يسعى الإنسان طوال الوقت لنيل قسط من الراحة والانفصال عن مشكلات وضغوط حياته اليومية، ولكن العيد فى حد ذاته والبهجة المرتبطة بقدومه وبطقوسه وأطعمته وشعائره فى حد ذاتها علاج نفسى ذاتى قد يخلص النفس من أوجاعها المتراكمة ويجعلها أكثر بساطة حسبما أكد الدكتور محمد رمضان المعالج النفسى وممثل صندوق مكافحة الإدمان مشيرا إلى أن الفرحة التى يمكنها أن تغير من مزاج الإنسان بدرجة كبيرة، هى أيضا القادرة على علاجه نفسيا بشكل ذاتى من أوجاعه النفسية التى سببها الأول هو التراكم وتوالى المؤرقات العصبية ليس أكثر وهو ما نعانيه جميعا.

واستطرد "العيد له فرحة يعلمها الجميع فى قدومه، فيشعر الإنسان بطمأنينة وراحة ورغبة فى إزاحة الهموم والتخلص من الضغوط العصبية المتتالية التى تراكمت لأيام طويلة، فيجد الإنسان متنفسا لإبداعه وفرحته وشعوره بالسعادة والرغبة فى الانطلاق، وهى عبارة عن صورة ذهنية متكونة فى عقلية الفرد ونفسيته منذ سنوات، فيستحضرها مع قدوم العيد مما يجعل مجرد تفكيره فيها يحوله من شخص سيئ المزاج وحاد الطباع، إلى شخص هادئ النفس شاعر بالراحة للتخلص المؤقت من شحنة الهموم المتراكمة".

ويشير إلى حدوث تغيرات نفسية وعقلية وعصبية بمجرد شعور الإنسان بالأمل فى السعادة، وفى فرصة للانطلاق والانفلات من القيود الدائمة، فالحياة كلها قيود، وقيودها نفسية أكثر منها مادية، مما يجعل العيد نوعا من التنفيس وفترة انقلاب على القيود والضغط العصبية، وأغلب هذه التراكمات تؤدى لتذبذبات نفسية معتادة وشهيرة، أهمها وأشهرها التوتر الدائم، الاكتئاب الذى يلازم الإنسان، وتعد السعادة والشعور الراحة علاجا نفسيا ذاتيا وسريعا شافيا من مثل هذه المشكلات.

وينصح "د.محمد" بألا ندع هذه الفرصة تمر فى الراحة والسكون والكسل، بل كن متفاعلا مع سبب سعادتك، ومتفاعلا مع المتنفس المؤقت من القيود والضغوط، فاستثمر تلك الفترة (فترة العيد) على أكمل وجه، واستمتع أقصى استمتاع وافعل كل ما تحب فعله كى تخرج منها سعيدا غاسلا همومك، متخلصا من ضغوطك واكتئاباتك.