فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى. ومهما قاسى الصائم من الجوع والعطش أو الصداع، فإن أجر ذلك عند الله غير محدود، وتذكر يا أخي أن هناك مرضى يتحسرون على أيام رمضان تمر عليهم وهم لا يستطيعون صومها بسبب العجز أو المرض.

وما أجمل الموقف الذي وقفه ذلك الأعرابي أمام الحجاج في تلك القصة الرائعة. فقد خرج الحجاج ذات يوم قائظ فأحضر له الغذاء فقال: اطلبوا من يتغذى معنا، فطلبوا فلم يجدوا إلا أعرابيا، فأتوا به فدار بين الحجاج والأعرابي هذا الحوار.

الحجاج: هلم أيها الأعرابي لنتناول طعام الغذاء.

الأعرابي: قد دعاني من هو أكرم منك فأجبته.

الحجاج: من هو؟

الأعرابي: الله تبارك وتعالى دعاني إلى الصيام فأنا صائم.

الحجاج: أصوم في مثل هذا اليوم على حره؟

الأعرابي: صمت ليوم أشد منه حرا.

الحجاج: أفطر اليوم وصم غدا.

الأعرابي: أو يضمن الأمير أن أعيش إلى الغد؟

الحجاج: ليس ذلك إلي، فعلم ذلك عند الله.

الأعرابي: فكيف تسألني عاجلا بآجل ليس إليه من سبيل.

الحجاج: إنه طعام طيب.

الأعرابي: والله ما طيبه خبازك وطباخك ولكن طيبته العافية .

الحجاج: بالله ما رأيت مثل هذا . جزاك الله خيرا أيها الأعرابي.


وأمر له بجائزة.