أولى المصريون القدماء عناية خاصة بموتاهم فاقت غيرهم من شعوب العالم القديم، واستندت هذه العناية والاهتمام إلى اعتقادهم بوجود حياة أخرى أبدية، يجب الاستعداد لها.

بعد موت أى شخص كان يحمله الأهل والأقربون إلى المحنطين، وذلك لسرعة حفظ وتحنيط الجسد بما يضمن له إمكانية عودة الروح لجسده مرة ثانية، وكان التحنيط يتم وفقاً لإحدى طرق ثلاث تتوافق مع إمكانية المتوفى ومكانته.

وهناك أسباب جوهرية كان المصريون من أجلها يعتنون بدفن موتاهم وهي:

1- اعتبارهم هذه الدار دار ممر ومنزل سفر والقبر دار خلود ومقر وأن الروح ستعود للجسم فى الدار الآخرة.

2- اعتناؤهم بأمر الصحة وقد دلنا التاريخ على أن الفترة التى كان المصريون يعتنون فيها اعتناءً تاما بأمر الدفن كانت خالية من الأوبئة والأمراض المعدية الهائلة وأن الطواعين الفتاكة والأوبئة الخطرة لم تظهر فى مصر إلا بعد إهمال المصريين أمر التصبير وعدم اعتنائهم بدفن الموتى.


3- اعتقاد المصريين بأن أكل الدود للجسم من أعمال الشر التى يجب أن يحاربها الإنسان بكل قواه، والخلاصة هى أن مدن الموتى كانت أجمل بكثير من مدن الأحياء وشاهدنا ذلك يتجلى فى أهرام سقارة ومقابر بنى حسن وأهرامات الجيزة وغيرها فى كل المدن المتواجدة فى مصر.