الممتلئ غيرة وحمية لنصرة هذا الدين وهو يسأل النبي صلى الله عليه وسلم: ألسنا على الحق؟ قال: "بلى"، أليسوا على الباطل؟ قال: "بلى"، فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ قال: "إني رسول الله وإنه لن يضيعني"، أرادوا النصر في ذلك الوقت أرادوا الدخول في ذلك الوقت أرادوا أن تعبّر رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت وأراد الله أمراً آخر، فجاؤوا في العام الذي يليه في عمرة القضاء ودخلوا مكة رغم أنوف قريش ورأى الناس عظمة الإسلام وعظمة رسول الإسلام وعظمة أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وهم يحتفون به، وإذا بالقلوب التي كانت صلدة صلبة تلين، وإذا بالعقول التي كانت زائغة متحيرة ترشد وتهتدي، ويرجع النبي صلى الله عليه وسلم ومع رجوعه يفيء الناس إلى الإسلام وتأتي الحادثة التي كانت سبباً ظاهراً لفتح مكة، ولما رجعوا من الحديبية تنزّل قوله جل وعلا: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً} (الفتح: 1)، وكان عمر رضي الله عنه في آخر الصفوف يمشي متثاقلاً من هذا الهمّ الذي وقع له فلما استمع إلى الآيات تعجب، وتقدم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قال: أوَ فتحٌ هي يا رسول الله؟ قال: "نعم"، فقال عمر رضي الله عنه: فما زلت ألوم نفسي من الذي كان مني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء الفتح.

والأسباب كذلك كانت في بدر فقد خرجوا يريدون القافلة وأراد الله لهم غير ذلك، وعبّرت الآيات عن ذلك قال: {وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ} (الأنفال: 7)، وكما قال جل وعلا: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ} (الأنفال: 5)، {فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} (النساء: 19)، لا تسمعوا لأراجيف الإعلام التي تقول إن دماء المسلمين سببها المسلمون أنفسهم، ولا يلومون المجرم الذي احتل الأرض والمسرى وافتعل الأفاعيل والجرائم كلها.

وأمضي بكم أيها الإخوة لنرى صوراً واضحة، روى الواقدي في مغازيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لعائشة: "يا عائشة لقد حدث في خزاعة أمر" -وذلك قبل أن يأتي عمرو بن سالم وقبل أن يلحق به بديل بن ورقاء- فقالت عائشة مستبعدة: أتُرى قريشاً تجترئ على نقض العهد وقد أفناهم السيف –أتراهم يجترئون ولا يخافون منك يا رسول ومن أصحابك المجاهدين-، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ينقضون العهد لأمر أراده الله"، فقالت: خيرٌ يا رسول الله، قال: "خير"، هكذا تجري أقدار الله وكل قدر من أقداره فيه خير للأمة فمن رضي واستسلم وصبر وجاهد لقي الرضا بإذن الله عز وجل.

ولجأ النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه داعياً كما يدعو كذلك في اعتكافه وفي قيامه: "اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نغزوهم في بلادهم"، وفي رواية: "حتى ندخل عليهم فلتة لا يشعرون بنا إلا وقد طلعنا من تحت الأرض، أو دخلنا عليهم من ماء البحر"، تأملوا أيها الإخوة وعظموا الأمل في الله، عظموا اليقين بوعد الله، واعلموا أنّ من كان مع الله كان الله معه وأنّ وعد الله حق: {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (محمد: 7)، وأنّ وعد الله ووعده قاطع: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} (الحج: 38)، كل ذلك لابد أن نستحضره ونحن نرى هدي النبي صلى الله عليه وسلم الرمضاني الجهادي التعبدي حتى وإن لم نكن في ميدان الجهاد فنحن لابد أن نعيش مع رسولنا صلى الله عليه وسلم في سيرته لنرى هذا الجمع وتلك القدوة المتلائمة المكتملة الشاملة التي لا تقتصر على عبادة دون عبادة.

وهذا أبو سفيان عندما بدأت الحقائق تظهر سرى الخوف إلى القلوب وارتبكت الصفوف وذهب أبو سفيان إلى المدينة والنبي يخبر عن ذلك قبل قدومه: "لكأني بأبي سفيان جاءكم يشدد العهد ويزيد المدة"، دخل على أم حبيبة رضي الله عنها ابنته أم المؤمنين طوت عنه فراش الرسول صلى الله عليه وسلم، ذهب إلى أبي بكر ما وجد منه قبولاً، قاده عقله الذي لم يكن في ذلك الوقت عقل رشد إلى الفاروق عمر قال: أتريدني أن أشفع لكم عند رسول الله، والله لو لم أجد إلى الذر -أي النمل- لقاتلتكم به، فذهب إلى علي وفاطمة رضي الله عنهما والحسن يلعب بينهما فقال لعلي: تشفع لي؟، قال: والله لقد عزم رسول الله على أمر لا أحد يكلمه فيه، قال: فما تشير علي؟ قال: قم في المسجد وأجر لعل أحداً يجيرك، قال: أو ترى ذلك مغنياً عني؟ قال: لا أراه مغنياً عنك.

صف واحد كلمة واحدة وراء قيادة واحدة، صلابة إيمانية صلبة تلك هي الصورة، حتى تدنّى أبو سفيان وهو عند علي فقال لفاطمة: ألا يجير ابنك هذا بين الناس فيكون له خير الدهر كله؟ ومع ذلك رجع خائباً وسيرجع أعداء الله خائبين اليوم وغداً بإذن الله عز وجل، ويقيننا بالله راسخ لا يتزعزع.

وأكمل ومضة أخيرة عندما تحرك النبي صلى الله عليه وسلم جاءته بشريات النصر مبكرة، في الجحفة قابل عمه العباس بن عبدالمطلب ومعه أهله وأولاده أجمعين وهو مسلم لكنه خرج يريد الهجرة إلى المدينة والاستقرار فيها ولحق بعد ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم ودخل معه مكة، سار النبي صلى الله عليه وسلم قليلاً حتى بلغ الأبواء فإذا باثنين من أكابر مشركي مكة من أقارب الرسول صلى الله عليه وسلم واحد منهم من أبناء عمومته والثاني ابن عمته وكان النبي في شدة الغيظ منهم فلم يلتفت إليهم فقالت أم سلمة: لا يكن ابن عمك وابن عمتك بعيدون منك وقال علي لهم: اذهب إليه وقل ما قاله إخوة يوسف {وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ} فقال النبي: "لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ"، وعفا عنهم وتقدم وجاء الفتح الذي تيسرت أسبابه وجرت ألطاف الأقدار به من غير قتال وبعزة شماء لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أمكنه من أعدائه ودخل مكة يطعن الأصنام وتتهاوى وهو يقول: {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً} (الإسراء: 81)، ونحن على يقين بذلك، سيعلو الحق وينتصر في فلسطين وفي كل بقاع الأرض وستعلو راية الإسلام وسينتصر من أخلصوا دينهم لله ومن كانوا مع الله ومن التجأوا إلى الله، ومن لم يكن عندهم حول ولا طول إلا استمدادهم من الله وأخذهم بالأسباب كما أمرهم الله: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ} (الأنفال: 60).

أسأل الله جل وعلا أن يجعل هذه العشر عشر نصر وعز وتمكين للإسلام والمسلمين، وأن يجعلها عشر عبادة وتعلق وإخلاص وابتهال وارتباط بالله سبحانه وتعالى.