كشف باحثون فرنسيون أن مضخات الأنسولين أكثر فعالية من الحقن بالنسبة لمرضى السكرى، خاصة إذا كانوا يعانون من مشاكل فى السيطرة على مستويات السكر فى الدم لديهم.

الباحثون فى جامعة "كاين" الفرنسية، نشروا نتائج دراستهم، اليوم الجمعة، فى مجلة "لانسيت" الطبية، مشيرين إلى أن دراستهم أثبتت فاعلية مضخات الأنسولين فى السيطرة على مستويات السكر فى الدم، أكثر من الحقن، بالنسبة لمرضى السكرى من النوع الثانى، الذى يمثل من 90 إلى 95 من حالات السكرى.

والسكرى من النوع الثانى، هو مرض مزمن، يصيب الأشخاص، ويجعل أجسامهم غير قادرة على تنظيم كمية السكر فى الدم بشكل صحيح، مما يؤدى إلى ارتفاع مستويات السكر فى الدم، ومع مرور الوقت، يمكن للمستويات العالية من السكر، أن تسبب تلف الأعصاب والسكتة الدماغية، وأمراض الكلى، والعين والقلب.

وأكد الباحثون أن حوالى ثلث مرضى السكرى الذين يتناولون حقن الأنسولين، لديهم مشاكل فى الوصول إلى المستوى الأمثل من السكر فى الدم؛ لذلك تعد مضخات الأنسولين هى الخيار الأفضل بالنسبة لهم.

ويعتمد عمل مضخة الأنسولين على وجود قسطرة توضع تحت الجلد، لتقديم جرعات قصيرة المفعول من الأنسولين على مدار الساعة، حيث تفرز جرعات الأنسولين على مستويين الضعيف والمتوسط للدم، حتى فى حال عدم تناول المريض للطعام أو أثناء نومه؛ ليظل مستوى السكر مستقرا فى الدم.

وللوصول إلى نتائج الدراسة، راقب الباحثون 495 من البالغين الذين تتراوح أعمارهم من 30 إلى 75 عاما، ويعانون من مرض السكرى من النوع الثاني، وتم تقسيمهم على مجموعتين، الأولى استخدمت حقن الأنسولين، والثانية استخدمت مضخات الأنسولين.

وبعد 6 أشهر من المتابعة، تبين للباحثين أن المجموعة التى استخدمت مضخات الأنسولين، انتظمت لديها مستويات السكر فى الدم بشكل كبير، بالمقارنة مع من استخدموا الحقن.

وأشار الباحثون إلى أن النتائج التى توصلوا إليها تفتح المجال أمام مرضى السكرى الذين فشلوا فى تنظيم مستويات السكر لديهم باستخدام الحقن، وتوفر لهم مزيدا من الراحة.

وعلق د."براتيك شودري" من جامعة "كينجز كوليدج لندن" بالمملكة المتحدة على الدراسة قائلاً: "هذه النتائج تقدم "أدلة دامغة" عن فعالية مضخات الأنسولين لعلاج مرضى النوع الثانى من مرض السكري، الذين لا يستطيعون السيطرة على نسبة السكر فى الدم مع حقن الأنسولين، لكن تكلفة المضخات فى نُظُم الرعاية الصحية المختلفة تحتاج إلى تقييم".