سمعنا كثيرا عن مرضى يتناولون دواء واحدا طوال العمر، فهذا دواء للقلب وآخر للضغط وثالثا للمعدة ورابع للقولون، وهذا ما لا يمكن أن يكون فعلا صائبا أو له سندا طبيا سليما، وهو خطأ يقع فيه أغلب المرضى، ويعانون بسببه.

من ناحيته أوضح الدكتور محمود وحيد أخصائى الباطنة والسكر أن هناك أفعالا خاطئة، يقوم بها المرضى عند تناول الأدوية، لكن لا يوجد فعلا أكثر خطرا من المداومة على تناول دواء واحدا بنفس النوع والكمية على الدوام.

ويرجع الخطأ إلى عدة عوامل منها أن هناك تابوهات طبية معروفة لقلة الثقافة الطبية، منها أن يعتقد المريض أن إصابته بمرض القولون العصبى على سبيل المثال يعنى عدم قدرته على الشفاء منه أو تحسينه على مر الزمان، لذا لا يجد مفرا من الدواء طوال عمره، وهى ثقافة مغلوطة صدرها الأطباء وتوارثها المرضى على مر الزمان، لأن المرض يمكن التغلب عليه مهما كان، والإنسان وما يُدخله لجسمه مسئولان عن تطور المرض، ومسئولان أيضا بنسبة كبيرة عن القدرة على تحسين وضع وتقليل خطره.

وفضلا عن عدم جدوى الدواء المكرر طوال هذه السنوات، يقوم المريض بهذا الفعل بإدخال الكثير من أنواع الدواء الكيميائى إلى الجسم وهو ما لا يمكن لبعض أعضاء الجسم تحمله.

وتظهر أغلب الحالات فى أدوية القلب والصدر وجرعات القطرات لضبط الدم المنخفض والسكر وضبط الدم وغيرها، ويداوم المريض على هذا الدواء طوال حياته بشكل يومى ودون انقطاع وهو ما يجعله دون فائدة، فضلا عن آثاره غير المستحبة على الجسم، لأن أى دواء من الأدوية يحتوى على نسبة آثار جانبية للمريض قد يكون فى غنٍ عنها.

ومن ناحية أخرى، أكد الدكتور كريم محمود أخصائى أمراض الباطنة أنه لا يصح إلقاء الخطأ بالكامل على عاتق المريض، فالطبيب له دور كبير فى هذا الأمر، فعلى الطبيب الشرح التفصيلى للمريض عن هذا الدواء وآثاره وطبيعة تكوينه، ويشرح له أنه يجب أن يأخذ على سبيل المثال الدواء طوال الحياة، ولكن هذا الدواء يحدث تأثيرا وبالتالى عليه تغييره كل فترة أو تغيير جرعته حسبما يرى الطبيب المعالج وتحت إشرافه، فلا يجب أن يهمل المداومة على الذهاب لطبيب هذا المرض بعد الفترة التى يحددها له ليرى آخر المستجدات للدواء على الجسم.

وأضاف "الدواء المستمر لمرضى بعينهم، ولأمراض بعينها يمكن تغييره وفى حالات معينة يمكن التوقف عن تناوله تماما، وهذا ما تؤكده تجارب العلاج الجديدة وخطط الشفاء، فالعلاجات الغذائية أصبحت متقدمة بشكل كبير، وأصبح التركيز على غذاء المريض وطبيعة تناوله لطعامه نوعا من الطرق التى يلجأ لها الأطباء لتوقف أمراضه المزمنة عن إزعاجه، فيسعى أغلب الأطباء الحاليين إلى ضبط معدلات الغذاء والرياضة والنشاط البدنى والفكر والنفسى، والتخلص من الإرهاق الزائد والتوتر كى يساعدون على ضبط مستوى ضغط الدم على سبيل المثال لا الحصر.

وأكد أن هذا النوع والفكر الجديد فى طرق العلاج أصبح منهجا يحتذى به البعض، ولا نعنى بهذا التوقف عن تناول الدواء بل على الأقل الوصول لمرحلة متقدمة وجيدة تقلل من نسب وأنواع الدواء الذى يتناوله الشخص يوميا، وهو ما يعمل على الحفاظ ووقاية الجهاز الهضمى من مشكلات الدواء الكيميائى والمعدة والمرىء، فضلا عن الحفاظ على الكلى والمرارة والكبد وكذا الوقاية من مضاعفات عصبية ونفسية جسدية ومرية للكثير من الأدوية.