العين مرآة الجسد، فبالنظر إليها لا يمكن معرفة ما يدور في أذهان الآخرين فحسب، بل تعكس الكثير عن صحة الجسم، فهي غالبا ما تكون المؤشر الأول الذي يدل على وجود خلل في الجسم. ما يعني، أنه يمكن لطبيب العيون اكتشاف أمراض تصيب أجزاء أخرى من أجسامنا قبل أن يدرك الشخص مرضه. ومن بين الأمراض التي يمكن للعين أن تكشفها هي حدوث اضطرابات في عملية الأيض الغذائي، وذلك من خلال حدوث تغييرات تطرأ على قرنية العين. فوجود حلقة بيضاء حول قزحية العين، يشير إلى ارتفاع كبير لمستويات الدهون في الدم. وعندما تكون الحلقة بنية اللون، فتعني الإصابة بمرض تخزين النحاس أو ما يعرف بمرض ويلسون، حيث يخزن الجسم كميات كبيرة جدا من النحاس حسبما يؤكد طبيب العيون في برلين أوفيه كرافيل. ويساعد قياس سمك شبكية العين على تشخيص مدى حدة تصلب الشرايين، كما يشير انتفاخ أوردة العين إلى ارتفاع كبير في ضغط الدم. وبحسب الطبيب كرافيل فإن العصب البصري يمكنه الكشف عن الكثير من الأمراض أيضا، فتورمه يشير إلى وجود أورام في المخ. وتساعد أجهزة التصوير المقطعية على اكتشاف أصغر التغييرات التي تصيب الأوعية الدموية لدى مرضى السكري إلى جانب قدرته على اكتشاف أمراض أخرى، حسبما يؤكد الطبيب كرافيل مضيفا “يكشف الجهاز المقطعي الإصابة بمرض فابري وهو اضطراب استقلاب الدهون الفطري الذي يتسبب في وجود ترسبات خاصة في القرنية”. ما يعني أن العين هي أول عضو يمكنه كشف الإصابة بأمراض عديدة، وغالبا ما يكون ذلك قبل فترة طويلة من ملاحظة المريض نفسه لتلك الأمراض. ...