قال علماء اليوم الجمعة، إن اكتشاف بيضة لطفيل البلهارسيا فى مقبرة عمرها 6200 عام فى سوريا، ربما يمثل أقدم الشواهد على أن أساليب الرى الزراعى فى منطقة الشرق الأوسط، كانت المسئولة عن استشراء هذا المرض.

ويسبب داء البلهارسيا طفيل ينتمى للديدان المفلطحة يعيش فى الأوعية الدموية للعائل، بل أيضا المثانة والأمعاء، ويمكن أن تؤدى الإصابة بهذا المرض إلى فقر الدم (الأنيميا) والفشل الكلوى وسرطان المثانة.

وفى دراسة أوردتها دورية لانسيت للأمراض المعدية، قال الباحثون إن المرض ربما يكون قد استفحل فى اعقاب تطبيق نظام عتيق لرى المحاصيل فى حضارة بلاد الرافدين على ضفاف نهرى دجلة والفرات، وهى منطقة تشمل الآن أجزاء من العراق وإيران والكويت وسوريا وتركيا.

ومع مرور الزمن شاعت الإصابة بالبلهارسيا وصارت تمثل الآن عبئا ومرضا متوطنا فى شتى أرجاء العالم. وتحدث الإصابة عندما يخترق الطفيل جلد العائل أثناء السباحة فى مياه تعيش بها قواقع المياه العذبة التى تؤوى هذا الطفيل.

وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 240 مليون شخص يصابون بالبلهارسيا حول العالم، فيما يعيش أكثر من 700 مليون شخص فى مناطق يتوطن فيها المرض. وعثر على بيضة الطفيل فى منطقة الحوض والمثانة والأمعاء لرفات الشخص المصاب المدفون فى جبانة.

وعثر فريق من علماء الآثار والسلالات البشرية على هذا الاكتشاف فى منطقة تل زيدان بشمال سوريا. ويعمل هؤلاء الباحثون لدى جامعة كمبردج ومعهد قبرص ومعهد الدراسات الشرقية بجامعة شيكاجو بالولايات المتحدة.

وجمع الباحثون عينات من رفات الرأس والقدم بالمقبرة، إضافة إلى عينات للمقارنة، ووجدوا أن هذه العينات تحتوى على بيض الطفيل، وأشاروا إلى أن التلوث بالطفيل ليس حديث العهد.

وقال بيرز ميتشل من جامعة كمبردج البريطانية، وهو المشرف عل هذه الدراسة، إن هذه البيضة تمثل أقدم شاهد على أن قيام البشر بتطوير التقنيات فى مجال الرى على سبيل المثال، تؤدى دون قصد منه إلى تفشى الأمراض.

وقال، فى بيان عن هذا الاكتشاف "الفرد الذى أصيب بالطفيل، ربما يكون قد استخدم أنظمة الرى التى بدأ انتشارها آنئذ فى بلاد الرافدين منذ نحو 7500 عام".

وكانت أقدم بيضة لطفيل البلهارسيا قد اكتشفت فى مومياء فرعونية مصرية عمرها 5200 عام.

ويقضى طفيل البلهارسيا شطرا من دورة حياته فى القواقع التى تعيش فى المياه العذبة الدافئة، قبل أن يجد طريقه إلى جسم العائل من خلال اختراق جلده أثناء السباحة، أو الخوض فى المياه الملوثة.