على غرار فيلم "The Birds" الأمريكى فى الستينيات من القرن الماضى الذى كان يسرد قصة طيور قاتلة كانت تهاجم البشر بإحدى الولايات المتحدة، شنت أسراب من "الغربان" هجوما ضد الإسرائيليين بمدينة "إيلات" الساحلية وتسبب فى إصابات بالغة لعدد من الإسرائيليين هناك.

وقالت القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلى، خلال تقرير لها حول الظاهرة التى بدأت تنتشر بشكل واسع فى الفترة الأخيرة فى إيلات، أن معظم تلك الأسراب من الطيور القاتلة من فصيلة "الغربان المصرية" وأخرى "هندية"، مشيرة إلى أن المدينة أصبحت تعيش حالة من الحرب مع هذه الغربان القاتلة.

وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن الغربان الهندية أشرس من نظيرتها المصرية، والتى تمتاز باللون الرمادى، مضيفة أن تلك الغربان تشن هجمات عنيفة على السكان، وأن معظم الإسرائيليين يشتكون بشدة من الأضرار التى تلحق بهم نتيجة هجمات الطائر.

وقدم عدد كبير من سكان إيلات شكاوى بعد أن أصيبوا بخدوش خطيرة وإصابات، نتيجة تحرش الغربان بهم، مطالبين بزيادة أعداد القناصة لملاحقة تلك الطيور المفترسة.

ولفتت القناة التليفزيونية الإسرائيلية إلى أنه خلال السنوات الأخيرة كانت هاجرت أعداد كبيرة من الغربان من الناحية الجنوبية وتحديدا من مصر، موضحة أن تلك الأسراب تسللت لإسرائيل وعاشت فيها، وأصبحت تشكل خطرا على حياة المواطنين هناك بعد أن كشرت عن أنيابها وشنت هجماتها العنيفة على السائحين والإسرائيليين.

وأوضحت القناة الثانية أن تلك الفصيلة من الطيور تتميز بالعنف والشراسة، لافتة إلى أن الغراب الهندى قد وصل إلى المنطقة خلسة فى واحدة من السفن التى جاءت من الهند، إلى مصر ثم تكاثر وهاجر إلى إسرائيل، مضيفة أنه يعتبر طائر ذكى بكثير من طائر الغراب العادى المعروف، فهو أكثر عدوانية.

وقال أحد الإسرائيليين للقناة الثانية: "إن تلك الطيور تتسكع فى الطرقات، وتخطف السندوتشات من أيدى الأطفال، ويشنون هجمات علينا، إنهم يلحقون بننا الضرر، حتى فى ساعات الظهيرة، أنهم يشنون الهجمات كالطائرات بدون طيار دون أى رادع".

فيما قال مواطن إسرائيلى أخر مقيم فى إيلات للقناة الإسرائيلية: "أتذكر ذلك الصباح الذى هاجمنى فيه عدد من الغربان، لقد كان يوما مخيفا، لم أتعرض لمثل هذا الموقف من قبل، كما لم أصدق أنه هذا الشىء موجود فى الطبيعة".

وسرد إسرائيلى أخر مقيم أيضا فى إيلات قصته مع الغربان قائلا: "كنت فى طريقى يوم السبت الماضى إلى المعبد، وارتدى شال الصلاة على رأسى، وعند مرورى بالقرب من شجرة كان بها العديد من الغربان، هجم ثلاثة منهم على رأسى، ووصلوا بمناقيرهم على فروه رأسى وسببوا لى إصابات بالغة".

فيما صرحت مسئولة فى بلدية إيلات للقناة العبرية أن هجمات الغربان تسببت فى حالة من الهلع الشديد بين صفوف السائحين الأجانب الذين يأتون للاستجمام على شواطئ البحر الأحمر، مشيرا إلى أن هجماتهم تشبه الهجمات الإرهابية.

وأضافت المسئول الإسرائيلية أن البلدية خصصت بعض القناصة للفتك بتلك الغربان، ويقوموا بعمليات قنص مستمرة لهم للخلاص منهم.

فيما قال البروفيسور يورام يوم توف، من قسم علم الحيوان فى جامعة تل أبيب للقناة الإسرائيلية: "واحدة من تلك الأنواع يشكل تهديدا خطيرا لحياة الإنسان، وبالإضافة لذلك فهو يلتهم كل ما تقع عليه عينه من فراخ الدجاج والبيض، ويعتبر مقبرة فى الصحراء، فهو لديه القدرة على التدمير ويستطيع التهام القطط أيضا".

وأشارت القناة الإسرائيلية خلال تقريرها المصور إلى أن آلاف الغربان يعيشون فى إيلات الآن، واليوم هناك نحو 250 طائرا منهم يشكلون خطرا كبيرا، وتلك الغربان تنمو بصورة كبيرة ويزداد عددها يوما بعد يوم، وتشكل خطرا فى كل مكان تتواجد فيه، وإذا لم تحل تلك المشكلة فى أقرب وقت ستتحول لطاعون قاتل يفتك بسكان المدينة.

ولفتت القناة الإسرائيلية إلى أن تلك الغربان تزدهر بشكل غير مرغوب فيه، موضحة أنه جاءت من مصر، حيث كانت تعيش فوق أشجار وجبال الطور فى سيناء، وكذلك فى منطقة العقبة.