يخطئ الكثيرون الذين يعانون من مشكلات حقيقية مرضية ترتبط ارتباطا وثيقا بتناولهم للمياه من عدمه، عندما يستبدلون المياه بالمسحوق الفوار الذى يذيب الأملاح ويعمل على التخلص منها، ومعتقدين أن هذا المسحوق كاف للتخلص من كل الآثار المترتبة على عدم تناولهم لكميات كافية من المياه.

من جانبه أوضح الدكتور محمد زكى، أخصائى الكلى والمسالك، أنه لا يمكن أن يظهر ما يعوض المياه ويمنع الإنسان من تناولها، فمهما تخيل الكثيرون واعتقدوا خطئا أن هناك بديلا يحل محل المياه وتأثيرها فى الجسم فى وقت من الأوقات، هو مجرد اعتقاد خاطئ ولا أساس لصحته على الإطلاق، ولا أحد يمكن أن ينكر أهمية المياه للجسم، فهى المحرك الأساسى والدائم والمستمر، والوقود الذى يجب ألا ينقطع فى أى وقت لكى يستطيع جسم الإنسان الاستمرار فى العمل، وتنتظم قدرة أعضائه على العطاء.

فالحبيبات الفوارة أو المسحوق الفوار والمستخدم كعلاج كاسح للأملاح وللمضاعفات السيئة البسيطة التى يتسبب فيها عدم شرب الإنسان للمياه بالقدر الكافى لجسمه ولكليتيه، هو مسحوق يحاول كنس الأملاح والتخلص من جزء كبير منها، ولكنه لا يعوض المياه وتأثرها فى التخلص من الأملاح والصديد، وغيرها من آثار تراكم قلة شرب المياه، بل قد يكون له تأثيرا سلبيا كبيرا ذا ما تم تناوله دون شرب المياه بجانبه وبكثرة ودون زيادة معدلات تناول المياه بالتزامن مع تناوله، فقد يحدث تحميلا شديدا على الكلى وبعض من أعضاء الجسم الاخرى، ولا يمكن لمنسوب الأملاح أن ينتهى بتناول الفوار، بل إن المياه بخصائصها الطبيعية التى خلقها الله تعالى بها هى الوحيدة القادرة على هذا.