لأول مرة منذ أكثر من نصف قرن تظهر حالات الإصابة بالجملة بمرض الملاريا بمحافظة حدودية مثل أسوان، وعلى الرغم من أن نصف تلك الحالات كانت مصابة بالملاريا الحميدة، والتى يمكن علاجها، إلا أن حالة من الخوف من انتشار هذا الوباء مرة أخرى.

وكبمة الملاريا لاتنية تعنى "الهواء الفاسد"، وكان يشار بها إلى نوع معين من البعوض والذى كان يعيش فى البرك والمستنقعات، واكتشف هذا المرض لأول مرة عام 1880، بالجزائر، ويطلق العرب على هذا المرض "البرداء" لأنه يصيب المريض برعشة قوية جدا.

وحول انتشار مرض الملاريا يقول الدكتور أحمد رمزى استشارى طب المناطق الحارة والأمراض المعدية ومكافحة العدوى فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع": من المعروف أن الملاريا تتسبب فى قتل نصف مليون شخص سنويا، على مستوى العالم، ومصر خالية من هذا المرض منذ أكثر من نصف قرن، والملاريا من الأمراض القاتلة والتى تنتقل عن طريق لدغات الحشرات.

وأضاف رمزى: يطلق على البعوضة التى تسبب الملاريا "الانوفيليس" وأنثى الانوفيلس فقط هى من تنقل المرض، وهناك أكثر من 60 نوعا من هذه الحشرات، وتسبب أنواع كثيرة من الملاريا تختلف حسب مدة الإصابة والأعراض وطريق العلاج، وتتكاثر هذه الحشرة فى المياه الضحلة العذبة والبرك والمستنقعات والمياه الراكدة.

وعن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض قال استشارى طب المناطق الحارة، يتعرض المسافرون الذين لا يملكون مناعة ضد الملاريا والقادمون من المناطق الخالية منها للخطر بشكل كبير عندما يصابون بالعدوى، ولكن من حضن الحظ أن الملاريا ليست مرض معدٍ.

وتابع رمزى أن فترة حضانة المرض تظهر بعد الإصابة بعد فترة تتراوح ما بين أسبوع إلى 15 يوما، من التعرض للدغة الناموسة ناقلة المرض، مشيرا إلى أن الأعراض تظهر على صورة شكوى المريض من أعراض حادة كارتفاع درجة حرارة المريض إلى درجة الحمى الشديدة، والقئ، والرعشة القوية، والصداع.

وأكمل استشارى طب الكوارث أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالملاريا، هى الأطفال خاصة عند اللعب بالمناطق الريفية وعند البرك، كما أن الحوامل من الفئات التى تعانى ضعف فى الجهاز المناعى، وتكون معرضة للمضاعفات، كما أن مرضى الجهاز المناعى، ومن يعملون أو يضطرون إلى السفر بالدول التى ينتشر بها هذا المرض، إضافة إلى المهاجرين من مناطق انتشار المرض لنظرا لتأثر جهاز المناعة بالضغوط الناجمة عن عملية الهجرة.

وأضاف أحمد أن طفيلى الملاريا يسبب تكسير فى كرات الدم الحمراء بالجسم، مما يؤدى إلى الأنيميا السريعة جدا والتى قد يحتملها الكثير من المرضى، وقد تصل المضاعفات إلى الإصابة بأنيميا المخ، حيث يحدث تضخم فى الأوعية الدموية بالمخ، والتهاب الغشاء المحيط بالمخ، ويؤدى هذا إلى الوفاة فورا.

وأكد رمزى أن هناك العديد من الأدوية التى تعالج الملاريا مثل دواء "ارت" و"كلوركين"، ويمكن للمريض الشفاء من هذه الإصابة فى فترة لا تزيد عن أسبوع، مضيفا أنه من أخطر مشكلات الملاريا فى السنوات الأخيرة هى ظهور فصائل مقاومة للعلاج ولا تستجيب له.

وقال رمزى إنه لا يوجد أمصال أو أدوية تقى من الإصابة بالملاريا، وإنما يعطى للمسافرين بعض الأدوية المعالجة للملاريا تحسبا للإصابة، لكنها لا تقى من الإصابة، مضيفا أن الوقاية من الملاريا تكون من خلال مكافحة ناقلات المرض "مقاومة الناموس" باستخدام المبيدات الحشرية، وردم البرك والمستنقعات، وكذلك منع التعرض للدغات الناموس باستخدام الناموسية أو طوارد الناموس، ارتداء الملابس الطويلة، والواسعة، وذلك لمنع لدغات الناموس.