في رمضان تفتح أبواب السماء وترفع الأيدي إلى رب الأكوان، وتبتهل الألسن بالدعاء، راجية من الله قبول الأعمال والدعاء، فقد بشر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الصائمون باستجابة الدعاء فقال: "للصائم دعوة لا ترد"، وقال كذلك: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم".

وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله: "الصائم في ليله ونهاره في عبادة، ويستجاب دعاؤه في صيامه وعند فطره, فهو في صيامه صائم صابر وفي ليله طاعم شاكر".

الدعاء من أفضل العبادات وبالأخص في شهر رمضان، فإن الدعاء فيه أفضل وأرجى في القبول، لأن حال الصائم في شهر رمضان يجعل الإنسان أقرب إلى الله سبحانه وتعالى من أي وقت آخر، وكذلك ما يؤديه من طاعات وعبادات في هذا الشهر المبارك كل ذلك يجعل الإنسان يتقرب إلى الله أكثر، ولذلك يكون دعاؤه أقرب للإجابة.

وللدعاء شروط وآداب فلا يدعو المؤمن إلا بخير وعليه بحسن الظن بالله سبحانه وتعالى، وأن يكون حاضر القلب حال الدعاء، ومن الأمور المهمة كذلك أن يكون مطعمه من حلال، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة".

لا بد عند الدعاء من قوة الرجاء في الله عز وجل وحضور القلب وعدم الغفلة عند الدعاء لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافل لاه".

وكذلك ألا يستعجل الإجابة لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، ارحمني إن شئت، ارزقني إن شئت، وليعزم مسألته، إنه يفعل ما يشاء لا مكره له"، وقوله: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوتُ، فلم يستجب لي".

وعلى الداعي ان يتحرَ الأوقات والأحوال التي يكون الدعاء فيها مستجاب، مثل نهار رمضان أثناء الصيام، وكليلة القدر، وجوف الليل الآخر، وعقب الصلوات المكتوبات، وبين الأذان والإقامة، وآخر ساعة من يوم الجمعة، وحال السجود، والسفر، وغيرها من أوقات الإجابة.

ومن الآداب التي يستحب أن تراعى عند الدعاء استقبال القبلة، والثناءُ على الله عز وجل قبل الدعـاء، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والاستغفار من الذنوب والتوبة منها، والتضرعُ إلى الله، والخشوعُ، والرغبةُ، والرهبةُ يقول تعالى: (ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً).