النجاح مرة .. والفشل ألف مرة...!!

يختلف الناس كثيراً في تحديد مفهوم القوة والضعف ، بعضهم يعتقد بأنالممارسة الجارفة للمسؤولية هي القوة بعينها.. وبعضهم الآخر يعتقد بأن استعراضالعضلات هو دليل على القوة ....

أما البعض الآخر فإنه ينظر إلى القوة علىأنها جزء من الممارسة الخلقية الهادئة والبعيدة عن أي شكل من أشكال الاستبدادالممتلئ حقداً ... وهم في ذلك قادرون على أن يوفروا لمسئوليتهم الحجم الكافي منالاحترام ... لسبب واحد هو أن الإنسان الذي يحترم الغير.... يحترموه .... والعكسبالعكس..

لكن نمطاً آخر يعتقد بأن الممارسة الحقيقية للقوة يمكن أن يتأتىمن خلال الروح الإنسانية التي يمكن أن نشيعها في الوسط الذي نقود بإدارة أفراده..

صحيح أن الكثير من البشر يخلطون بين الطيبة والضعف .... وأن الكثير منمتاعب القيادات الإدارية تأتي من سوء تطوير العاملين لطبيعة التعامل معهم وتفسيرهمللكثير من المواقف ... غير أن الأكثر صحة هو أن الإنسان القادر على تحمل مسئوليتهيظل قادراً على فرض احترامه ... وتقدير الآخرين لمسئولياتهم والتزامهم لحدودهم دونأن يحمل السيف بوجههم ... أو يشهر التهديد المستمر ضدهم... أو يمارس تجاههم عقداً .... أو مركبات نقص أو شقاً للمسؤولية أو تحملاً خاطئاً وظالماً...

إنالمسؤولية تعني بكل المقاييس ... الحد الأعلى من التوازن بين العقل والعاطفة وهيأيضاً تمثل الحد الأعلى من المسؤولية "الذكية" أداء للأمان بلياقة وخلق واحترامكامل للذات ... وذلك هو العفاف الذي يكمن وراء نجاح المسئول ... أو فشله....

وبالقدر الذي يحترم فيه المسئول نفسه ... ويحترم قراراته... بالقدر الذييحوز على احترام الآخرين له.... وتعاونهم معه... وتجاوبهم معه... بالقدر الذيتستهويه شهوة المسئولية .... وينسى الكثير من الاعتبارات الإنسانية.... بالقدر الذييجد نفسه يصدر قرارات.. ويوجه تعليمات...لا تلقى إلا الكثير من السخرية والتبرم ... والتجاهل والتجهيل في آن واحد....

والشيء المؤكد هو أن العقلية الإداريةالتي يمكن أن تنجح في إدارة مصنع قد لا تحقق الحد الأدنى من النجاح في إدارة بقالهصغيرة كل من يعمل فيها لا يتجاوز عددهم ... أصابع اليد الواحدة ، ومن ينجح في إدارةوزارة بكاملها قد لا يوفق في إدارة أعمال شركة متواضعة ... ومن يفلح في إدارة مؤسسةضخمة قد لا ينجح في إدارة حياته الخاصة... وهكذا دواليك....

والشيء المؤكدأكثر هو استسلام الإنسان لأحكامه وقناعاته الخاصة قد يورطه كثيراً ويظلمه عندمايتخذ إجراءات لا تخدم إلا تلك القناعات.... فقط..

من الأنانية .... أن تصل إلى القمة فوق جماجم الآخرين.........!!!