4 وصفات قرآنية لمواجهة الشعور بالهم للشيخ الشعراوي
للتخلص من الضيق والحزن والهم عليك بتدبر معاني القرآن الكريم لتزيل كل همومك ، وهذا ما فسره الشيخ محمد متولي الشعراوي في أحد دروسه وفسر معنى الآية الكريمة “فَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ” هذه الاستعاذة تصفي الفطرة البشرية وتعيدها إلى الفطرة الإيمانية التي تخلصها من وسوسة الشيطان التي قد يعوق قابلية النفس المطمئنة إلى ما في القرآن من منهج.


يقول فضيلة الشيخ الشعراوي رحمه الله ، حين يقرأ القرآن من أي قارئ يجب أن يتصور المؤمن انه يسمع الله يتكلم ، فقد كان جعفر الصادق رضي الله عنه يقول :”عجبت لمن خاف ولم يفزع لقول سبحانه وتعالى عجبت لمن خاف ولم يفزع إلى قول الله سبحانه: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، فإني “سمعت الله” بعقبها يقول: ( فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)

وهنا سيدنا جعفر يقول “سمعت الله” بالرغم من سماعه لقارئ للقرآن ولكنه صفائه في استقبال كلام ربه ،وأعطى سيدنا جعفر وصفة للخوف الذي يعتري الإنسان.

الوصفة أن تقول: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، لأن كل ما يخيفك دون قوة الله وما دام كل ما يخيفك دون قوة الله فأن تقول حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ في مواجهة ما يخيفني

أما الغم فهو شيئاً غير الخوف ، الخوف قلق النفس من شيئ تعرف مصدره ، لكن الغم كئابة النفس من أمر قد لا تعرف مصدره، وهو عملية معقدة نفسياً.

فيقول وعجبت لمن أغتم ولم يفزع إلى قول الله سبحانه: “لا إِلَهَ إلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ” فإني سمعت الله بعقبها يقول: “فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ”

وتلك ليست خصوصية له والشاهد قوله تعالى “وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ” بما يعني إنها لكل مؤمن.

أما المكر فيعني من كاد الناس له ، والإنسان لا يقوى على مواجهة كيد الناس وائتمارهم فيفزع لرب هؤلاء الناس.

وعجبت لمن مُكِرَ به ولم يفزع إلى قول الله: “وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ” فإني سمعت الله بعقبها يقول: “فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا”

وعجبت لمن طلب الدنيا وزينتها كيف لا يفزع إلى قول الله: “مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ” فإني سمعت الله بعقبها يقول: “إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا * فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ”

وبذلك وصف الشيخ الشعراوي 4 وصفات لراحة النفس الإنسانية من أشياء تفسد عليها حياتها وتعكر صفوها ، إذا فاستعاذة قارئ القرآن بالله من الشيطان إعداد للنفس حتى تستقبل كلام الله بما لا يشوبه نزغ من الشيطان.