في واقعة تمثل تحذيراً لأصحاب الجوّالات الذكية، تمكنت شركة متخصّصة في مجال الأمن الإلكتروني من استعادة آلاف الصور من هواتف محمولة بعدما تم محو كل البيانات إعادة الجوّال لـ "وضع المصنع" لتعود إلى الشكل الذي خرجت به من المصنع.

وحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، نجحت شركة "آفاست" في استعادة صور التقطها أشخاص لأنفسهم.

واستعانت الشركة بأدوات مستخدمة في مجال التحقيقات ومتاحة للعامة، وذلك من أجل استعادة الصور من هواتف محمولة مستخدمة بيعت عبر موقع "إيباي" لخدمات البيع الإلكترونية.

وتضمنت البيانات الأخرى التي جرت استعادتها أيضا رسائل بريد إلكتروني ورسائل نصية قصيرة وسجلات بحث على موقع جوجل.

وشدّد خبراء على أن الوسيلة الوحيدة لمحو البيانات بشكل تام من الهواتف هي "تدميرها".

وتضم أغلبية الهواتف الذكية خيار "الإعادة لوضع المصنع" الذي يتيح للمستخدم أن يمحو كل البيانات التي كانت على جهازه ويعيد ضبط نظامه إلى الحالة الأصلية الأولى.

لكن شركة آفاست اكتشفت أن بعض الهواتف الذكية قديمة الطراز لا تمحو سوى فهرسة تلك البيانات بينما تبقى البيانات نفسها موجودة، وهو ما يعني إمكانية استعادة الصور والرسائل الإلكترونية والنصية القصيرة بشكل سهل نسبيا من خلال استخدام أدوات بحث جنائي يمكن لأي شخص شراؤها وتحميلها.

ومن بين 40 ألف صورة جرت استعادتها من 20 هاتفاً، كانت قد بيعت عبر موقع إيباي، وجدت الشركة أن أكثر من 750 صورة هي صور خاصّة لنساء، إضافة إلى 250 صورة التقطها أشخاصٌ لأنفسهم عبر الهاتف.

وقالت الشركة إن "مسح الملفات من جهاز يعمل بنظام أندرويد قبل بيعه أو إعطائه لأحد أمر غير كاف.. يجب طمس تلك الملفات بما يجعلها غير قابلة للاستعادة".

وردّت "جوجل" بأن "آفاست" استخدمت هواتف قديمة، وأن دراستها "لم تعكس آليات الحماية في نسخ أندرويد التي يستعملها أغلبية المستخدمين".

ونصحت "جوجل" المستخدمين باستعمال خاصية التشفير في أجهزتهم قبل إعادتها لحالة المصنع، وذلك من أجل التأكد من عدم إمكانية وصول أي شخص إلى الملفات.

وأوضحت "جوجل" أن هذه الخاصية أضيفت منذ ثلاث سنوات، إلا أنها لا تعمل تلقائيا مما يجعل المستخدمين الأقل خبرة بالتكنولوجيا عرضة للهجوم.
أما شركة "أبل" فقد أتاحت خاصية تشفير على أقراصها الصلبة وأجهزتها منذ طرح هاتفها " آيفون جي اس 3"، وتعمل الخاصية بشكل دائم ولا يمكن للمستخدمين وقف العمل بها.. وهناك خصائص إضافية لحماية البيانات، لكن يجب تشغيلها من قائمة الضبط.

وقال غراهام كلولي، المحلل المستقل في مجال أمن أجهزة الكمبيوتر، إن المستخدم إن كان جادا بشأن الخصوصية والحماية، فعليه التأكد من أن هاتفه دائماً محمي "بكلمة سر وتغيير طبيعة البيانات باستمرار".

إلا أن آلن كالدر، مؤسّس شركة الحماية "آي تي غوفرنانس"، قال لـ "بي بي سي": إن مسح البيانات، حتى بعد تغيير طبيعتها، لا يكفي لحماية الجهاز تماماً.

وأشار إلى أن توصيات جوجل "تجعل من الصعب استعادة البيانات، لكنها لا تجعلها مستحيلة".

وأضاف "إذا أردت حماية بياناتك، فعليك بتدمير الهاتف. وذلك إجراء حماية متعارف عليه لسنوات بخصوص الهواتف وأجهزة الكمبيوتر.. وأي حل آخر هو مجرد تأجيل حتى يتمكّن شخصٌ ما من الوصول إلى بياناتك الخاصة".