لا تتخيل أنك بمنأى عن الذوق الرائج الذى يحيط بك، فمن حولك يؤثر بك وعليك مهما كانت درجة انفصالك عنهم وتخليك عن الانخراط بينهم وابتعادك عنهم، فالجو المحيط بمثابة النفس الذى تتنفسه لا يمكن التخلص منه، ولا يمكنك عدم تنفسه.

ومن جانبه أكد الدكتور مصطفى محمود أخصائى النفسية والعصبية، على أن الذوق الرائج إذا حدث له نوع من التدنى، كان ذلك وبالا على صاحبه، مما كانت درجة انفصاله عنه، والهروب بنفسه منه، فالذوق المحيط غير السليم أو المتهرئ، يصيب صاحبه (الرافض له) بالتوتر النفسى، والرفض النفسى له، ولمل من يعتنقوه ويشجعوه، وهو السبيل الحقيقى للشعور بالاغتراب داخل هذه الجماعة، والشعور بالاختلاف وعدم الراحة وعدم الاتساق مع الذات والبيئة المحيطة.

دنو الذوق المحيط بالشخص يدفعه للقبول بمستوى فكرى وجمالى معين، وهو فى الغالب غير راضٍ عنه، مما يدفعه للشعور الدائم بعدم انتمائه لهذا المجتمع وهذه النوعيات، فيخسر الكثير من الخبرات الشخصية والاجتماعية بسبب عدم تطور علاقاته الاجتماعية فى هذا المجال المحيط، وهو ما يؤثر بالسلب على شخصيته وحياته بصفة عامة، فتنقصه خبرات حياتية وشخصية وتواصلية كان لزاما عليه التعامل معها واكتسابها.

وينصح هذا الشخص (بالانخراط الحذر) فى مثل هذا المجتمع والبيئة المحيطة، ويتبنى مبدأ الانتقاء السليم والمتأنى للأشخاص والأفكار وطبيعة العلاقات والتواصل مع الغير ومع مقتضيات البيئة المحيطة، وأن يكون حذرا مع كل معلومة أو فعل أو فكرة يكتسبها يقوم بتنقيتها تماما حتى يستفيد من فوائدها ويترك ضررها.