الاعتكاف مستحب في كل وقت، سواء أكان في رمضان أم في غيره، وهو في العشر الأواخر من رمضان أفضل منه في غيره؛ لطلب ليلة القدر بالصلاة والقراءة وكثرة الدعاء، فإنها أفضل ليالي السنة.

وبداية الاعتكاف ونهايته يحددها المعتكف بنفسه، فإن نوى اعتكاف مدة معلومة استحب له الوفاء بها بكمالها، فإن خرج قبل إكمالها جاز؛ لأن التطوع لا يلزم بالشروع، وإن أطلق النية ولم يقدر شيئًا دام اعتكافه ما دام في المسجد.

ويستحب لمن أراد الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان أن يدخل المسجد قبل غروب الشمس من ليلة الحادي والعشرين من رمضان، ويستحب له أن يبيت ليلة العيد فيغدو إلى مصلى العيد من معتكفه في المسجد، وإن خرج قبل ذلك جاز.
ومن محذورات الاعتكاف أنه لا يجوز للمعتكف الخروج من المسجد، إلا لما لابد له منه، فإن خرج المعتكف من المسجد بلا عذر كنزهة، أو أمر غير ضروري أو حاجة حرم عليه ذلك وانقطع اعتكافه، أي: بطل.
والمعتكف إذا خرج لعذر، فإن كان خروجه لعذر معتاد، كقضاء حاجة من بولٍ وغائط، وكالخروج للقيء وغسل نجاسة، ووضوء ونحوه من الطهارة الواجبة، فله الخروج لذلك، ولم يحرم ولم ينقطع تتابع اعتكافه؛ لأن كل ما سبق ذكره مما لابد منه، ولا يمكن فعل أغلبه في المسجد، فلو بطل الاعتكاف بخروجه إليه لم يصح لأحد الاعتكاف