كيف يمكننى أن أمر بمثل هذه الأحداث فى الحياة التى تجعلنى أتجرع الألم دون أن يحدث لى ثقبا كبيرا وفجوة كبيرة فى حياتى، ودون أن أخسر نفسى وأخسر توازنى؟، سؤال طالما تبادر لأذهاننا جميعا ونتمناه جميعا، فكلنا ضعاف أمام الألم، وليس من السهل أن نقف صامدين أمام رياحه،هذا ما أكد عليه الدكتور مصطفى محمود أخصائى الأمراض النفسية.

الألم يوقف قدرات عقولنا عن العمل، ويشل قدراتنا على تجاوزه، يوقف قدرتنا على مواجهته والصمود أمامه، فالألم سكين لا يمكن إيقافه عن التدمير، فهو يتخلل النفس ويقتلها رويدا، وأقوى الأشخاص لا يمكنه الوقوف أمامه، إلا إذا قرر ذلك.

فمواجهة الألم تبدأ بقرار يتخذه الإنسان ويقرر إيقاف إيذاء الألم له، وأنه لن يسمح للألم أن يعوقه مرة أخرى، أو يكسره ويقضى عليه ويميت حيا، بل يقرر الحياة مجددا والاستيقاظ، وبهذه الطريقة تتغير كل القوى النفسية الضعيفة لدى الإنسان إلى قوى هجومية تسعى لدرء الألم ومواجهته، فيصبح تجرعه نوعا من الرفاهية دون تأثير عميق فى النفسية والعقل، ودون أن يدمر السلامة النفسية والرضا عن النفس، ودون أن يخلخل أسس بناء النفس السليمة، ويظل الإنسان فى وقاية تامة من أثره، رغم أنه يمر به على الدوام ويتجرعه بشكل مستمر.