لا يعلم الكثيرون أن المهدئات الطبيعية أقوى بكثير من تلك الأدوية والعقاقير التى أصبحت أكثر انتشارا من الطعام والشراب، فالمهدئات الطبيعية موجودة ولكن يغفل الكثيرون عنها.

هذه المهدئات لها تأثير واضح على درجة الاطمئنان، والشعور بالثقة الذاتية، والحنين إلى المرجعيات التى ينمو ويشب عليها الإنسان، فتخفف عوامل التوتر وتزيد عوامل الثقة والهدوء والأمان، وهذا ما أشار إليه الدكتور محمد طارق أخصائى الأمراض النفسية والعصبية، مؤكدا أن هذا هو سبب شعور الإنسان بحالة من الهدوء المفاجئ بعد قيامه ببعض الأفعال التى يقوم بها فى شهر رمضان فقط، والتى يجب أن يواظب عليها طوال حياته حتى تصبح منهاجا يسير عليه، ويخفف من عوامل التوتر والعصبية.

موضحا أن حالة الود مع الغرباء اللذين لا نعرفهم ولا تربطنا بهم أى صلة يزيد من الشعور باختفاء عامل التوتر والخوف الدائم من الغرباء المتأصل فى الإنسان، فضلا عن قدرته على الحصول على ثقته الذاتية من خلال تلك المواقف التى تحمل الود والتفاهم والنوايا الطيبة، وما أكثرها فى شهر رمضان.

وأشار "د. طارق" إلى أهمية قراءة القرآن الكريم، والتعبد المنتظم، وهو ما يجب أن يحرص الإنسان عليه فى جميع أوقات حياته، كى يشعر بوفائه بواجباته، ويملؤه شعور الأمان، وتزداد لديه عوامل الاطمئنان النفسى.

إضافة إلى أن النجاح فى التوفيق بين ساعات العمل وإتقانه وجودته، بجانب القدرة على التعبد والنجاح فى الوصول إلى قدر مقبول من التوفيق السليم، والذى لا يسبب إعاقة أو مشكلات، وهو ما يجعل الإنسان قادرا على التحكم فى العوامل الخارجية عنه، ويزيد من عوامل إدارته لنفسه والسيطرة على مجرياتها بشكل ناجح، موضحا أن كل هذه العوامل تؤدى إلى تطور الإنسان وشخصيته بشكل إيجابى.